بيان من الإخوان المسلمين إلى ثوار مصر الأحرار
أيُّها الثُّوَّارُ الأبطالُ الأحرارُ الصامِدُون في ميادينِ البُطولَةِ، لا تزالونَ تُبدِعُون في تقديمِ أنفسِكم بصمودِكم المبهرِ في اليوم الأول من أيام التحدِّي الثوريِّ، في ذكرى ثورتِنا العظيمةِ ثورةِ الخامسِ والعشرين من يناير، بما قدَّمْتُم من نماذجَ بطوليةٍ فذَّةٍ في الشجاعةِ والفداءِ، انتصرتْ فيها دماءُ عشراتِ الشهداء ومئاتِ المصابين وعزائمُ مئاتِ المعتَقَلين وملايين الثائرين، على وحشيَّة الانقلابيين الدمويِّين، وهي نماذجُ تذكِّرنا بجيلِ الصحابةِ الذين كانوا يتسابقون لنيْلِ الشهادةِ دفاعًا عن الحق، ولا عجبَ فقضيَّتُكم أعدلُ القضايا على الإطلاقِ، وهي تحريرُ الشعبِ والوطنِ في هذا الجيلِ والأجيالِ التالية، وتحقيقُ سيادتِه وكرامتِه وتقدُّمِه ونهضتِه.إن الدُّنيا كلَّها –وبخاصةٍ الشعوبُ من حولكم- تراقبُ بشَغَفٍ ثورتَكم، وتنظرُ بانبهارٍ وإعجابٍ إلى صمودِكم، وينتظرُ الجميعُ بفارغِ الصبرِ نجاحَ كفاحِكم، وفي كلِّ يومٍ تُثبتون أنكم عند ظنِّ الأمةِ كلِّها بكم.
إنَّ النصرَ مع الصبرِ، وإنَّ الفرجَ مع الكرْبِ، وإنَّ مع العُسْرِ يسرًا، والشجاعةُ صبرُ ساعة، والثوراتُ تنجحُ بالجهدِ المتواصلِ والبذلِ الصادقِ والتضحياتِ العزيزة، ولا يقدِرُ على ذلك غيرُكم أيُّها الأحرار، فاستمِرُّوا في تصعيدِكم الثوريِّ المبدِع، وإصرارِكم البُطولي، حتى تحقِّقُوا أهدافَكم الكبارَ التي يطمحُ إليها الشعبُ بأكملِه، وثِقُوا بأن هذا الصمودَ الرائعَ من المبشِّرات المؤْذِنَةِ باقترابِ النصر بإذن الله.
إن الشهادةَ أملُ المخلصين، المؤمنين بسُمُوِّ قضيتِهم وقُدسيةِ أهدافِهم، وقد قدَّمتم نماذجَ غيرَ مسبوقةٍ من الصدقِ في طلبِها، من جيلٍ حرٍّ يأبى إلا أن يكتبَ اسمه بإذن الله في سِجِلَّات المجدِ والخُلود، فشابٌّ يضع صورتَه بين أصدقائِه الشهداءِ ويكتب: متى يأتي دوري؟ وفتاةٌ تكتب وصيَّتَها وتتمنى الشهادةَ فتنالها، وأمهاتٌ يزغردن أثناءَ جنازات أبنائهن، وغير ذلك كثير.
وفي مقابلِ هذه الروحِ المعنويةِ المتصاعدةِ تنهارُ معنوياتِ قاتليكم إلى الحضيضِ، لأنهم يعلمون يقينًا أنهم مجرمون يدافعون عن باطلٍ، ولن تنفعَ مع هذا الانهيارِ الزياراتُ المتكررِّة والخطاباتُ الفاشلةُ للخائنِ الأكبر في محاولةِ تثبيتِهم، ولن ينكسرَ شعبٌ يحمل هذه الروحَ أمامَ البطشِ والظلمِ والإجرامِ بإذن الله؟ فاستمسِكوا بوحدتِكم وثباتِكم، وواصِلوا فعالياتِكم السلميةِ المبدِعة بغير انقطاعِ، وسوف يتساقطُ القتَلَةُ وينهارون قريبًا بإذن الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ واللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، وعاشتْ ثورتُنا مستمِرَّة، وعاشتْ مصرُ حُرَّةً مُسْتقِرَّة.
الإخوان المسلمون في الأحد 25 ربيع الأول, 1435 هـ الموافق 26يناير 2014 م