الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

الأخبار

أخبار جماعة الإخوان المسلمون

رسالة القائم بأعمال المرشد العام إلى الأمين العام للأمم المتحدة

رسالة القائم بأعمال المرشد العام إلى الأمين العام للأمم المتحدة

فى إطار مطالبة جماعة الإخوان المسلمين بوقف حملات الكراهية المتصاعدة ضد الإسلام، خاصة بعد تكرار حرق المصحف الشريف قبل أيام،، وجهت الجماعة أمس الخميس 30 من مارس،  رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تقدر فيها موقفه من ظاهرة الإسلاموفوبيا، والذى أعلنه فى خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة شهر رمضان المعظم. 
هذا الخطاب الذى أثنى فيه على رسالة الإسلام الداعية للقيم الإنسانية الرفيعة قبل قرون من صياغة اتفاقات دولية بشأنها.

وفي خطابه طالب الدكتور صلاح عبدالحق القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الأمم المتحدة بإجراءات عملية لدى الحكومات والدول، لمواجهة تلك الظاهرة، ولأداء الدور المنوط بها.
إلى نص الرسالة..

سعادة الأمين العام للأمم المتحدة

تحية سلام لكم ولسائر العاملين بهيئة الأمم المتحدة. واسمحوا لي أن أوجه هذه التحية من منبركم لكل الشعوب المحبة للسلام بمناسبة شهر رمضان الكريم؛ شهر المغفرة والتسامح والتطهر من الخطايا. وهو - كما تفضلتم بوصفه - "شهر للتدبُّر والتعلُّم"، كما أنه يمثل وقتا "نجتمع فيه بروح من التفاهم والرحمة، تربطنا أواصر إنسانيتنا المشتركة".
وإني إذ أضم صوتي إلى صوتكم لاستلهام قِيم هذا الشهر المبارك في إقامة عالم أكثر عدلا وإنصافا للجميع، فإني أحيي دعوتكم لمكافحة "كراهية الإسلام " التي وصفتها في خطاب لكم بأنها "سُمٌّ “، وهو بالفعل سم ينتشر مفعوله في مساحات واسعة من العالم، مما يتسبب في هلاك البشر ومعالم الحضارة الإنسانية.

سعادة الأمين العام ...

إن حالة "الإسلاموفوبيا" التي تغذيها بعض الحكومات والهيئات والمجموعات العنصرية - تحتاج من الأمم المتحدة لما هو أكثر من مجرد نداء، أو بيان! إنها تحتاج إلى إجراءات فعلية لتجريمها، وحمل من يقترفونها على مستوى الدول، أو الجماعات، أو حتى الأفراد- على التوقف عن نشر هذا السُّم الفتَّاك.

إننا نحيي شهادتكم المنصفة عن سخاء العالم الإسلامي في دعم اللاجئين الذين أُجبروا على الفرار من بلدانهم لأسباب سياسية أو اقتصادية أو غيرها؛ انطلاقا مما جاء في القرآن الكريم من سورة التوبة:” وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ“.  في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها أمامهم متجاهلةً مأساتهم، وتاركة إياهم يواجهون مصيرهم.
إن ديننا الإسلامي - دين التسامح والسلام - يأمرنا أن ننشر تعاليمه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحوار مع الآخر بالتي هي أحسن، ويرفض العنف والإرهاب أيًّا كان مصدره أو مرتكبه، وهذا لا يمنع مبدأ النضال السلمي، ولا يتعارض معه في مواجهة استبداد الأنظمة الحاكمة، من أجل حرية الشعوب وكرامتها، ولا يتعارض -أيضا- مع مبدأ مشروعية مقاومة أي محتلٍّ غاصب.

نجدد تقديرنا لكم، ونرجو أن يتحول نداؤكم إلى إجراءات عملية، تتناسب مع الدور المنوط بهيئة الأمم المتحدة.

وتقبلوا تحياتي واحترامي.

د. صلاح عبد الحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”
8 رمضان 1444هـ، 30 مارس 2023م