نداء من الإخوان المسلمين إلى الزعماء والمسئولين الفلسطينيين كافَّة

  بسم الله الرحمن الرحيم إن قلوبنا لتتفطَّر وتنزفُ حسرةً وأسى على مَن سقطوا قَتلَى وجَرحَى في اشتباكاتِ الأمس بين مسلَّحي فتح وحماس، ولقد سبق أن ناشَدْنا واتصلْنا بقادة الحركتين، وأكدنا لهم أن الشَّرعَ والقانونَ والعقلَ والمصلحةَ والشعبَ والوطنَ والقضيةَ.

يقرِّرون حرمةَ الدمِ الفلسطينيِّ، وأنَّ كلَّ السلطات والمناصب لا تساوي قطرة دم، ولا حتى قلامة ظفرِ أي مجاهد فلسطيني، وسمعنا منهم كلامًا طيبًا مسئولاً.
  ورغم ذلك تقعُ صداماتٌ يسقط فيها قَتلَى وجَرحَى؛ مما يدل على أن هناك مجموعاتٍ تنفِّذ مخططاتٍ أمريكيةً صهيونيةً فضحَتْها أجهزةُ الإعلام؛ تهدف إلى إشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين.
  إننا لنحمِّل كافةَ المسئولين والزعماء الفلسطينيين مسئوليةَ ما يحدث ونعلِّقُ الدماءَ المسفوكةَ في رقابهم، لا نفرِّق بين فصيلٍ وفصيلٍ.
  لذلك.

فنحن نطالب الجميع أن يطردوا دعاةَ الفتنة وعملاءَ الاستعمار، ولو كانوا من صفوفهم، بل أنْ يقدِّموهم إلى القضاء، وعلى السلطة والحكومة أن تتصرَّفا من منطلق أنهما سلطةُ وحكومةُ كافةِ الفلسطينيين، وليستا سلطةَ وحكومةَ فصيلٍ دون آخر، وأن مسئوليةَ الحفاظ على ثوابت الأمة وتحرير الوطن والقدس الشريف، وفكّ الحصار الباغي عن الشعب مسئوليتُهما معًا، ومِن ثمَّ يجب السعي إلى التعجيل بإقامة حكومة الوحدة الوطنية على أساسِ ميثاقِ الوفاقِ الوطني، وإعادةِ تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسسٍ عادلةٍ واقعيةٍ، وعدم الاستجابة للضغوط الأمريكية والصهيونية، فذلك السبيلُ لإزالة الاحتقان ودَرء الفتنة، وحقن الدماء، والحفاظ على القضية.
  إننا نناديكم جميعًا أنِ اتقوا الله في أنفسكم وشعبكم ووطنكم وقضيتكم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ* وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الأنفال: 24، 25).
محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في: 8 من المحرم 1428هـ= الموافق 27 من يناير 2007م