بيان من الإخوان المسلمين بخصوص العدوان الإثيوبي على الصومال
بسم الله الرحمن الرحيم وجاء الدور على الصومال، ذلك البلد المنكوب، الذي يموت أبناؤه من الجوع والجفاف والفقر والمرض، والذي تطحنه الحرب الأهلية منذ سنوات طويلة، وكل ذلك ثمرة طبيعية للنظام الديكتاتوري الفاسد والمستبد الذي حكم به سياد بري لفترة طويلة، وما إن سقط هذا النظام حتى سقطت الدولة كلها وتمزقت بين أمراء الحرب، وعصابات القتل والنهب، وهكذا تصنع الديكتاتوريات بالدول والشعوب.وعندما قامت المحاكم الإسلامية بالقضاء على أمراء الحرب ووفرت قدرًا من الأمن لقطاعات من الشعب، وبدأ وسطاء الخير للتوفيق بينها وبين الحكومة الصومالية المؤقتة إذا بأصابع خفية وجلية تقف وراءها المخططات الصهيوأمريكية تشعل النار من جديد فتحرض إثيوبيا على غزو الصومال بجيشها الجرار للقضاء على المحاكم الإسلامية، وهو ما يحدث حاليًّا، في ظل صمتٍ إقليمي ودولي متعمد، رغم أن ميثاق هيئة الأمم المتحدة يجرم العدوان العسكري من دولة على أخرى.
وهكذا.
بعد فلسطين وأفغانستان والعراق والسودان يأتي الدور على الصومال ولا ندري على من يكون الدور بعد ذلك في ظل سياسة الشرق الأوسط الجديد.
ونحن إذ ندين هذا العدوان الإجرامي على الصومال وشعبه.
إنما نطالب الدول العربية وجامعة الدول العربية بتحمل مسئوليتها لوقف هذا العدوان وسحب القوات الإثيوبية من الصومال؛ فالصومال دولة عربية عضو في الجامعة العربية، وبدعوة مجلس الأمن لإصدار قرار فورى بذلك.
كما نطالب بدعم الشعب الصومالي بكل الوسائل المادية والسياسية والمعنوية للتصدي لهذا العدوان.
كما ندعو كل فرقاء الشعب الصومالي وحكومته لحل مشكلاتهم في إطار تفاوض سلمي فيما بينهم ودون استقواء بأي قوى خارجية أو الوقوع في غواية التبعية للقوى الكبرى التي لا ترجو لا للشعوب العربية أو الإسلامية ولا للمنطقة أي خير وإنما تبغي السيطرة والهيمنة على كل مقدراتها.
كذلك على الدول والشعوب الإسلامية أن تدعم الشعب الصومالي حتى يخرج من محنته ويقيم دولته وحكومته على أسس وطنية حرة خالصة.
محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في : الثلاثاء 6 من ذي الحجة 1427هـ - 26 من ديسـمبر 2006م .