بيان: ليسوا منا ولسنا منهم
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)» (سورة: النحل).
رحم الله صاحب الظلال عندما تفيأ ظلال هاتين الآيتين فقال (الوفاء بعهد الله يشمل بيعة المسلمين للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويشمل كل عهد على معروف يأمر به الله، والوفاء بالعهود هو الضمان لبقاء عنصر الثقة في التعامل بين الناس، وبدون هذه الثقة لا يقوم مجتمع، ولا تقوم إنسانية، والنص يخجل المتعاهدين أن ينقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله كفيلاً عليهم، وأشهدوه عهدهم، وجعلوه كافلاً للوفاء بها، ثم يهددهم تهديداً خفياً «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ».
ووفاءً للبيعة مع الله سبحانه وتعالى، ودفاعاً عن فكر الجماعة وتاريخها، وحملاً لأمانة آلاف الشهداء على رقابنا، وبحق الذين صبروا وصابروا على البلائات التي تجاوزت كل تعاليم رسالات السماء وروح الإنسانية التي وضعها الله سبحانه وتعالى في قلوب الخلق، والتزاما بموجبات الشرعية التي يمثلها نائب المرشد العام والقائم بالأعمال الأستاذ إبراهيم منير، فقد أصبح من الواجب تبيين موقف الجماعة النهائي في قضية شق الصف التي شغلت وتشغل الداعين إلى دين الله على بصيرة.
وبمقدار الألم الذي في قلوبنا بما حدث من خروج عن الجماعة، وشق صفها، من إخوة عملنا معهم لسنوات في خدمة دعوتنا، ولاستعادة حيوية العمل وانضباطه بما تفرضه حقوق هذه الدعوة.
ولكل ما تقدم وبموجب الأمور التالية:-
أولاً: التعدي على الشرعية.
ثانياً: ما تم من المخالفات، والافتراء بأن هناك خطة لحرف الجماعة عن مبادئها وتجاوز ثوابتها، وهو ما لم يحدث ولن يحدث بإذن الله، وهي اتهامات يتم ترويجها، ولا يقدم على القول بها غير من يبتغي السوء للجماعة.
ثالثاً: الإصرار على التمادي والاستمرار في الخطأ رغم النصح المتكرر.
واعتماداً على الله سبحانه وتعالى فقد تقرر الإعلان التالي:-
١- ليس منا ولسنا منه كل من خرج عن الصف وكل من ساهم في شق الجماعة وترديد الافتراءات الكاذبة.
٢- بطلان ما يسمى (اللجنة القائمة بعمل فضيلة المرشد) التي قام البعض بالإعلان عنها، ويعتبر كل من شارك فيها قد اختار لنفسه الخروج عن الجماعة وذلك بمخالفته لوائحها وأدبياتها ورفض كل محاولات لم الشمل وتوحيد الصف.
وندعو الجميع للعمل مع مؤسسات الجماعة تحت القيادة الشرعية لفضيلة نائب المرشد والقائم بالأعمال، وبالأخذ عنها ممن يمثلها فقط.
إن جماعة "الإخوان المسلمون" وهي تعلن ذلك، تتوجه بالدعاء لكل عامل لدين الله ومنهج النبي - محمد صلى الله عليه وسلم - بالتوفيق في عمله في توازٍ منتج لا في مشاكسة مقعدة.
فليعمل كل صاحب همة لمنهجه، ويلتزم كل مبايع ببيعته، وليلتئم جرح الانقسام والتشتت، ولنتحد في العمل لرفعة الدين والوطن، ونسهم جميعاً في حل أزمات الوطن الحالية، وفي الأولوية منها أزمة المعتقلين من مختلف الفصائل السياسية، ونستعيد الدور الحقيقي للدعوة مع المجتمع، وليكن مبضع الطبيب وسيلة لشفاء الجسد.
ومع هذا يظل باب "الإخوان المسلمون" مفتوحاً لمن راجع نفسه واعترف بخطئه والتزم ببيعته وجماعته وقيادتها الشرعية.
«قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)» (سورة: يوسف).
الإخوان المسلمون
السبت 26 جمادى الثاني 1443 ؛ الموافق 29 يناير 2022م