الشباب.. روح تسري وأمل يتجدد
تحت شعار “الشباب روح تسري وأمل يتجدد”، نظم قسم الشباب والطلاب بجماعة الإخوان المسلمين مخيمهم السنوي، انطلاقًا من مهمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بالاعتماد على التربية نهجًا وسلوكًا وممارسةً وتطبيقًا، وتحقيقا للتربية الواقعية والتدريب العملي، والمخالطة اليومية والمعايشة الميدانية، والارتقاء الإيماني والزاد التعبدي والنماء الروحي، فضلا عن التواصل بين أجيال الدعوة، وتلاحم جيل الشباب مع أجيال الدعوة الأولى ورموزها وقياداتها في صورة نادرة الحدوث، تحقق توريث الدعوة وتسلُّم أمانتها.
حضر المخيم شباب من مختلف دول العالم، مع أعضاء الهيئة العليا للجماعة: على رأسهم فضيلة القائم بأعمال المرشد العام الدكتور صلاح عبد الحق، وعدد من أعضاء مجلس الشورى العام، إضافة لمشاركة من اللجنة الإعلامية والقسم السياسي وقسم التربية. وتضمن البرنامج فقرات مختلفة تتعلق بالتثقيف الدعوي والوعي السياسي، والبناء التنظيمي، ووضوح الرؤية حول الأحداث الجارية والمستجدات على الساحة، ومناقشة كل القضايا السياسية والدعوية والتربوية، والوقوف على رؤية الإخوان المتجددة بشأن تلك القضايا.
شمل برنامج المخيم محاضرات تحت عناوين: (رحلة التوريث- العمل الشبابي والطلابي عبر الأجيال- أركان العملية الإدارية- الشباب والدور تجاه الأمة والعمل الإسلامي- البناء الإداري والشورى للجماعة- الرؤية السياسية للجماعة-أخلاق المهاجر-مسؤولية الشباب في الجماعة). كما تضمن البرنامج مجموعة من ورش العمل تناولت: آلية تنمية الشباب وتفعيل دورهم داخل الجماعة واستثمار طاقاتهم، والدور المنوط بهم تجاه القضية المصرية، ومناقشة خطة قسم الشباب والمشاريع الحالية والمستقبلية، وعرض تجارب الأقطار المختلفة.
واقترح الحضور الحفاظ على الروح الإيجابية التي خرجوا بها من المخيم وتوظيفها، والحفاظ على استمرارية هذه الحالة الإيجابية، ودوام التواصل بين القيادة والصف، وتوسيع التجربة، واستهداف عدد أكبر وأعمار أصغر في المخيمات القادمة.
واختُتم المخيم بتوصيات، من أهمها:
الاهتمام بتطوير الذات مع العمل الطلابي.
الاهتمام بتطوير الذات مع العمل الطلابي.
توفير الدعم لهم بجميع أشكاله.
تخصيص زيارات دورية لأعضاء الهيئة العليا والشورى للطلاب والشباب.
إعادة الصياغة لمفهوم العمل مع الطلاب، والعمل على احتياجات هذه الفئة وليس ما اعتادت عليه الجماعة من وسائل نمطية غير واقعية أحيانا.
عمل استبانات لتحليل حالة الشباب، ووضع خطط وبرامج لاستهدافهم واستيعاب من يَصلح إلى داخل الجماعة.
التأكيد على أهمية التواصل مع القيادات والتوريث والتحفيز الدعوي بين القيادة وفرق العمل.
تطوير فرق العمل من خلال وضع برامج وخطط واقعية تتناسب مع رؤية الجماعة للمرحلة المقبلة.
السنن الربانية من الإدراك إلى الحراك، ومن الوعي إلى السعي
قال أستاذ التفسير بكلية الشريعة في جامعة قطر الدكتور رمضان خميس- في إطار أحد لقاءات مشروع حملة الراية الذي ينفذه قسم الشباب بجماعة الإخوان المسلمين-: إن النظر في السنن الإلهية فريضة وضرورة، فهو فريضة تطبيقًا للآيات الكريمة التي تحث على النظر والسير والاعتبار بمن خلوا، والتفكر في آثار الذاهبين؛ فالسعيد من وُعظ بغيره، والشقي من وُعظ بنفسه.
وأكد «خميس» في محاضرة له - بعنوان: « السنن الربانية من الإدراك إلى الحراك، ومن الوعي إلى السعي»- أن الاجتماع الإنساني لا شك أنه يخضع لسنن قاهرة ونواميس صارمة، عرض لها القرآن الكريم، وأكدها من خلال تاريخ البشر الطويل، في القصص القرآني والبيان النبوي.
فالله عزّ وجلّ لم يخلق الناس عبثا، ولم يتركهم هملا، بل وضع لهم قوانين تحكمهم، فمن يعمل سوءًا يُجز به. وأن الشهود الحضاري له شروطه، ومقدماته، وأسبابه، وفروضه؛ فما نعيشه اليوم هو نتيجة لمقدمات الأمس، وقد يكون حاضرنا مقدمة لنتيجة قادمة - لا محالة- في الغد القريب! (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30].
وشدد «خميس» على أن السنن الكونية أو ظواهر الحياة المادية بصرامتها وحدتها تقوم على الاتزان الكامل، والإتقان المحكم، والنظام والانضباط. وفي هذه الصفات ما يتلاقى مع قانون الله تعالى في الخلق، من عموم وشمول واطراد، وعدم تبدل أو تحول.