الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

 رسالة من القائم بالأعمال إلى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون

رسالة من القائم بالأعمال إلى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون

الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تحية طيبة بعد حديثكم عن الإسلام وجماعة الإخوان المسلمين في الأول من أكتوبر 2020م، نرجو أن تسمحوا لنا بالتوجه إليكم كرئيس للجمهورية الفرنسية أولًا وإلى الشعب الفرنسي ثانيًا، برسالة نعلق فيها على ما قلتموه بحق الإسلام وأنه يعيش في أزمة، وعن جماعة الإخوان المسلمين والتي شملها الوصف بالانعزالية والراديكالية والتَزَمُتْ وتوظيف الدين والسعي إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية.

إلى آخر ما جاء فى اتهاماتكم.
كنا نرجو أن يأتى الحديث عن الإسلام كآخر الديانات السماوية بصورة تراعي مشاعر أكثر من اثنين مليار مسلم، والالتزام بحقائق ما هو موجود فى مراكز الدراسات وما يجرى فيها من بحوث مستمرة حول ما جاء فى الإسلام وشرائعه وقوانينه، وليأتى الحديث وفقًا لما انتهت إليه هذه البحوث والدراسات، وليس فى إطار سياسات بعض الدول التى تحكمها عوامل خارجية، وما تفرضه المنافسات الحزبية الداخلية، بعيدًا عن الحقائق العلمية والتاريخية، وبعيدا عن ردود الفعل السلبية التى تعلمها باليقين الأجهزة المختصة.
فخامة الرئيس.

إن المقارنة بين فكر الإسلام ومبادئه ومدى التزام أتباعه بها، وبين واقع وتاريخ ورثة الثورة الفرنسية وأفكار فلاسفتها التي ألهبت حماس الناس وتطلعهم إلى من يناصر حرية البشر والمساواة بينهم وحقهم فى التعبير عما يؤمنون به من أمثال ما جاء فى كتابات الفيلسوف (جان جاك روسو).

هذه المقارنة لن تكون بالتأكيد فى صالح ورثة هذه الثورة ومخالفة صريحة لما جاء فى حديثكم الأخير.
ونؤكد لكم وللشعب الفرنسى ولكل شعوب الأرض أن فكر جماعة الإخوان المسلمين النابع من دينها الذى يلتزم به أصحابه قد انتصر على تجاوزات بعض الأنظمة التى تتعمد دفعهم إلى التخلى عنه بتجاوزات غير قانونية وغير إنسانية بغية تشويهه والجميع يعلمها ويتابعها.
ونؤكد أن الواقع الذي تعلمه الدنيا كلها هو التزام أصحاب هذا الفكر بأمانة الكلمة وأمانة العهود، والالتزام بالمواطنة وحقوقها فى أي دولة يتواجدون على أرضها، واحترام قوانينها باعتبارها أساس العيش فيها، ومن واجباتها ليس فقط هذا الالتزام وإنما أيضًا الحفاظ على أمنها باعتبار أن من يحمل هذا الفكر أصبح واحدًا من شعبها.
وإن أحداث العالم التى شهدها خلال سنوات عملها التي قاربت المائة عام، شاهدة الآن على ذلك، وما كنا نتوقع أن يأتي حديثكم بما جاء فيه من اتهامات يراها الناس وبمنظور العلمانية غير صحيحة، وما كنا نرجو أن يأتي ذلك على لسان رئيس الجمهورية الفرنسية.
خالص التقدير لشخصكم وللشعب الفرنسى.
إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين