التاريخ : السبت 26 يوليو 2025 . القسم : فنون وآداب

باب السفارة


شعر محمد عبده

أنس حبيب شاب مصري غيور أغلق باب السفارة المصرية في هولندا على من بداخلها بعضا من الوقت لعلهم يشعرون بمرارة الحصار و التجويع في غزة

تسلل للسفــــــــــــــارة في النهار              و أغلق بابها دون اعتـــــــــــذار

و أحكم غلق ذاك الباب جهــــــــرا             و نادى كل منتظــــــــــــــرٍ و مار

و قال أتشعرون بحال غــــــــــــزة              و جوعٍ بين قصفٍ أو دمــــــــــار

و قال لمن بداخلها فذوقـــــــــــــوا              قليلاً بعض آلام الحصــــــــــــــــار

و من فيها قد انزعجوا جميعـــــــا             و قارب بعضهم حال انهيـــــــــار

سفارتنا تصير الآن سجنـــــــــــــا              و ليس لنا سبيلٌ للفـــــــــــــــــرار

و قال لهم سأعطيكم طعامــــــــــــا             فلستُ أُسيءُ حقا للجـــــــــــــوار

سأعطيكم طحينا في التــــــــــراب              لتلتقطوه من بين الغبـــــــــــــــار

و أرشقكم ببعض البيض فيــــــــه              خليطٌ من بياضٍ أو صفــــــــــــار

لعلكمو بغزة تشعـــــــــــــــــــرون              بأهوال الحصار و الاضطــــــــرار

ألستم من يمثل قزم مصـــــــــــــر              إذا منع الطعام لخيــــــــــــــر جار

و عامان بغـــــــــــــــزة كيف مرا              بحربٍ للإبادة و الدمـــــــــــــــــار

بغزة كم يموت الناس جوعـــــــــا              و أنتم تنظرون فأي عــــــــــــــار

و كم طفل بجلدٍ فوق عظــــــــــــم              تضور نحو حالة الاحتضــــــــــار

و صار الموت من قصف و جوع               بغزة للكبار و للصغـــــــــــــــــــار

و مصـــــــــر فلا حياة لمن تنادي              معابرها تُغَلَّقُ كالجــــــــــــــــــدار

و أطنان الطعام مكدســــــــــــــاتٌ              هنا خلف المعابــــــــــــر في بوار

وخُدام السفارة في غبـــــــــــــــاء              تردد قول إعلام الضـــــــــــــــرار

إذا ما شئت فاذهب للحــــــــــــدود              إذا ما كنت تحلم بانتصـــــــــار !!

و إن لنا مع القوم عهــــــــــــــودا              فلا نقض و حفظا للذمـــــــــــار!!                  

فيا أنس الحبيــــــب رعاك ربي                 فكم أبدعت في هذا الحـــــــــــــوا ر

حوارك حُجَّـــــــةٌ شرقا و غربا                 و يسري ساطــــــعا في كل دار

تجيب به الملثم أن فينــــــــــــــا                 شبابا ينوي تصحيح المســـــــــــار

فيا أنس يشاهدك الجميــــــــــع                 و نشعر بالكرامة و الفخــــــــــــــار