تهنئة القائم بأعمال جماعة الإخوان المسلمون بشهر رمضان المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
الإخوة والأخوات..
بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم يطيب لي أن أهنئكم وأهنئ الأمة الإسلامية جمعاء، بأن جعلنا الله من شهوده. ولا أدري بأي فضائل الشهر الكريم أهنئكم وهو شهر كله خير. فهو شهر القرآن قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185).
وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة للطائعين قال صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين» (رواه مسلم).
وهو شهر التوبة والمغفرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم.
وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (...وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) رواه الترمذي.
وهو -كذلك- شهر الصيام والقيام والصدقات، وشهر الصبر والجهاد، وهو شهر الجود والإحسان؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان. وهو شهر فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، من حُرِمها فقد حُرِم الخير كله، ولا يُحْرَم خيرَها إلا محروم. وها قد أتى رمضان ليجمع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على الصوم والطاعات، وفي محاريب العبادة، يرجون رحمة الله ورضوانه.
الإخوة والأخوات..
أتى رمضان هذا العام وفى قلب أمتنا جرح نازف، في فلسطين الحبيبة؛ حيث تداعت قوى الشر، وأمعنت القتل والتهجير والتجويع والحصار لأهلها. وقد بلغ طغيان العدو وخذلان الأخ والصديق المدى. في وقت تقف فئة من أنبل من أنجبت أمتنا في وجه العدوان ببيت المقدس وبأكناف بيت المقدس؛ يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. يذودون عن شرف أمتنا ومقدساتها.
لهؤلاء.. علينا جميعاً واجب النصرة والدعم والدعاء. ولهم أدعو الله أن يجعل شهر رمضان مفتاحا لتمام النصر وإيذاناً بفرج قريب.
وعلى الضفة الأخرى في مصر الحبيبة شعب يئن تحت سوط الفقر والظلم والطغيان. وخيرة أبناء الوطن من دعاة الحق والتغيير والإصلاح مغيبون في السجون، لا لشيء إلا أنهم أرادوا العزة لوطنهم، والحرية والرخاء لشعبهم، كُبِّلوا بالحديد وأُرهقوا بالتعذيب. فإلى شعب مصر وإلى هؤلاء وعائلاتهم ندعو الله أن يمن عليهم جميعا بعاجل الفرج، فلعل الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده، فيبدل حال مصر إلى أسعد حال.
الإخوة والأخوات.. هذه أحوالنا وواقع أمتنا، ونحن في هذا الشهر الفضيل نستعين بنفحاته الإيمانية وعطاياه الربانية على تلك المحن والصعاب، فنأخذ من هذه لتلك. فحري بنا أن نؤدي حق الأخوة الإسلامية في كل مكان، وأن ننصر إخواننا في غزة ونغيثهم، مقبلين على الله، تائبين، متضرعين إليه أن يقيمنا على طريق الحق، وأن يستخدمنا في نصرة دينه وأوليائه. وندعوه سبحانه وتعالى أن يصرف عن أمتنا البلاء، وأن يكتب لنا سعادة الدارين. إنه ولى ذلك والقادر عليه.
والله أكبر ولله الحمد
الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون