
التاريخ : الخميس 14 أغسطس 2025 . القسم : بيانات
في ذكرى مذبحة رابعة.. مصر بحاجة إلى التغيير أكثر من أي وقت مضى
في الذكرى الأليمة لمذبحة رابعة العدوية، وبعد اثني عشر عامًا على قتل واعتقال عشرات الآلاف من أبناء مصر، ما زالت الدماء والدموع لم تجف، وأصبح قتل واعتقال المعارضين، إلى جانب الفشل، هو عنوان هذه الحقبة السوداء من تاريخ مصر. وما زالت الجراح مفتوحة في قلوب الأحرار، أولئك الذين حلموا يومًا أن يعيشوا في وطن حر تظله العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وطن يحتضن جميع أبنائه بلا تمييز.
لم يكن اعتصام رابعة السلمي اعتصام حزب الرئيس الشهيد محمد مرسي وأنصاره، بل كان اعتصام أنصار التجربة الديمقراطية في اصطفاف وطني جامع لكل من انتصروا لسيادة الشعب واحترام إرادته الحرة. تمامًا كما كانت التظاهرات المصنوعة لتبرير الانقلاب العسكري صورة فجة لاستبداد الأقلية، وردّة عن الحرية. ليعلم شعب مصر اليوم من ينتمي إليه ويعلي مكانته، ومن يقهره في أمنه وحريته وإرادته.
اثنا عشر عامًا وُعِد فيها الشعب بالرفاه والأمن، لم يجنِ فيها سوى الجوع والخوف والظلم والقهر والنهب والفساد. اثنا عشر عامًا رُهنت فيها ثروات مصر وخيراتها لحساب غيرها، حتى عادت أسباب الثورة سيرتها الأولى. وأصبحت مصر اليوم بحاجة إلى التغيير أكثر من أي وقت مضى.
ومن المؤلم لنفس كل مصري أن يرى ما يجري اليوم على أرض غزة من إبادة جماعية وحصار مطبق، دون أن يستطيع نصرة إخوة الدم والدين والإنسانية، ولم يكن هذا ليحدث لولا الانقلاب العسكري عام 2013. لندرك أن بين مذبحة رابعة والإبادة الجماعية في غزة خيطًا ناظمًا، وعنوانًا واحدًا، هو مقاومة إرادة الشعوب في التحرر من الاستبداد والاحتلال.
ستظل رابعة خالدة في نفوس أحرار مصر والعالم، ورمزًا للصمود والشوق إلى الحرية، يزكيها دم الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ليسعد غيرهم. وسيظل المعتقلون السياسيون عنوانًا لأنبل فئات مصر علمًا وخلقًا ودينًا ووطنية، أولئك الذين يضحون بأغلى ما يملكون من أجل أن تعيش مصر حرة عزيزة. سيحفظ التاريخ تضحياتهم في صحائف من نور، وعند الله صحائف ستكتب ما قدموا وآثارهم، فالآخرة وحدها موعد للفصل والجزاء.
جماعة الإخوان المسلمون
الخميس 20 صفر 1447هـ؛ الموافق 14 أغسطس 2025م