الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

 نداء من الإخوان المسلمين للإخوة في فتح وحماس وإلى القيادة المصرية

نداء من الإخوان المسلمين للإخوة في فتح وحماس وإلى القيادة المصرية

إنَّ الإخوانَ المسلمين وهم يعيشون مأساةَ فلسطين منذ بدايتها بكلِّ مشاعرهم وخلجاتهم، وتنزف قلوبهم أسى لكل ما يصيبها- وما أكثره- لينتهزون اليوم فرصة وجود الرئيس محمود عباس والإخوة ممثلي حكومة حركة حماس على أرض مصر، ليدعون الطرفين لبدءِ حوارٍ مخلصٍ وجادٍّ من أجل رأب الصدع وتوحيد الصف، والاستعلاء على مراراتِ الخلاف وتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية، كما يدعون القيادة المصرية إلى أن تُلقي بكلِّ ثقلها من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل رعاية للمصلحة القومية، واستعادة لدور الشقيقة الكبرى التي تحمل هموم أمتها وتسعى لأمنهم ووحدتهم.
  وإذا كان الله عزَّ وجل قد أمر بالوحدة والاعتصام بحبله، ونهى عن التفرق والتنازع في الظروف الطبيعية ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103) ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا﴾ (الأنفال: من الآية 46) فلا ريبَ أن الأمر والنهي يصبحان أوجبَ في ظروف المحن والمصائب الداهمة كالتي نعيشها الآن.
  إننا نؤكد وجوب تنظيم الدخول والخروج من معبر رفح صيانة للسيادة المصرية وحفاظًا على أمنها، وفي نفس الوقت إبقاءً للمعبر مفتوحًا لإدخال كل مقومات الحياة التي يحتاجها إخواننا في غزة، وللسماح لمَن يحتاجون للسفر للعلاج أو التعليم أو غير ذلك من الأغراض المشروعة من الخروج من خلاله والعودة بعد ذلك، كما نؤكد أهمية الدور المصري في فكِّ الحصار وتوصيل الكهرباء ومد القطاع بالغاز والوقود.
  إننا نرفض تمامًا توطين الفلسطينيين في سيناء أو في أي بلدٍ عربي، ونؤكد وجوب بقائهم وتجذرهم في وطنهم مهما كانت الظروف، كما نؤكد حقَّ المهجرين منهم في العودة إلى ديارهم.
  ونُذكِّر الإخوة في فتح وحماس بقوله تعالى ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (النساء: من الآية 128) وقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "فإنَّ فسادَ ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" .
وفقكم الله لكل خيرٍ وأن تكونوا عند حسن ظن شعبكم وأمتكم بكم.
محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في: 21 من المحرم 1429هـ= 30 من يناير 2008م