الإنسانية تموت في غزة.. في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
قبل أربعة وسبعين عاما - في مثل هذا اليوم - توافق العالم على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، هذا الميثاق الذي تعهدت فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتعاون لضمان مراعاة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية واحترامها، استناداً إلى الكرامة المتأصلة في نفوس البشر، وقد أقر الميثاق لكل إنسان في العالم بالحقوق المتساوية دون تمييز على أساس من لون أو عرق أو دين. هذه الحقوق- لاشك- تنتهك نسبياً من دولة إلى أخرى، لكن كل هذه الحقوق انتهكت في حالة الشعب الفلسطيني.
ففي غزة اليوم لا حق للإنسان في الحياة، ولا حق في الأمن على النفس والمال، ولا حق في المأوى والتنقل، ولا حق في المأكل والمشرب، ولا حق في العلاج والتعليم، وغير ذلك من الحقوق التي ضمتها ثلاثون مادة، هي: الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. لذلك؛ فإننا لا نكون مبالغين إذا قلنا إن ضمير الإنسانية يموت عندما يتعلق الأمر بغزة. وليس أدل على ذلك من الموقف المشين لأمريكا، حين استخدمت بالأمس القريب حق الرفض "الفيتو" في مجلس الأمن لمنع وقف الحرب في غزة! ليستمر قتل المدنيين! ولتبارك الجرائم ضد الإنسانية!
لذلك؛ تؤكد جماعة "الإخوان المسلمون" أن النظام العالمي وما استند إليه من قوانين دولية هو نظام قائم على مفاهيم القوة وتوازناتها، لا على قيم العدل والرحمة والمساواة. وأن العالم بحاجة إلى رحمة الإسلام وعدله، التي لا يميز فيهما بين أتباعه وغيرهم، ففي رسالة النبي محمد للعالمين الرحمة كل الرحمة التي تخرج البشرية من قانون الغاب إلى واحة الإنسانية. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} سورة الأنبياء الآية 107. فالعالم في حاجة إلى أخلاق الإسلام وقوانينه في السلم والحرب، تلك الأخلاق التي نرى طيفا منها في سلوك حركة المقاومة الإسلامية تجاه الأسرى، وتجاه المعاهدين، في نموذج أخلاقى يهز الضمائر الحية.
ومع استمرار الحرب على غزة وتصاعد الاحتجاجات العالمية تشيد جماعة" الإخوان المسلمون" بالحراك العالمي الدَّاعي للإضراب الشامل يوم الاثنين القادم (غدا) رفضاً للمجازر الصهيونية في غزَّة. وتؤكد الجماعة على حق الشعوب في التعبير عن موقفها تجاه العدوان الصهيوني، ودعمها للقضية الفلسطينية. وتطالب الجماعة الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، بالمزيد من التصعيد، والضغط بشتى صور الضغط الشعبية والسياسية والبرلمانية على الدوائر الرسمية للعمل من أجل إنهاء القتال، ووقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
اللهم تول غزة، وانصر أهلها فأنت نعم المولى ونعم النصير.
والله أكبر ولله الحمد
جماعة الإخوان المسلمون
الأحد 27 جمادى الأولى 1445 هـــ؛ الموافق 10 ديسمبر 2023