بيان من الإخوان المسلمين بخصوص أحداث الجمعة 25 فبراير 2011م
إن التعبير عن الرأي حقٌّ مقدَّس من حقوق الإنسان، والتظاهر السلمي صورةٌ من صور التعبير الجماعي عن الرأي، ولقد قام الشعب المصري بممارسة هذا الحق بشكل شديد الرقي والتحضُّر؛ ابتداءً من يوم الثلاثاء 25/1/2011م، وتعرَّض لبطش منهجي متصاعد، أودَى بحياة المئات، وأصاب الآلاف بجروح وعاهات مستديمة، وصلت إلى حدِّ فقدان البصر، من أجل تحقيق مطالب أجمع الجميع على عدالتها ومشروعيتها.وقد أثمرت هذه الثورة الإطاحة برأس النظام وبعض أركان حكمه ومؤسساته، بيد أن هناك بعض المطالب لم تتحقق حتى الآن، رغم سهولة تنفيذها، ولذلك فقد استمرت المظاهرات المتحضرة في أيام الجمعة؛ حتى لا تتعطَّل مصالح الناس ومؤسسات الدولة، وآخرها كان أمس الجمعة 25/2/2011م، وكانت تطالب بتنفيذ المطالب الآتية؛ باعتبارها مطالب عاجلة، ولا تحتاج إلى تسويف أو تأجيل: * تغيير الوزارة التي عيَّنها الرئيس المخلوع، وتعيين وزارة أخرى، يرأسها ويشغل عضويتها شخصيات نظيفة، ووجوه محبوبة ومرضيٌّ عنها من الشعب.
* إلغاء حالة الطوارئ التي لم يكن هناك أيُّ مبرر لفرضها على الشعب طيلة الثلاثين سنة الماضية، سوى إرهاب الناس وقمعهم وتعذيبهم لصالح النظام المستبد الفاسد.
* الإفراج الفوري عن المسجونين والمعتقلين السياسيين.
* إحالة قيادات جهاز مباحث أمن الدولة.
الذي مارس الإرهاب، وأذلَّ المصريين، وأثار الرعب في نفوسهم، وباشر القتل والتعذيب والاعتقال وتلفيق التهم.
إلى المحاكمة العادلة، وإعادة هيكلته من أناس يخشون الله، ويحترمون حقوق الإنسان، ويلتزمون بنصوص الدستور والقانون وأحكام القضاء.
* سرعة محاكمة الذين اتخذوا قرارات إطلاق النار على المتظاهرين، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع ووزير الداخلية السابق ورئيس جهاز مباحث أمن الدولة، والذين نفَّذوا هذا القرار، وقتلوا المئات، وجرحوا الآلاف من المصريين.
* فتح ملفات الفساد دون استثناء، ومحاكمة أصحابها، بدايةً من الرئيس المخلوع، إلى أصغر الفاسدين.
* العمل الجادّ والسريع لاسترداد أموال الشعب المنهوبة.
* وإذا كان الإخوان المسلمون مشغولين بثورة الشعب المصري فهذا لا يمكن أن يشغلهم عن ثورة إخوانهم، الشعب الليبي البطل، الذي ثار لاسترداد حقوقه من نظام متخلف فاشيٍّ، ولذلك نتقدم: * بنداء إلى جامعة الدولة العربية؛ لاتخاذ إجراءات فعَّالة على كل المستويات التي يتيحها لها ميثاقها؛ لإنقاذ هذا الشعب الأعزل من حرب الإبادة المسعورة التي يشنُّها عليه العقيد الطاغية.
* ثم نتوجه بنداء إلى الحكومات العربية والإسلامية لدعم الشعب الليبي ومدّه بما يحتاجه.
* وكذلك نتوجه بنداء إلى الشعب المصري؛ للإسهام في دعم قوافل الإغاثة الإنسانية التي تقوم بها المنظمات النقابية والإغاثية والشعبية؛ لتقديم العون لإخوانهم الليبيين في محنتهم؛ حتى يتحرَّروا ويحرِّروا وطنهم من النظام الإجرامي المستبد.
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
الإخوان المسلمون القاهرة في 23 من ربيع الأول 1432هـ= الموافق 26 من فبراير 2011م