يوم مشئوم.. سيظل محفوراً في تاريخ مصر وذاكرة شعبها
سيظل يوم الثالث من يوليو 2013م محفوراً في تاريخ مصر، حياً في ذاكرة الشعب المصري العظيم، وكل حر مطالب بالحرية والكرامة .يوم تم فيه تغييب شمس أول تجربة ديمقراطية حرة ،أفرزت أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث كأهم ثمار ثورة 25 يناير 2011م .
واليوم.
وبعد مرور ثماني سنوات على سحق التجربة الديمقراطية، يبدو المشهد وكأن ثورة لم تقم، وكأن النظام البائد لايزال فى السلطة؛ إذ تعيش البلاد أسوأ أحوالها، فحالة الطوارئ يتم مد العمل بها بانتظام، وسط سيل من التشريعات والقوانين المكبلة للحريات، بزعم محاربة الإرهاب، بعد أن عجز النظام عن الحصول على الشرعية التي يستحيل أن يحصل عليها انقلابيون مهما طال بهم الأمد .
و يجري التنكيل بأكثر من 60 ألف معتقل خلف القضبان، في وقت يتزايد الاعتقال والقتل العشوائي والإخفاء القسرى والتوسع فى إصدار أحكام الإعدام؛ حتى باتت مصر ضمن أكثر خمس دول تنفيذاً لأحكام الإعدام فى العالم ، فضلاً عن التوسع فى بناء سجون جديدة.
وقد تمادى النظام في العصف بالحريات العامة؛ بمصادرة الصحف، وإغلاق المواقع الإلكترونية، واعتقال الصحفيين حتى تذيلت مصر قائمة الدول فى حرية الصحافة.
وتواجه البلاد أزمات اقتصادية متفاقمة وزيادة في معدلات الفقر والبطالة، وارتفاع معدلات الدين الداخلي والخارجي بعد الرضوخ لسياسات صندوق النقد الدولي.
وأصبحت مصر خارج التصنيف العالمي فى جودة التعليم.
وفى مجال الصحة، تتزايد معدلات تفشى الأمراض المزمنة، وغياب الخدمات الصحية الكفيلة بعلاجها .
وبعد أن تم التفريط فى ثروات ومقدرات الشعب من النفط والغاز والتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير، فقدت مصر جزءاً كبيراً من حصتها التاريخية في مياه النيل، وتواجه اليوم خطر الجفاف والعطش بسبب توقيع اتفاقية المبادئ بخصوص سد النهضة .
إن ما يحدث في مصر يتجاوز ضرره الجغرافيا المصرية، بل إنه - حتما - سيضر بأمن المنطقة العربية بأسرها .
وإزاء هذا كله وانطلاقاً من مبادئ جماعة " الإخوان المسلمون" الثابتة ، واضطلاعاً منها بمسئولياتها الوطنية التي لم تتخلف عن الوفاء بمتطلباتها عبر تاريخها الممتد لأكثر من تسعين عاماً، وتواجدها في القلب من الشعب المصري، تؤكد على ما يلي : • أن الإصلاح الشامل الذي يحقق النهضة المنشودة هو مطلبٌ وطنيٌ، وإن الشعب المصري هو المعني بأخذ زمام المبادرة لتحقيقه ، والبداية تكون من الإصلاح السياسي، وذلك واجب على الجميع القيام به عبر مشروع وطني وسياسي واقتصادي وحضاري متكامل؛ يحقق وحدة وتماسك المجتمع بكل أطيافه .
• وقف حالة الاستقطاب السائدة التي أدت إلى انسداد الأفق السياسي، وبدء حوار عام تشارك فيه كل فئات الشعب، دون إقصاء لأحد.
• وقف تنفيذ أحكام الإعدام بحق العلماء وقيادات العمل السياسي والنقابي ورموز ثورة يناير، والسعي الحثيث لإقرار مشروع العدالة الانتقالية .
• نؤكد حرصنا على الدولة المصرية بكل مؤسساتها، ومن بينها المؤسسة العسكرية الوطنية التي يجب أن تتفرغ لأداء مهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون؛ بحماية حدود الوطن وأمنه القومي، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.
• إن الشعب المصري، صاحب الحق الوحيد في اختيار من يحكمه يؤمن أن ثورته مازالت مستمرة، ويتطلع لاسترداد حريته وحقه في حياة ديمقراطية حقيقية، وإحياء أمله في تحقيق أهداف ثورة يناير.
فى العيش والحرية والكرامة الإنسانية .
.
فليصطف الجميع – دون استثناء - على قلب رجل واحد في التصدي للتحديات التي تواجه مصر، ومداواة جراحها، وصناعة نهضتها المنشودة بإذن الله .
حفظ الله مصر وشعبها .
والله أكبر ولله الحمد .
الإخوان المسلمون السبت 23 ذو القعدة 1442 هـ- 3 يوليو 2021م