يوسف ندا: بابنا مفتوح للحوار والصفح بعد رد المظالم
طالب المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة "الإخوان المسلمون" المهندس يوسف ندا، بإنهاء معاناة المعتقلين وأسرهم، وتفعيل نص المادة 241 من الدستور المصري الخاصة بإصدار قانون العدالة الانتقالية.
وأكد "ندا" في رسالة مفتوحة للنظام أن باب جماعة "الإخوان المسلمون" مفتوح للحوار والصفح مع النظام الحالي، بعد رد المظالم.
نص الرسالة
رسالة ثانية مفتوحة لمن تردد في الرد على الرسالة الأولى
نحن الإخوان المسلمون تعلمنا من كتاب الله قصة ابني آدم، وكيف تخطى أحدهما قواعد الأخوة وذهب إلى أن باء بإثمه وإثم أخيه فقتله، أما الآخر فقال له قبل أن يقتل «لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ» (المائدة - 28).
مرت بمصرنا الحبيبة سنوات اختلط فيها الخير بالشر، و تاهت أجيال كاملة وهي تتلمس بينهما طريقها إلي مستقبل أفضل.
إن دماءنا لم تجف ومازلنا ننزف، ورغم هذا فقد فشلت شياطين الغدر أن تقنعنا بأن ندخل في طريق "قابيل" أو طريق الثأر، ورددت كل قواعدنا القول «إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَٰلَمِينَ».
هذه صفحة من تاريخ مصرنا العزيزة لم تطو بعد، فهلا طويناها إلى غيرها أنقى وأنصع يحيطها التسامح والغفران؟
وهل بدأنا المسيرة برد المظالم و وقف العدوان، وإنهاء معاناة المسجونين من النساء والرجال، ومعاناة أسرهم بتنفيذ ما نصت عليه المادة 241 من الدستور المصري الحالي التي تنص علي أن: (يلتزم مجلس النواب في أول دور انعقاد له بعد نفاذ هذا الدستور بإصدار قانون للعدالة الانتقالية يكفل كشف الحقيقة والمحاسبة، واقتراح أطر المصالحة الوطنية، وتعويض الضحايا، وذلك وفقاَ للمعايير الدولية).
وقد أنطق الله رأس الدولة بوصف ما نحمله وندعو إليه بأنه: "فكر استمر تسعين عاما ولم يؤيده أو يرضى به" والفكر لا يقضي عليه القتل أو الرفض ولكن بفكر آخر أفضل منه أو أعقل أو أقرب إلى العقول، وانتشار فكرنا خلال تسعين عامًا -كما ذكر- رغم الحرب الشعواء التي استعرت عليه من القريب والغريب خير دليل على قدرته على إقناع هذه الأمة "أنه يمثل خيرها ويعيد مجدها مره أخرى".
وسأظل أقول أن بابنا مفتوح للحوار والصفح بعد رد المظالم «وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» (يوسف:21).
يوسف ندا
29 رمضان 1443هـ ؛ 30 أبريل 2022م