بيان من الإخوان المسلمين بمناسبة تمديد حالة الطوارئ
قامت ثورة 25 يناير 2011م للقضاء على مفاسد كثيرة على رأسها حالة الطوارئ التي فرضت على المصريين لمدة ثلاثين عامًا، ثم هاهي تفرض علينا مرةً أخرى وبصورة أشنع وأبشع، لتؤكد لنا أن نظام الانقلاب العسكري يعيد لنا نظام الرئيس المخلوع وينقلب على مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير 2011م، ويطيح بكل آمال الشعب وطموحاته في حياة مدنية ديمقراطية دستورية حرة.إن الذين يلجئون لفرض حالة الطوارئ إنما هم الحكام الطغاة الذين يستعلون على شعوبهم، ويعتبرونهم أعداءهم ويريدون أن يحولوهم إلى مجموعات من العبيد بلا سيادة وبلا إرادة وبلا حرية ولا كرامة، إنهم يعتمدون دائمًا- في ظل حالة الطوارئ- على القهر والظلم والفساد والتزوير.
إن حالة الطوارئ لا تفرض إلا في ثلاث حالات: حالة الحرب أو انتشار وباء أو فتنة أهلية، ولا ندري على أي حالة اعتمد المستشار الذي وقع على قرار التمديد، هل اعتبر أن العلاقة بين الانقلابيين والشعب علاقة حرب؟ أم اعتبر المظاهرات الحاشدة اليومية المستمرة في كل محافظات الجمهورية ومدنها فتنة أهلية؟ إنها مظاهرات سلمية يقرها الدستور وكل وثائق حقوق الإنسان العالمية.
إن حالة الطوارئ إنما هي حالة استثنائية تصادر حريات الناس وحقوقهم وتلغي القانون الطبيعي وهي الأمور التي يخشاها مغتصبو السلطة ولصوص الحريات، فهم لا يعملون إلا في الظلام وبعيدًا عن إطار القانون وإرادة الشعب.
إن الذين مددوا حالة الطوارئ لا تعنيهم مصلحة الشعب في شيء، فقد تضررت الأوضاع الاقتصادية بشدة خلال شهر واحد من الطوارئ، فإذا بهم يمددونها لشهرين آخرين، ولتذهب مصلحة الوطن والشعب إلى الجحيم، ما داموا على سدة الحكم وعلى صدر الشعب جاثمين.
إن الإخوان المسلمين ليؤكدون رفضهم التام لفرض حالة الطوارئ ورفضهم للانقلاب العسكري الدموي وللنظام الديكتاتوري البوليسي الذي أقامه في البلاد، وتمسكهم بالشرعية الدستورية واحترامهم لإرادة الشعب وسيادته، وحقه في تقرير مصيره وأن يعيش في ظروف طبيعية تساعده على العمل والبناء والإنتاج والتقدم، والقضاء على الفساد والمفسدين.
وليعلم الانقلابيون وأتباعهم أن كل ما فعلوه ابتداءً من المذابح الدموية وحرق البشر إلى تمديد حالة الطوارئ لن تزحزح الشعب المصري عن الاستمرار في ثورته السلمية لاستعادة حريته وكرامته وإرادته من غاصبيها السفاحين.
(وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) الإخوان المسلمون القاهرة في: 9 من ذي القعدة 1434هـ الموافق 15 من سبتمبر 2013م