بيان من الإخوان المسلمين حول العدوان على غزة
قام العدو الصهيوني بعدوانٍ جديدٍ على غزة أمس أسفر عن إصاباتٍ وخسائر كبيرة، وهو بهذا يؤكد استمرار سياسته الوحشية العنصرية الإرهابية في المنطقة.ونود أن نؤكد له أن الانشغال بالثورات الشعبية وهبوب رياح التغيير التي تقتلع أعوانه من الأنظمة والحكام الطغاة لن تشغل الشعوب العربية عن قضيتها الأساسية قضية فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وقد آن الأوان للصهاينة لمراجعة حساباتهم، فلقد طُرد الرئيس الذي كانوا يعتبرونه كنزًا إستراتيجيًّا يخضع لأوامرهم ويدعم مشروعهم، ويخنق إخواننا في غزة، ويصادر حريتنا ويكمم أفواهنا أن نُعبِّر عن رفضنا لسياسته، ودعمنا لإخواننا في فلسطين، بل كان نظامه يعذب مَن تطاله يده من أهل غزة بحثًا عن مكان إقامة إسماعيل هنية، ومكان اعتقال الجندي الصهيوني شاليط خدمة للصهاينة.
لقد تغيَّرت الظروف واستعاد الشعب سيادته وتحررت إرادته، كما أن الجيش المصري أثبت بالفعل أنه جيش الشعب، ومن ثَمَّ فنحن نطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يُعبِّر عن إرادة الشعب كما عبر دائمًا؛ وذلك بكسر الحصار عن أهل غزة، ولا بد من موقف حاسم تقفه الشعوب العربية الحرة ضد العدوان.
ولا بد أن يعلم معسكر الاعتدال أو بالأحرى معسكر الانبطاح، ولا بد أن يعلم أيضًا مَن يدعمون العدوان الصهيوني من أهل الغرب، أن الشعوب التي ذاقت طعم الحرية تأبى لإخوانها الاستعباد والظلم والطغيان، ولا بد لكل الشعوب أن تقرر مصيرها وتستعيد حقوقها، وتحرر أرضها ومقدساتها.
إن شعوبنا قد خطت خطواتٍ على طريق الديمقراطية الحقيقية التي حرمهم منها الحكام الطغاة، وأيَّدهم في ذلك حكومات الغرب الظالمة، ولم تعد دولة الصهاينة هي واحة الديمقراطية، كما كانوا يزعمون، رغم تمييزهم بين الصهاينة والعرب الذين يعيشون في فلسطين المحتلة.
والإخوان المسلمون يناشدون الفصائل الفلسطينية ويخصون بالذكر منظمتي فتح وحماس أن يسعوا إلى المصالحة والوحدة الوطنية على برنامج يرضاه الشعب؛ توحيدًا للصف ودعمًا للهدف الأكبر، وهو تحرير الوطن والمواطن وإعادة الحقوق إلى أهلها بما فيها عودة المهاجرين إلى ديارهم.
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ) (آل عمران: من الآية 103).
الإخوان المسلمون القاهرة في: 17 من ربيع الآخر 1432هـ= الموافق 22 من مارس 2011م