بيان: رسالة الإخوان المسلمين لشعب مصر في الذكري الحادية عشر لثورة يناير
تمر علينا الذكرى الحادية عشرة لثورة الخامس والعشرين من يناير التي قامت من أجل الحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.
كانت ثورة مصر بكل أطيافها، ظهر فيها عظمة مصر بأبنائها، شباباً وشيوخاً، عواماً ونخبًا، رجالًا ونساءً، ظهرت ثورتها في أبهى صورها من الأمل لمستقبل واعد، فكانت محط أنظار العالم، وصارت ثورتها أيقونة وسائل الإعلام بكل أنحاء العالم، وافتتاحيات نشرات الأخبار يتصدرها شعار "مصر تتحدث عن نفسها".
لقد كنا جزءًا من الشعب المصري الذي أخذ قرارًا واعيًا بالمشاركة في الثورة لتحقيق مطالب مشروعة، طالب بها الشعب ولم يحصل عليها بعد، وهو قرار لا نندم عليه، ولا نستكثر التضحيات التي قدمت من أجله، هذا الشعب الذي يستحق الأفضل، يستحق الحرية جنبًا إلى جنب مع أن يملك قمحه ودواءه وسلاحه كما نادى الرئيس الشهيد محمد مرسي وعمل لذلك ومعه كل المخلصين للوطن.
بعد الانقلاب على ثورة وصفت بهذا الكمال، تزداد معاناة الشعب الاقتصادية والسياسية في ظل نظام استخف بالشعب وبأبسط احتياجاته، وشيطن ثورته، وأهان رموزها، واعتقل من ناصرها، وألصق بها كل نقيصة في كل مناسبة.
إننا ندرك بواقعية أن السنوات الماضية كانت جولة واحدة من جولات التغيير، لم تكن الغلبة فيها دائمًا للثورة نتيجة أخطائنا جميعًا كقوى سياسية واجتماعية ورموز مخلصة للثورة، وهو ما يتطلب من الجميع مراجعة مسؤولة وأمينة.
لكنها كانت جولة واحدة، ستتوالى بعدها جولات، وسيكون للثورة فيها الانتصار والتمكين -بإذن الله- بعد اجتماع الثوار مرة أخرى على ذات القيم الثورية التي نادت بها ثورة يناير من قبل.
ستبقى ثورة ٢٥ يناير راسخة في نفوس الأحرار وعقولهم، تحرك طاقاتهم وأعمالهم، وكلنا يقين أنها ستعود مرة أخرى تنفض الغبار عن سكون خادع من شعب لا ينسى، ولطالما فاجأ الجميع بهباته وانتفاضاته المتكررة طيلة تاريخه الحديث.
إننا في جماعة "الإخوان المسلمون" ننادي رفقاء الثورة للوحدة مرة أخرى، لنلتقي في حب الوطن ونعمل سوياً على تحقيق أهداف ثورة شعب يئن تحت وطأة نظام أهان كرامة الوطن والشعب، وأفقرهم وأضاع مقدراتهم وفرط في أرضهم وثرواتهم.
الإخوان المسلمون
الثلاثاء ٢٢ جمادى الثاني ١٤٤٣هـ؛ الموافق ٢٥ يناير ٢٠٢٢م
