بيان من اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين فى ذكرى التأسيس
بسم الله الرحمن الرحيم في ذكرى التأسيس أصدرت اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين، عقب اجتماعها الدوري برئاسة د.محمد عبد الرحمن المرسي، بيانا اليوم الثلاثاء بمناسبة ذكرى تأسيس جماعة “الإخوان المسلمين” في 22 مارس 1928م – ذي القعدة 1347 هـ جاء فيه " الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛ ففي مثل هذه الأيام، قبل 88 عاما ميلاديا، أسس الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، مع ستة من عمال مدينة الإسماعيلية البسطاء، دعوة “الإخوان المسلمون”، لتنتقل الفكرة من ميدان التنظير والأقوال إلى ميدان الحركة والأفعال، ولتكتسب خبرة الواقع العملي والتخطيط الميداني، وتنتقل كذلك من الفهم الجزئي إلى الفهم الوسطي الشامل للإسلام الحنيف، ومن ضيق المذهبية إلى سعة الدعوة العامة التي تسع الجميع، على منهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وصولا إلى ربانية الدعوة، وإسلامية الراية.
لقد وضع الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله الأساس الصحيح لنهضة الأمة، وقدم مشروعا إسلاميا متكاملا تعمل عليه جماعة “الإخوان المسلمين”, يقوم على أساس بناء الفرد المسلم، وإعداد البيت المسلم، وتربية المجتمع المسلم، وتحرير الوطن من كل سلطان أجنبى، سواء كان هذا السلطان سياسي أو ثقافي أو اقتصادي أو عسكري، وأيضا إصلاح الحكم والحكومة حتى تكون إسلامية بحق, وكذلك استعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية، والتعاون بين شعوب العالم الإسلامي، تمهيدا لعودة الخلافة الإسلامية التي تمثل رمز وحدتها، يقول الإمام البنا “ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه”.
جاء الإمام الشهيد في وقت كثرت فيه الاغتيالات السياسية، فرفض ذلك بشدة، وأكد على حرمة إراقة الدماء واستهداف أرواح الأبرياء، أو تخريب مقدرات الوطن، وكل ذلك مرفوض في منهج الجماعة ومشروعها، وأن النضال الدستوري والكفاح السياسي ونشر الدعوة والاهتمام بالتربية من أهم ثوابت وأدوات الجماعة لا تحيد عنها أبدا.
وأوضح الإمام البنا كذلك بالقول والعمل أن طريق الدعوة طويل ومليء بالعقبات والتضحيات، ويقوم على العزيمة ولابد فيه من التنظيم والتخطيط والوحدة والاجتماع، والبصيرة القوية النافذة بسبيل المؤمنين، وبسبيل المجرمين كذلك، واللجوء إلى الله أولا وأخيرا، وحسن التوكل عليه.
ولابد من مواجهة المشروع العدواني الغربي الذى يحارب الإسلام والمسلمين، ويريد الهيمنة والسيطرة على المنطقة، وعلى مقدرات الأمة ورأس الحربة في هذا المشروع هو المشروع الصهيوني، الذي ارتكب أكبر جريمة في العصر الحديث بالاستيلاء على أرض فلسطين، وطرد وقتل أهلها وبناء الكيان الصهيوني بمساعدة الدول الكبرى في الشرق والغرب.
لقد وضع الإمام البنا الأمة على طريق المقاومة بكل أبعادها، ونال الشهادة في سبيل الله وهو على طريق الجهاد، وأوضح قولا وعملا أنه مع التخطيط والتنظيم لا بد من قوة نفسية عظيمة، تتمثل في “إرادة قوية لا تلين ولا تضعف، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ووفاء لا تلون فيه ولا غدر، ومعرفة بالمبدأ وتقدير له يعصم من الانحراف عنه أو الخديعة بغيره أو المساومة عليه.
وقدمت الجماعة آلاف الشهداء على هذا الطريق، وتحمل مئات الآلاف من أبنائها، خلال هذه الرحلة الطويلة، السجون والمعتقلات والتعذيب والاضطهاد، ولايزالون حتى يومنا هذا، فما لانت لهم قناة، ولا فترت لهم عزيمة, ومازالت وسوف تستمر بإذن الله، ماضية على الطريق، حاملة لواء الدعوة، عاملة لنهضة أمتها ورفعة شأنها، فدعوة الإخوان المسلمين بإذن الله قوية وباقية، تواجه الظلم والاستبداد متمسكة بالإسلام ومبادئه " .
والله أكبر ولله الحمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
القاهرة في: 13 من جمادى الآخرة 1437 هـ يوم 22 مارس 2016 م د / محمد عبد الرحمن المرسي مسئول اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين