الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

 بيان من الإخوان المسلمين.. دعوة لمقاطعة استفتاء الدم والخراب

بيان من الإخوان المسلمين.. دعوة لمقاطعة استفتاء الدم والخراب

أيها الشعب المصري العظيم، لقد بهرت العالم بمواقفك الوطنية الرائعة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى اليوم، لقد خضت خمسة استحقاقات انتخابية حرة نزيهة شارك فيها الملايين، وأنفقت عليها مليارات الجنيهات، منحت نفسك دستورا وصف بأنه أعظم دستور شهدته مصر، واخترت رئيسا مدنيا لأول مرة منذ عشرات السنين، وانتخبت برلمانا حرا، ثم جاء ضابط عسكري حلف اليمين على احترام الدستور وطاعة الرئيس وحماية النظام، فخان الأمانة ونقض العهد، وألغى ذلك كله، واستولى على السلطة.
  - طلب تفويضا واستجاب له البعض، فراح يقتل في الشعب المصري في مجازر وحشية لا يمكن أن يرتكبها احتلال أجنبي .
  - واعتقل أكثر من 15 ألفا معظمهم من العلماء وأساتذة الجامعات والمهنيين والخبراء والطلاب .
  - بل اعتقل النساء والفتيات، وقام رجاله بالتحرش بهن، وأجرى لبعضهن كشوف العذرية؛ انتهاكا للأعراض.
  - وقتل الطلاب والطالبات في ساحات الجامعات وقاعات الدرس.
  - واستخدم القضاء في إصدار أحكام جائرة بحق الطلاب والفتيات (السجن 17  و 11 عاما).
  - واستخدم أموال الشعب التي نشتري بها السلاح للدفاع عن الشعب في قتل الشعب وإصابته، وفي الدعاية لشخصه وخطته.
  - وحقق انهيارا في الاقتصاد غير مسبوق، حتى ذهبت مصر تتسول من دول الخليج، ليس المال فقط، بل الملابس المستعملة، في هوان لم تعرفه مصر وأهلها في تاريخها.
  - وقام بتعطيل القنوات الإسلامية وعطل صحفا وكمم الأفواه وقتل واعتقل صحفيين وإعلاميين.
  - وجمد أموال الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تكفل ملايين الأسر، وتعالج ملايين المرضى، وتعلم وتربي اليتامى، وترعى المسنين والمعاقين، حتى صرح آباء الكنيسة بأنهم سيكفلونهم باسم الرب يسوع، وهي عملية في غاية الخطورة على الإسلام.
  - وقسم الشعب المصري ذا النسيج الواحد منذ أعماق التاريخ إلى شعبين، وراح يشعل نيران الكراهية والعداوة عن طريق أجهزة إعلامه، ويحض على الاقتتال بينهما، منحازا إلى أحد القسمين .
  - ثم كلف لجنة معينة من رئيس مزعوم عينه بنفسه بوضع وثيقة يدعو للاستفتاء عليها ويعلنها دستورا للبلاد، ليثبت أقدامه حتى يقفز على كرسي الحكم.
  وقد جعلت هذه الوثيقة مؤسسة الجيش دولة فوق الدولة وفوق الشعب، وتمتلك ثروات البلاد .
  وحذفت مادة تجريم سب الأنبياء والمرسلين، وكأنهم يرحبون بسبهم، وحذفت المادة التي تفسر مبادئ الشريعة، وألغت دور هيئة كبار علماء الأزهر الاستشاري في توضيح ما يتعلق بالشريعة، وألغت مادة إنشاء المفوضية العليا لمكافحة الفساد، الأمر الذي يدل على نيتهم في ممارسة الفساد وحمايته.
  - ثم طرحوا هذه الوثيقة للاستفتاء، واستعانوا برموز الفساد في عهد مبارك للترويج لها، وسخروا كل إمكانات الدولة لذلك الترويج، وأنفقوا على ذلك الملايين، إلا أن المصريين بالخارج قاطعوا التصويت عليها، وهو نبض الشعب المصري الحر، فلم يشارك في التصويت إلا نسبة ضئيلة للغاية لا تتجاوز 10% مقارنة بأكثر من 42% في الاستفتاء في 2012.
  - ثم خرج زعيم الانقلابيين الدموي القاتل يرجو المصريين في الداخل بأسلوب تمثيلي عاطفي يشبه أسلوب المخلوع مبارك في أول فبراير قبل موقعة الجمل الشهيرة.
ولكن هذا لن ينطلي على الشعب المصري الحر الواعي .
  - ثم قام بنشر (160) ألفا من قوات الجيش ومنها الصاعقة والمظلات وآلاف الدبابات والمدرعات، وربما الطائرات، بالإضافة لقوات الشرطة بالكامل، لتأمين الاستفتاء المزعوم، وكأننا في حرب ضروس مع دولة معادية.
  فأي دستور هذا الذي يتم الاستفتاء عليه تحت المدافع الخفيفة والثقيلة والمدرعات؟   -    وثقتنا أن شعبنا العظيم – كما اعتاد دائما – سيضرب مثلا رائعا جديدا في مقاطعة استفتاء الدم والخراب، وإن كنا على يقين أنهم سيلجؤون إلى التزوير – بل هم قد استعدوا له فعلا - فالذي يخوض في الدم الوطني الزكي لن يتورع عن تزوير إرادة الشعب، مثلما ألغاها من قبل تحت جنازير الدبابات .
  -    وللأسف الشديد فقد جاء مساعد (كاترين آشتون) يدعو أعضاء التحالف الوطني لدعم الشرعية للمشاركة والتصويت بـ (لا)، وبدهي أنه لا يريد إسقاط الوثيقة المزيفة، ولكنه يريد تصوير طوابير المواطنين، وهو يعلم يقينا أن (لا) ستتحول إلى (نعم) بقدرة أصدقائه الانقلابيين.
  ولكننا على يقين أن شعبنا الحر العظيم سوف يبهر العالم مرة أخرى بمقاطعة هذا العبث الانقلابي.
  ونحذر الانقلابيين من ارتكاب حماقات ضد الفعاليات السلمية للشعب، نتيجة لفقدان أعصابهم لمقاطعة الشعب هذا العبث الباطل.
والله أكبر وتحيا مصر  الإخوان المسلمون في الاثنين 12 ربيع الأول 1435 هـ الموافق 13/يناير/2014