بيان من الإخوان المسلمين حول المرحلة الأولى من الاستفتاء
بسم الله الرحمن الرحيم بيان من الإخوان المسلمين إلى شعب مصر العظيم بمناسبة الانتهاء من المرحلة الأولى للاستفتاء على مشروع الدستور يا شعب مصر العظيم لقد ضربت بالأمس مثلاً رائعًا بإيجابيتك ومشاركتك في الاستفتاء على مشروع الدستور.لقد كان منظر الطوابير الحاشدة التي اصطفت منذ الصباح حتى ساعةٍ متأخرةٍ من الليل وقف فيها الرجال والنساء، الشباب والشيوخ، الفقراء والأغنياء، الرؤساء والمرءوسون، المسلمون والمسيحيون، ساعات طويلة انتظارًا لدورهم في الإدلاء برأيهم، كان منظرًا عظيمًا دلَّ على أن هذا الشعب خلع عن نفسه رداء السلبية وشعر بقيمته وسيادته وحقه في إعمال إرادته.
كما أثبت هذا الشعب أنه انتقل في فترةٍ قصيرةٍ إلى مصافِّ الدول الديمقراطية التي تمارسها وتحترم نتائجها.
لكل هذه الأسباب فإننا نتوجه بجزيل الشكر والعرفان لكل مَن أدلى بصوته أيًّا كان الاختيار الذي اختاره، والذي نثق في أن الجميع سيحترمون الإرادة الشعبية والنتائج التي ستسفر عنها صناديق الاقتراع.
كما نتوجه بالشكر إلى قضاة مصر الشرفاء الأمناء الذين أشرفوا على هذا الاستفتاء وحافظوا على نزاهته وتجشموا العناء لأداء هذا الواجب الوطني الكبير.
كذلك نتوجه بالشكر للقوات المسلحة والشرطة اللتين قامتا بتأمين العملية الاستفتائية في كل المحافظات، ووفرتا الأمان للمواطنين والقضاة والموظفين.
إننا لنرجو أن تتم المرحلة الثانية من الاستفتاء في مناخ الحرية والأمن والنزاهة، وأن ينزل مَن لهم حق التصويت في هذه المرحلة بشكل يفوق ما تمَّ في المرحلة الأولى، وأن يكون هذا الاستفتاء نهايةً لأعمال الفوضى والتخريب والبلطجة وبدايةً للاستقرار وانطلاقًا إلى البناء والنهضة.
وفي هذا المقام كما قلنا للمحسنين أحسنتم نقول للمسيئين أسأتم؛ ولذلك فنحن ندين العدوان الغاشم الأثيم الذي وقع في الإسكندرية على بيتٍ من بيوت الله "مسجد القائد إبراهيم" في ظاهرة منكرة غريبة وسابقة على الشعب المصري كله الذي يحترم دور العبادة وعلماء الدين وعلى شيخٍ جليل هو رمز من رموز الثورة يشهد له هذا المسجد وهذا الميدان الذي لا يقل عن ميدان التحرير مشاركةً في الثورة بالمواقف الصادقة الوطنية، والتي نسأل الله أن يتقبلها منه ومنا ومن الجميع، (ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وسَعَى فِي خَرَابِهَا) ، ونطالب الشعب بأن يلفظ هذه الفئة المجرمة من بين صفوفه، كما ندين العدوان الذي وقع على مقر حزب الوفد أيًّا كان الفاعل، ونطالب السلطات بضرورة تقديم مَن قام بهذا العدوان في الحالتين إلى النيابة والمحاكمة حتى يلقى جزاءه العادل.
وفي النهاية نناشد الشعب المصري كله أن يقرأ الدستور بنفسه ويتخذ قراره إزاءه بمقتضى ضميره، وألا يُعطي آذانه وتفكيره لبعض وسائل الإعلام التي يمتلكها بقايا النظام السابق، التي تنشر الأكاذيب والافتراءات على الدستور وتنسب إليه ما ليس فيه رغبة في استمرار حالة القلق والفراغ الدستوري والفوضى، علمًا بأن مصر لم تعد تحتمل استمرار هذه الحالة لمدة عام إضافي جديد، وليعلم الجميع أن الخلاف السياسي والتنافس الحزبي وتعدد الآراء له آليات توافق عليها كل شعوب العالم الحر، وليس من بينها التخريب ولا التدمير ولا الحرق ولا القتل ولا الاعتداء على حرمات بيوت الله ولا حرمات المساكن ولا المنشآت العامة والخاصة، فهذا هو الإجرام والبلطجة بعينها، وليس من السياسة ولا الأخلاق في شيء، فنحن أمة الحضارة منذ أكثر من سبعة آلاف عام ومهد الرسالات السماوية سنقدم بعون الله النموذج الذي نعتز ونفتخر به أمام الدنيا، كما هدمنا الفساد معا، بدأنا في بناء الأمجاد معًا.
(وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ) الإخوان المسلمون القاهرة في: 3 من صفر 1434 هـ الموافق 16 من ديسمبر 2012م