بيان للقوى السياسية ضد تهويد القدس وفلسطين وإنقاذًا للأقصى
يتابع العالم العربي والإسلامي، بل والعالم كله، ما يحدث من جرائم إبادة وخراب ودمار على أرض فلسطين على يد المحتل الصهيوني الغاصب، فضلاً عن الحصار الخانق الذي يتعرَّض له الشعب الفلسطيني؛ بهدف كسر إرادته وإخضاعه وتركيعه وفرض الاستسلام عليه، وآخر تلك الجرائم بعد جريمة تدمير غزة ما يجري لمدينة القدس الشريف من مخططات وممارسات رَامية إلى تهويد المدينة، وتغيير هويتها الدينية التاريخيَّة والسياسية والديموجرافية؛ لإقامة عاصمة يهوديةٍ عنصرية خالصةٍ للكيان الصهيوني، ضمن مخططاته التي تستهدف أمتنا العربيَّة والإسلاميَّة.وإنَّ المجتمعين اليوم من القوى السياسية الوطنية والبرلمانيين وأحزاب المعارضة والمستقلين وأهل الرأي والفكر كجزء من نسيج الأمة؛ يُدينون بشدة هذه المحاولات من جانب الكيان الصهيوني، والتي تتم بمعاونةٍ كاملةٍ من مختلف الدوائر الصُّهيونيَّة العالميَّة، والحكومات التي تدعمها في الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وتحت سمع وبصر النظم والحكومات العربية والإسلامية والمنظمات الدولية.
وتوضح الحقائق والأرقام المفزعة للجرائم التي تُرتَكب في الفترة الأخيرة أنَّ المخطط الصهيوني في القدس الشريف قد وصل إلى ذروته، فهناك أحياءٌ عربيةٌ بأكملها مهددةٌ بالتدمير والإزالة من سلوان إلى الشَّيْخ جراح، وأن ثمة تطهيرًا عرقيًّا يجري على قدم وساق وفي وضح النهار؛ حيث إن أكثر من 60 ألفًا من المقدسيِّين مهدَّدون بالطرد من ديارهم، تمامًا مثل أيام النَّكبة التي نعيش ذكراها الأليمة الـ61 هذه الأيام.
ثم تلك المصيبة الكبرى والتي تتمثل في محاولة إقامة مجسم الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، بعد أن بات مهدَّدًا بالانهيار بفعل أعمال التخريب الصهيوني التي تتم أسفله.
ولذلك فإننا نتوجه إلى علماء المسلمين ورجال الدين المسيحي الرافضين لتهويد القدس منذ بدايات المشروع الصهيوني، وإلى كل الأحرار في العالم من أصحاب الضمائر الحية الحرة ليقفوا صفًّا واحدًا لإجهاض الإجراءات الصهيونية التي تهدد أحد أقدس مقدسات أمتنا العربية والإسلامية، والذي يمثل إرثًا تاريخيًّا وثقافيًّا للإنسانيَّة كلها، لا يجوز تركه في أيدي شرذمة يهددونه بالفناء.
إنَّ النظم والحكومات التي انتفضت من أجل تماثيل بوذا في أفغانستان لمنع تفجيرها باسم التراث الإنساني؛ تقف اليوم عاجزة صامتة متفرجة، بل وربما متواطئة أو متآمرة مع الصهاينة دون أدنى اعتبار لهذا الإرث الإنساني والديني الذي لا يقدَّرُ بثمنٍ.
أما أصحاب القضيَّة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين في كل مكانٍ، فالكل مدعوٌّ للتَّحرُّك سياسيًّا وإعلاميًّا وقانونيًّا، والمقاومة بكافة أشكالها وأدواتها، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني ومن يسانده، واستمرار المرابطة في المدينة وفي باحات الأقصى وفي كل فلسطين في سبيل حمايته من هجمات المغتصبين الصهاينة.
إنَّ ما يجري يُثبت بالدليل القاطع سقوط كافة دعوات الاستسلام، وأنه لا سلام مع الكيان الصهيوني الغاصب؛ الأمر الذي يستلزم من الفلسطينيين وحدة الصف وجمع الكلمة والارتفاع إلى مستوى التحدي الذي تواجهه القضيَّة برمَّتها.
وفي هذا المقام فإننا ندعو الأمة كلها إلى ما يلي: 1- التحرك والضغط الفعَّال بالرأي العام والوسائل السلمية على الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لكي تقوم بدورها ومسئوليتها لوقف هذه الكارثة، والتأكيد على أن القدس والمسجد الأقصى مسئولية كل العرب والمسلمين، ولا يجوز أن تكون محلاًّ للتفاوض.
2- تحرك المنظمات الدولية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني لوقف المخططات الصهيونية، ونزع فتيل محاولات الصهاينة لإشعال حرب عالمية كما فعلوا قبل ذلك في التاريخ.
3- ضرورة قطع العلاقات مع العدو الصهيوني سياسيًّا ودبلوماسيًّا واقتصاديًّا، وما يقتضيه ذلك من طرد سفرائه ووقف أعمال التطبيع معه، وتفعيل المقاطعة بكافة أشكالها.
4- إلغاء الاتفاقيات التي أُبرمت للسلام المزعوم بين الصهاينة وبعض الدول العربية والإسلامية وإعلان كل المخالفات التي تقع الآن ضد هذه الاتفاقيات المزعومة.
5- دعوة البرلمانيين في مصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك فلسطين لأن يكون لهم دور فاعل في التصدي لمخططات الصهاينة لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، وتفعيل لجنة القدس.
6- إعلان يوم الجمعة 15/5/2009م يوم غضب عالمي لكل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم؛ للوقوف صفًّا واحدًا ضد الصهاينة ومشروعهم وعدوانهم وضد كل من يساندهم أو يقف معهم.
7- الدعوة المستمرة إلى تكرار مثل هذه الوقفات الغاضبة ضد الصهاينة كواجب أخلاقي وإنساني ووطني وشرعي وقومي.
القاهرة في 12 من جمادى الأولى 1430هـ الموافق 7 من مايو 2009م