ما زال علينا الكثير وبإمكاننا الكثير.. وما النصر إلا من عند الله
مع استمرار عملية طوفان الأقصى المظفرة، التي أذلت العدو الصهيوني، وعصفت بعقيدة الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر. وبعد تجاوز أربعين يوماً من حرب الإبادة الجماعية، يتبدى في الأفق انتصار جديد للقضية الفلسطينية، لا يقل أهمية عن نصر السابع من أكتوبر الخالد، وهو تحول الرأي العام الشعبي العالمي ضد الكيان الصهيوني.
كما أزالت وطأة الحرب غشاوة المدنية والتحضر عن بعض دول الغرب، وأظهرت وجه العداء الحقيقي المتستر برداء الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما كشفت عن تمايز من ينتصرون للحرية والاستقلال الوطني من قادة العرب المسلمين، ومن يدعمون الكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقد أكدنا مرارا على أهمية الدور المصري وخطورته بشأن فلسطين، بحكم المسؤولية التاريخية والدينية والجغرافية بل القانونية كذلك. لذا فإننا نطالب مجدداً بضرورة مراجعة الموقف المصري، وننأى بمصر أن تكون شريكة في تصفية القضية الفلسطينية، بحصار القطاع، أو التهجير القسرى لأهله أو السماح بتصفية المقاومة والتي تمثل خط دفاع عن مصر ذاتها. لذلك فإننا ندعو إلى فتح معبر رفح، والتمسك برفض سيناريو التهجير.
وختاماً؛ فإننا ندعو شعوب أمتنا الإسلامية، لتحمل مسؤولياتها تجاه إخوانهم في فلسطين، باستمرار التظاهر ، وإطلاق الفعاليات في جميع أنحاء العالم أيام غدٍ الجمعة، والسبت، والأحد القادمين، لدعم فلسطين، وللمطالبة بوقف الحرب، وفتح المعابر، ووقف الكارثة الإنسانية.
كما ندعو إلى تشكيل تجمعات شعبية خاصة لدعم فلسطين، وتفعيل منظمات المجتمع المدني: من أحزاب وجمعيات وجماعات و نقابات واتحادات؛ لتقديم الدعم الإعلامي والسياسي والمالي. وأن تكون قضية فلسطين حاضرة دائماً على جدول أعمالكم. فما زال علينا الكثير وبإمكاننا الكثير؛ حتى يرفع الله البلاء، ويزول الاحتلال، ويتحرر المسجد الأقصى المبارك. (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (40) سورة الحج
الدكتور صلاح عبدالحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”
الخميس 3 جمادى الأولى 1445 هـ؛ الموافق 16 نوفمبر 2023