بيان من الإخوان حول فعاليات الجمعة 29/7/2011م
- إن الإخوان المسلمين وهم يتذكرون ويُذَّكِرون المصريين جميعًا بأسباب نجاح ثورة يناير المباركة وعلى رأسها وحدة الشعب كله بأحزابه وفصائله وجماعاته وأفراده- المهتمين بالسياسة منهم وغير المهتمين– ليرجون الجميع الاعتصام بهذه الروح، والاستمساك بهذه الوحدة، وتقديم المصلحة العليا للشعب والوطن على المصالح الحزبية والفئوية والشخصية، واحترام الآخر، والنزول على المبادئ والقواعد الديمقراطية في حلِّ الخلافات الفكرية والسياسية.- ولنتذكر جميعًا أن هذه الوحدة التي أدَّت- بفضل الله- لنجاح الثورة التي أثمرت مناخ الحرية الذي نعيش فيه، والذي سمح للجميع أن يمارس السياسة بحرية كاملة، ويُعبِّر عن آرائه تعبيرًا صحيحًا، بل أتاح لمن كان محظورًا عليهم النزول إلى ميدان السياسة، أتاح لهم الدخول إلى معتركه من أوسع أبوابه، وهذا يفرض على الجميع- أيضًا- التمسك بهذه الوحدة، وممارسة السياسة وفق القواعد التي تؤكد عدم الإقصاء، ومحاورة الآخرين، والتعاون في مساحات الاتفاق ابتغاء تحقيق صالح الأمة.
- إن الإخوان المسلمين يسعون إلى استقرار أحوال الوطن، والتعجيل بنقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة من الشعب وفق الجدول الزمني الذي حدده الإعلان الدستوري، ويرفضون تمامًا محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب، أو الصدام معه، وليس معنى ذلك عصمته عن النقد والنصيحة، ولا التخلي عن حضه على الإسراع بتنفيذ مطالب الثورة، ومع إعطاء الوزارة المهلة الزمنية لتنفيذ برنامجها، ومتابعتها في هذا التنفيذ يومًا بيوم.
- إن الإخوان المسلمين ليعلنون على الملأ أنهم التزموا بما اتفقوا عليه مع القوى الوطنية السياسية والإسلامية الأخرى في فعاليات الجمعة 29/7/2011م، وجعلوا من منصتهم في ميدان التحرير منبرًا لكلِّ القوى والأحزاب والتيارات، وإن كان هناك من خرجوا على هذا الاتفاق فظهر مشهد خارج السياق في بعض شعاراته ولافتاته وكلماته وصوره، وإننا لنعزو هذه التصرفات للكبت الشديد الذي عانت منه القوى الإسلامية الأخرى الذي دفعهم لاعتزال السياسة ثلاثين عامًا أو أكثر، ومن ثمَّ ظهر بعض التجاوز في الأداء السياسي الحاشد الأول لهم، إضافة لاستفزاز بعض غلاة العلمانيين لمشاعرهم بالاعتراض والسخرية من بعض المظاهر الإسلامية، وكذلك إهانة بعضهم للشعب في تصريحات منشورة.
- إن الإخوان المسلمين ليرون أن الهوية الإسلامية لمصر راسخة لا يمكن أن ينال منها أحد، كما أن مبادئ الشريعة الإسلامية أصبحت محل شبه إجماع من الشعب مسلميه وأقباطه، ومن ثم فلا مجال للخوف عليهما.
لذلك فإن الإخوان المسلمين ليتوجهون بالرسائل التالية: * إلى الشعب المصري العظيم: إذا كانت الثورة قد نجحت- بفضل الله- بالتوحد والحب وإنكار الذات، فإن الوطن الآن أحوج إلى هذه الوحدة لاستكمال عمليات التطهير، والوصول إلى حالة الاستقرار، تمهيدًا للانطلاق نحو البناء والتعمير والنهضة والتقدم يدًا واحدةً كما كنا.
* إلى إخواننا الإسلاميين: ينبغي أن نستحضر في عقولنا وقلوبنا أننا مجموعات في هذا الوطن، وأننا إخوة لكل مَن يعيش على أرضه في مساواةٍ كاملة، وأننا يجب أن نقر للجميع بحقوقهم المادية والمعنوية كاملة، وأن نتعاون معهم على كل ما يخدم هذا الوطن، وأننا دعاة وأصحاب رسالة قوامها الحب والرفق وسعة العقل والقلب، وأننا دعاة توحد ووفاق وأصحاب معروف وأخلاق، ولا يغرنكم كما لا يغرنا كثرة عدد ووفرة أتباع ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)﴾ (التوبة)، فأولى بنا جميعًا أن نتواضع لله أولاًَ ثم لإخواننا في الوطن، وأن نحترم المبادئ والقواعد التي تجمعنا جميعًا في توافق وطني.
* وإلى إخواننا من غير الإسلاميين: ننصحكم بمنتهى الصدق والحب والإخلاص، راجين أن تحترموا الإرادة الشعبية، وتحترموا مقدسات الشعب، وأن تنزلوا على قواعد الديمقراطية، وأن تتذكروا أنكم جزء من هذا الشعب مهما كانت ثقافتكم وعلمكم ووظائفكم.
* وإلى إخواننا الإعلاميين: رجاء من أعماق القلب أن تلتزموا بالصدق والأمانة والشفافية والحياد والدقة التي هي من أهم آداب المهنة، وحرصًا على وحدة الأمة ومصالحها العليا.
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103) الإخوان المسلمون القاهرة في: 29 من شعبان 1432هـ الموافق 30 من يوليو 2011م