الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

 بيان من الإخوان المسلمين بخصوص إعادة الأمن إلى ربوع الوطن وإعادة الثقة بين الشعب والشرطة

بيان من الإخوان المسلمين بخصوص إعادة الأمن إلى ربوع الوطن وإعادة الثقة بين الشعب والشرطة

إن الأمن نعمة من نعم الله على البشر امتنَّ بها عليهم في كتابه الكريم ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)(قريش)، والإنسان الفرد لا يستطيع أن يُفكِّر ويبدع ويعمل وينتج بإتقان وكفاءة إلا إذا أمن على نفسه وماله وعرضه وأهله، والمجتمع أيضًا لا يستطيع أن ينهض ويتقدم في ظلِّ الخوف والقلق والرعب والإرهاب؛ ولذلك كان من أهم وظائف الحكومات توفير الأمن والطمأنينة لشعوبها، ومن ثمَّ كانت وزارات الداخلية من الوزارات السيادية للدول، وكانت أجهزة الشرطة من أهمِّ الأجهزة.
  وفي مصر وفي ظلِّ الأنظمة المستبدة ولا سيما النظام المخلوع انحرفت بعض أجهزة الشرطة عن وظيفتها، ونشرت الفزع والرعب بين الناس، وقامت على حماية الفساد الرهيب لرجال السلطة والثروة بل شاركت في ذلك، بل وصل بها الأمر إلى حدِّ الاعتقال والتعذيب والقتل والقنص، بل وتحريض شديدي الإجرام على البطش بالمواطنين الآمنين ونهب أموالهم، وخصوصًا بعد انسحاب رجال الشرطة من كلِّ مكان، وتمادت هذه الأجهزة في إثارة الفتن الطائفية بمساندة فلول الحزب الوطني بغية إجهاض ثورة الشعب المباركة، وحاولت إخفاء جسم جرائمها ومحو أدلة إدانتها بفرم المستندات وحرقها.
  والإخوان المسلمون يعلمون تمامًا أن الأمن ضرورة حياة، وأن أجهزة الشرطة بها العديد من الشرفاء، ويناشدون المجلس العسكري الوطني الأمين على الثورة، ومجلس الوزراء ووزير الداخلية على وجه الخصوص أن يضعوا الضوابط الحاكمة لأجهزة وزارة الداخلية، والعقوبات الرادعة للفاسدين والمفسدين.
  والإخوان المسلمون يناشدون الشعب المصري العريق أن يتعاون مع الشرطة الجديدة، وأن يشكلوا- ومعهم الإخوان المسلمون- لجان أصدقاء الشرطة الجديدة في كلِّ ربوع مصر، وحماية المواقع ذات الأهمية، وتجمعات المواطنين المسالمين مسلمين ومسيحيين وتأمينهم، وكذلك إعادة ثقة رجال الشرطة في أنفسهم، وإعادة الثقة بينهم وبين شعبهم.
  ويؤكد الإخوان أيضًا على ضرورة محاكمة كلِّ مَن أجرم في حقِّ الوطن والشعب من الفاسدين من رجال الشرطة مهما كانت مناصبهم ورتبهم، فذلك وحده جدير بتحقيق العدل وتقديم العبرة وشفاء صدور المظلومين- وما أكثرهم- وإغلاق باب الفتن، وإيقاع القصاص العادل، والله سبحانه يقول: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)(البقرة).
  فلتبدأ الشرطة بعهد جديد، ودور شريف، وخدمة للشعب صادقة، واحترام للقيم والمبادئ، واحترام للقانون والقضاء وحقوق الإنسان كل الإنسان، وخشية الله الذي لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)(التوبة).
الإخوان المسلمون القاهرة في: 5 من ربيع الثاني 1432هـ - الموافق 10 من مارس 2011م