بيان من الإخوان المسلمين حول الخلاف بين حركتي حماس وفتح
بسم الله الرحمن الرحيم غنيٌّ عن البيان أن القضيةَ الفلسطينيةَ قد وصلت إلى مستوى من التعقيدِ، ربما تكون له آثارُه وتداعياتُه على حاضرِ ومستقبلِ القضية، خاصةً بعدما قادت الإدارةُ الأمريكية حملةً دوليةً شملت الاتحاد الأوروبي وكثيرًا من الدول التي تسير في ركابها، بل وتمارس ضغوطًا رهيبةً على حكومات الدول العربية لفرض حصار التجويع على الشعب الفلسطيني؛ عقابًا له على انتخابه حركةَ حماس ممثِّلةً له في انتخابات حرة نزيهة شهد لها بذلك الجميع.وكان المتوقَّع- عملاً بمقولة "إن المصائب يجمعن المُصابينا"- أن يزداد التلاحُمُ وتَقْوَى الوحدةُ وتجتمعَ القلوبُ والعقولُ والجهودُ والسواعدُ على كسر هذا الحصار القاتل، والتحرر من هذه الضغوط والأغلال، إلا أننا فوجئْنا بانفجارِ خلافٍ وصَل إلى حدِّ الاشتباك في الأراضي المحتلة.
الأمر الذي أثار انزعاجَنا، وفجَّر قلقَنا؛ ولذلك فنحن نحذِّر من نتائج هذا الموقف الذي يسعى إليه الأمريكانُ والصهاينةُ من قديمٍ، وندعو إلى: • اعتبار قضية وحدة الفصائل ووحدة الشعب الفلسطيني قضيةً مقدسةً تعلو على كل القضايا.
• أن السلاحَ الفلسطينيَّ بل والحجارة لا يصح إلا أن يكون لها هدفٌ واحدٌ هو العدو الصهيوني.
• أن المصلحةَ الوطنيةَ تتقدم على المصالح الفئوية والشخصية، ومِن ثمَّ فإن مسألة استعادة الحقوق وتحرير الأرض تسمو على كل ما سواها، فنحن في زمن المغارم وليس المغانم، واحترام دماء الشهداء التي خضَّبت ترابَ فلسطين يفرض علينا ذلك.
• أن الخلاف في الرؤى والبرامج لا ينبغي أن يكون سببًا للعداوة والكراهية، فالشعب الفلسطيني هو المرجع والفيصل بين هذه البرامج.
• أن الظروفَ الخانقةَ التي يعيشها الشعب الفلسطيني تفرض على الجميع التعاون لتخليصه منها.
• أن الخلاف في الرأي ينبغي أن يُحَلَّ بالحوار الصادق وبمنتهى الشفافية والوضوح والمصارحة، فتنازُع الاختصاصات بين مؤسسة الرئاسة والحكومة ينبغي أن يتم تناولُه على مائدة الحوار في ظل مناخ الإخلاص الذي يبحث عن الصالح العام، والذي يجب أن يحترمَه الجميعُ وينزلوا عليه.
• يجب عدم الخضوع للابتزاز الغربي والصهيوني الذي يسعَى لأخذ كل شيء من الشعب الفلسطيني ولا يعطيهم أبسطَ حقوقهم، وعلينا أن نعتبرَ بالتجارب القديمة والحديثة في التعامل مع العدو.
• على الحكومات العربية ألا تَنصَاع للضغوط الجائرة التي تمارَس عليها للتخلي عن قضيتنا الأساسية "قضية فلسطين"، فهي قضية أمن قومي عربي، وكذلك على الحكومات الإسلامية، فهي قضيةُ الأرض والمقدسات والأخوَّة في الإسلام.
• وعلى الشعوب العربية والإسلامية بل وعلى كل الشعوب الحرَّة في العالم أن تقف إلى جوار شعبِ فلسطين الذي عانى- ولا يزال- من أبشعِ جريمةٍ دوليةٍ في النصف الثاني من القرن العشرين، جريمة قتل شعب وتشريده واغتصاب وطنه ودياره وأمواله، واعتقال أبنائه وتعذيبهم وإنكار هويتهم، ثم تأتي الجريمة الكبرى بمحاولة قتله بالحصار والتجويع؛ من أجل إسقاط حكومةٍ اختارَها بإرادته الحرة وفْقَ مبادئ الديمقراطية الصحيحة!! فعلى الجميع دعم هذا الشعب الصابر الصامد البطل بالمال والدعم المعنوي؛ لإنقاذه من الحبل المشدود حول عنقه، من حكوماتٍ تجرَّدت من كل مشاعر الإنسانية.
فيا أيها الفلسطينيون، إن الوحدة هي أساس قوتكم، ومنبع عزَّتكم، فاحرصوا عليها.
ويا أحرارَ العالم، أنتم مطالَبون بمدِّ يد العون لهذا الشعب الأبيِّ الذي يقف وحيدًا أعزلَ إلا من إيمانه؛ دفاعًا عن أرضه ومقدساته.
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103).
محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في: 25 من ربيع الأول 1427هـ 23 من أبريل 2006م