التاريخ : الجمعة 08 أغسطس 2025 . القسم : تصريحات

اتفاق الغاز مع الاحتلال الإسرائيلي إهانة للكرامة الوطنية وتهديد للأمن القومي المصري


في الوقت الذي يمعن فيه العدو الصهيوني في القتل والتجويع والإبادة الجماعية بحق أهلنا في غزة، ويتجهز لتوسيع حرب الإبادة؛ تأتي صفقة الغاز مع الكيان المحتل طعنة نجلاء في خاصرة الأمة، وإهانة للكرامة الوطنية المصرية، لتؤكد أن هذا النظام قد فقد –تمامًا– بوصلة الانتماء الوطنية والإسلامية، وتنكب عن تحقيق المصالح الاستراتيجية لمصر، وحماية أمنها القومي.

وتؤكد جماعة الإخوان المسلمين أن هذا الاتفاق –مع استمرار جرائم الكيان بحق الشعب الفلسطيني– يمثل انخراطًا صريحًا في دعم اقتصاد الاحتلال، وتعزيزًا مباشرًا لأركان عدوانه، ومشاركة صريحة في إسناد العدو. هذا، بدلًا من الضغط عليه اقتصاديًا وسياسيًا، بل عسكريًا وأمنيًا، لوقف حرب الإبادة الجماعية، وحماية الجبهة الشرقية لمصر.

واستراتيجيًا، ترى الجماعة أن حجم الصفقة ومداها الزمني ينشئ حالة من الاعتماد على الكيان الصهيوني في توفير سلعة استراتيجية لها دورها الجيوسياسي، وهي الطاقة. الأمر الذي يرهن الصناعات الاستراتيجية، بل القرار السياسي، لإرادة تل أبيب، والتي لن تتورع هي الأخرى عن استخدامه سلاحًا للضغط على مصر عند الضرورة، ما يعني أن النظام بهذا الاتفاق منح العدو أوراق ضغط تضعف الموقف الوطني، وتُسهم في عزلها إقليميًا.

ومن ناحية أخرى، ترى الجماعة أن الاتفاق يعد مخالفة صارخة لما استقر في وجدان الشعب المصري، الذي ما زال يعتبر الكيان الصهيوني كيانًا مغتصبًا، والعدو الأول لمصر وللشعوب العربية والإسلامية، رغم كل محاولات التطبيع. وتعتبر الجماعة أن أي اتفاق يفتقر إلى احترام إرادة الشعب المصري هو خالٍ من الشرعية.

وإننا إذ نعبّر عن رفضنا الكامل لهذا الاتفاق، فإننا نهيب بمؤسسات الدولة المعنية التصدي له، ونؤكد وقوفنا مع كل الأصوات الوطنية الحرة، وكل القوى السياسية، والنقابات المهنية، والحركات الشبابية، التي تعلن رفضها لتلك الصفقة المشؤومة. وندعو الجميع إلى الاصطفاف من جديد في معركة التغيير.

وختامًا، فإننا ندعو إلى الوقف الفوري لهذا الاتفاق، وإلغاء كافة أشكال التعاون التجاري والأمني والسياسي والعسكري مع الاحتلال، وتجريم التطبيع معه في كل المجالات، قبل أن يأتي على مصر يوم تتعطل فيه الصناعات الاستراتيجية، وتتوقف الحياة وتظلم، ويكون مفتاح الحل في الكيان الصهيوني.

والله من وراء القصد

حفظ الله مصر وشعب مصر

 

جماعة الإخوان المسلمون

الجمعة 14 صفر 1447هـ؛ الموافق 8 أغسطس 2025م