الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

 مع نفحات الحج ونسمات عيد الفداء

مع نفحات الحج ونسمات عيد الفداء

مع نفحات الحج ونسمات عيد الفداء الله أكبر الله أكبر الله أكبر  .

.
لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر .

.
ولله الحمد الإخوة والأخوات الكرام .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تمضي خير أيام الدنيا سراعاً، وتوشك العشر الأول من شهر "ذو الحجة" على الرحيل، وتهل على الأمة والعالم أجمع نسمات عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء، تحفه تكبيرات حجاج بيت الله الحرام، مهللين مكبرين، ساعين وطائفين وذاكرين الله كثيرا، مرددين النداء الخالد: " لبيك اللهم لبيك".

استجابةٌ لنداء أبينا إبراهيم عليه السلام كما جاء في سورة الحج: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ (الحج: 27.

.
)
ومع أضواء يوم "عرفة" حيث تعلو كلمة التوحيد، يتنزل مالك الملك سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا مباهياً بعباده الملبين الموحدين، في مشهد مشرق يجسد وحدة الأمة، ويذيب شحناء النفوس ويلجم نوازعها.

.
لا فرق بين رئيس ومرءوس، ولا بين سيد وعبد، ولا بين غني وفقير.
يوم .

.
يجسد أسمى معاني القيم الإنسانية التي أكدها معلم الخير للبشرية في حجة الوداع كما جاء في الحديث الشريف: "إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت، اللهم فاشهد".
في هذه الأيام المباركة في الشهر الحرام، وفي لحظات ذكرى أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وإحسانه مرحلة الدعوة إلى الله الواحد الأحد، وإحسان التوكل على خالقه بعد نجاته من النار، وقبلها مهاجرا بدينه وعقيدته إلى حيث شاء الله لا ما شاء هو، بربانية العبد والرسول بعنوان قائم إلى يوم القيامة جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى (إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ) ليترك خلفه قومه وأهله ، لتظهر معاني ربانية الهجرة والصبر بإحسان على البلاء الذي وصل إلى الأمر بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام والاستجابة التي تنزل معها إحسان الربانية مع قرآن يتلى ( سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ*  كَذَلِكَ نَجْزي الْمُحْسِنِينَ).
وبهذه المناسبة فإننا ندعو العالم كله إلى تلمس معاني إحسان العبودية التي التزم بها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع إعلاء قيم الإخاء والإنسانية السامية، والوقوف صفا واحدا في مواجهة مشاعر الكراهية والعداء والشعوبية المتصاعدة، والالتقاء على مبادئ الخير والعدل التي تجسدها كل الشرائع السماوية؛ وفي مقدمتها قيم الإسلام الحنيف التي تشكل ساحة رحبة وآمنة للتعاون والتآخي الإنساني وتقدم الحلول لكثير من مشاكل الانسانية.
  وتؤكد جماعة "الإخوان المسلمون" في هذه المناسبة مواقفها المبدئية في نصرة قضايا الحرية والتحرر حول العالم، وفي مقدمتها قضية المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله، كما تؤكد مناصرتها لكل الشعوب التي تئن من القهر والتطهير العرقي، وتطالب بحقن دماء المضطهدين في العالم أجمع، ودعم كفاحها لاستخلاص حقوقها وحريتها في اختيار كيف ُتحكم من يحكمها.
وتترحم جماعة "الإخوان المسلمون" في هذه المناسبة على أرواح الشهداء الذين قضوا على أيدي الدكتاتورية ، وتحيي أبطال الحق والحرية الثابتين الصابرين خلف قضبان الظلم والطغيان كما تحيي ذويهم وأهليهم الصابرين والقابضين على النار.
وتدين حاجز الصمت العجيب لدى كل المعنيين في العالم، وتذكر كل أصحاب الضمائر وأنصار الحق والعدل بواجبهم بسرعة التحرك لوقف تنفيذ أحكام الإعدام المسيسة بحق كل الأبرياء من أبناء الأمة، ومنهم ما يقارب ٧٠ بريئا في مصر من علماء ورموز الدعوة إلى الله والعمل الوطني، وتؤكد الجماعة أنها بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى الذي بيده الخلق والموت والحياة أنها لن تدخر جهدا - بإذن الله - أو وقتا في السعي بالأخذ بالأسباب لإنقاذ أرواحهم وأرواح أمثالهم على أرض الله، وتحريرهم واستعادة حقوقهم الطبيعية.
إننا رغم المحن ومع مقدم عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء، لا نفقد الأمل في تيسير الله سبحانه وتعالى، وفي عونه وتأييده، ليخلص الأمة من تلك المآسي ويوفقها للعمل لدينها ولخير البشرية جمعاء، ونستبشر دائما بوعد ربنا بنصرة دينه والتمكين له في الأرض كما جاء في سورة الحج: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ *ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ).
وتتقدم الجماعة بهذه المناسبة بخالص التهنئة للأمة الإسلامية جمعاء، ولذوي شهداء الحرية في كل مكان، وللصامدين الصابرين في سجون البغي والعدوان ولذويهم وعائلاتهم وللمرابطين في المسجد الأقصى وأكناف المسجد الأقصى، ولكل المكافحين من أجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتحرير بلادهم وحرية أوطانهم.
وكل عام وأنتم بخير.
والله أكبر ولله الحمد الإخوان المسلمون الإثنين ٩ ذو الحجة ١٤٤٢هـ - ١٩ يوليو ٢٠٢١م.