إلى الأحباب نشتاقُ

كأن الوصل ترياقُ

ومن عذروا فقد علموا

 ومن لاموا فما ذاقوا

لنا حبلٌ من المولى

تشِبُّ إليه أعناقُ

إذا ضاقت بنا الدنيا

فمنه تلوح آفاقُ

لنسبح دونما تِيهٍ

إذا ما الناس قد ضاقوا

رأينا في البِلَى فرجًا

كما في النار إبْراقُ

رمونا بالأذى ظلمًا

غرابُ البيْنِ نعّاقُ

يظن الغِرُّ فَرَّقَنَا؟!

لقد خدعوك من ساقوا

بأن الباطل استشرى

بأن النصر أبواقُ

ألم تبصرْ قوافلَنا

زهَتْ والليل إطباقُ؟!

وترنيمَ الفتى يدعو

وهذا الدمع رقراقُ

وهذا القلب متصل

سقاه الحبَّ رزّاقُ

نعم رسخت محبتنا

 فليس يفيد ما آقوا

إذا زار الخريفُ هنا

تفارق فيه أوراقُ

ويبقى الدَّوْحُ في شَمَمٍ

له جذرٌ له ساقُ

سيُزْهِرُ بالشذى حتمًا

لأن الخير سبّاقُ

تقاربنا... تباعدنا

فؤاد الحب خفاقُ

أراقبُ في بعادهمو

نجومَ الليل تنساقُ

وهم مثلي لها نظروا

فنهر النور دفَّاقُ

يفيض هنا بلا غرقٍ

وما في الحب إغراقُ

فليس العشق يجمعنا

أيلقى النورَ عشاق؟!

نعم نورٌ بلا وجعٍ

له في العمق أعماقُ

محبتنا به بَرَدٌ

وأما العشق إحراقُ

حبانا الله نعمته

لأن الحب أرزاقُ

سألت الله جنته 

وفضل الله إغداقُ

نكون بها على سُرُرٍ

يعم الروحَ إشراقُ

ونُنْشِدُ مثلما كنا

(إلى الأحباب نشتاقُ)

إلى الأحباب نشتاقُ 

كأن الوصل ترياقُ