الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

 وداعًا أيها الشهيد الصابر مهدي عاكف

وداعًا أيها الشهيد الصابر مهدي عاكف

"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" اليوم فقط آن للجسد المجاهد أن يستريح.

اليوم انتقل البطل الصابر المحتسب محمد مهدي عاكف من دار الظلم والطغيان إلى دار الحق والعدالة.

اليوم يلقي مرشدنا الصامد أحبته الذين تمنى لقاءهم بدءًا بسيد الخلق وإمام المجاهدين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام، مرورًا بسلسلة كريمة من الأبطال والشهداء كالإمام الشهيد حسن البنا وإخوانهم من جيل عاكف، ثم إخواننا فريد إسماعيل ومحمد كمال وأمثالهم، وليس انتهاءً بأسماء البلتاجي وعمار بديع وهالة أبوشعيشع وغيرهم من الشهداء.

وما زالت قافلة الشهداء تسير وتقدم في كل يوم بطلًا من أبطالنا يحمل راية المقاومة ضد الفاسدين والظالمين والخونة بائعي الأوطان وقتلة الشيوخ والنساء والولدان.
اليوم يكتب الزمان بحروف لا تنمحي أنه عاش بيننا رجل حمل راية الجهاد أكثر من سبعين سنة، وتحمل إيذاء كل السجانين صابرًا محتسبًا، ومن ذلك أنه - بدأ حياته في الأربعينيات شابًا مجاهدًا ضد اليهود في فلسطين وفي قناة السويس - ثم ثائرًا يقود المظاهرات في الخمسينيات ضد سيطرة عسكر يوليو على الحكم وسرقتهم ثورة الشعب - ثم مجاهدًا صابرًا ثابتًا في سجون العسكر فى الخمسينيات والستينيات لم يتزحزح يومًا عن مبادئه - ثم داعيًا إلى الله في أوروبا في السبعينيات يفتح القلوب والمدن ويربي الشباب على الإسلام الصحيح - ثم برلمانيًا وسياسيًا يطارد المفسدين في الثمانينيات والتسعينيات - ثم مرشدًا يقود الدعوة بحكمة الشيوخ وروح الشباب ينزل بها الميادين ويواجه بها الظالمين فى العشر الأول من هذا القرن فقض مضاجع مبارك الظالم الفاسد وقاد حراكًا جماهيريًا بدأ في 2004 وبلغ ذروته بخلع الطاغية في 2011 - وقدم من نفسه نموذجًا للزهد فى القيادة فتنازل بإصرار عن مقعد الإرشاد ليختار الإخوان خليفته في حياته فكان أول مرشد سابق للجماعة وعاد جنديًا مجاهدًا مخلصًا لدعوته.
- ثم قضى في سجون الانقلاب 4 سنوات بغير ذنب، رافضًا أن يطلب عفوًا صحيًا أو يبدي ضعفًا وتنازلاً لجلاديه ليضرب للأجيال أروع المثل في الصمود والثبات .
وهاهو اليوم يلحق بركب الشهداء من القادة، فيرتعد الظالمون من جنازته ويحاولون منعها، كما فعل سلفهم بإمامنا الشهيد حسن البنا.

رحمك الله رحمة واسعة يا شيخنا وقائدنا ومرشدنا الهمام، يا من أقلقت الظالمين حيًا وميتًا.

ف سلام عليك في الخالدين .
وإننا كما بايعناك في الدنيا على العمل لهذا الدين تحت راية الإخوان المسلمين، نجدد اليوم عهدنا أن نعيش لهذه الدعوة وبها ولا نرضى بها بديلاً ونسعى لحرية بلادنا وشعبنا مهما كلفنا ذلك من نفس أو نفيس.

م خلصين لله.

والله على ما نقول شهيد.
أ.
د محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين الجمعة.

غرة المحرم 1439 هجرية = الموافق 22 سبتمبر 2017 ميلادي