الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

نَزْفُ القَلَم.. شعر

نَزْفُ القَلَم.. شعر

شعر/ د. محيي الدين الزايط 

 

 

أكتبُ رغماً عن أشجاني

 

أكتبُ في غفلةِ سجاني

أقطعُ مِن جِلدي ِ(قرطاساً)

 

أدفنُ رأسي في أحزاني

أصنعُ مِن عَظمى (أقلاماً)

 

أكتب شعري (بدمي) القاني

 

* * *

 

أَ(فلسطينُ) تضيع هباءً ؟

 

ما ينقذها من إنسانِ!

يُقتل ولدي، يُنهش عرضي

 

ما ينقذهم من فُرسانِ!

دكُّوا البيت على أطفالي 

 

ماتوا تحت لظىَ النيرانِ

أمٌّ ثكلى تبكي هلَعاً

 

مات صغاري في أحضاني

(شيخٌ هَرِمٌ) يمضي زحفاً

 

لا يُسعفه الجسدُ الواني

تنظرُ (طفلتُنا) بذهولٍ

 

تصرخُ من بين الدُّخَّانِ

مات أبي، قد ماتت أمي

 

ضاع أخي تحت الكثبانِ

نسفوا (المسجدَ) بالنيرانِ

 

خلطوا سقفاً بالجدرانِ

تركوا الجرحَى ينزِفُ دمُهم

 

دفنوا الحيَّ بلا أكفانِ

كُلُّ مدارسِها قد هُدمت

 

صارت أثراً بَعد عيانِ

و(المشفىَ) صارت أنقاضاً

 

بعدوٍّ وَغْدٍ وجبانِ

ما تركوا مبنىً للسُكنَى

 

إلا دُمِّرَ بالنيران

عشراتُ الآلافِ أُبيدت

 

والباقي رَهن الأحزانِ

موتٌ .. رعبٌ .. فقرٌ .. تيهٌ

 

ماذا يبقى للإنسانِ؟

تلك حضارتُهم ذُقناها

 

(رِجسٌ) مِن عَمَلِ الشيطانِ

 

* * *

 

ثأري في قلبي بركانٌ

 

صدري يغلي بالنيرانِ

يقذفُ طوفاناً من ِحمَمٍ

 

تحرق كل عميلٍ فانِ

أين (ملوكُ العُربِ) الهَلْكَى؟

 

صمٌ .. بكمٌ .. كالعُميانِ

أين (جيوشٌ) لم أعرِفْها

 

إلا حَرَساً للتيجانِ

تُسحَبُ مِن قلبِ الميدانِ

 

تُعرضُ للقاصي والداني

تُحشدُ كي تكتُمَ أنفاسي

 

تُمنعُ من صَدِّ العدوانِ

يُمنعُ شعبي مِن إنكارٍ

 

يُخطف ولدي للسجانِ

حتى (صَرْخاتُ الإيلامِ)

 

يستكثرُها الوَغْدُ الفاني

عُدْ لسكوتٍ، صَمْتِ قبورٍ

 

سلِّم أمرَكَ للنسيانِ

مالَكَ أنت وما (للقتلَى)؟

 

بُورِكَ نقصٌ في السكّان !

مالك أنت وما (للثكلَى)؟

 

قد تُرزق بوليدٍ ثاني !

أما (الأسرَى) يُفرَج عنهُم

 

لو يُعطُوا بَعضَ الخُذلان

أما (العِرضُ) فذاكَ خيالٌ

 

كُنْ (عَصريّاً) أو (عَلماني)

 

* * *

 

كَلَّا يا أشباهَ الموتَى !

 

كلَّا يا عارَ الأوطانِ !

لَنْ أترُكَ (مسجِدَنَا الأقصَى)

 

لن أُسْلِمَهُ للأنتانِ

لن أترك (أرضي) أو (عِرضي)

 

لن أسمع قولاً لِجبانِ

مَنْ يمنعُني مِنْ إقدامٍ     

 

فَهو المُجرمُ وهو الجاني

لولا (الخائِنُ) قد قيَّدني

 

كانت (أرضي) في إمكاني

لا تسمع أبداً يا ولدي

 

أنَّ (يهودياً) أعياني !

ما أخذوا شِبراً من أرضي

 

إلا بخيانةِ سُلطاني

لو تركوا الساحةَ لرفاقي

 

لو تركوا (جُندَ الإِخوانِ)

ما ضاعت (أرضُ فلسطينٍ)

 

ما احتُلت أبداً أوطاني

اُنظُرْ كم خسِرت أمُّتنا

 

ثمناً لخيانةِ سجَّاني

 

* * *

 

أمَّا (العالَمُ) فهو جبانٌ

 

مهما يزعُمُ مِن إحسانِ

هل يُرجى خيرٌ من شِرْكٍ

 

أو عُبَّادٍ للثيرانِ؟!

قد أنبأنا المَوْلَى عنهم

 

(لن يرضى عنك عَدُوَّانِ)

قد أعلنها (حَربَ صليبٍ)

 

(بوشُ) السادِرُ في الطغيانِ

قَوْلٌ أفصحَ عن (أحقادٍ)

 

ما كانت فَلْتاتِ لسانِ

والمُجرِمُ (بايدن) يُرسُلها

 

أكبرَ (حاملةِ الطيرانِ)!

و(بلينكنُ) يكشِفُ عُنصرَه

 

(أنا مِنكُم، لا أمريكاني)!

وحكوماتٌ للغربِ تداعت

 

كتداعي الذئبِ الجوعانِ

قد دكُّوا أرضى (بعراقي)

 

واحتلُّوا أرضَ (الأفغانِ)

ودمانا سالت في (البوسنةِ)

 

وأبادوا أهلَ (البَلقانِ)

و(الشامُ) خرابٌ ودمارٌ

 

بصنيع عميلٍ وجبانِ

وقواعدُ تُبنى (بخليجي)

 

تأوي أوكارَ الشيطان

و(اليمنُ) تَمزَّق أشتاتاً

 

وفَظَاعاتٍ في (السودان)

وبلادي (مصرُ) المأزومةُ

 

شُلَّتْ عن صدِّ العُدوانِ

يالخديعةَ مَنْ خدَّرَنا

 

(بسلامٍ) آتٍ وأمانِ؟!

لَمْ ينعم بسلامٍ إلا

 

كُلُّ يهوديٍّ خوَّانِ

يَنعم في (سَيْناءَ) بشمسي

 

يَمرحُ، لا يعبأ بمكاني

(نَفطي) يُدفىءُ بيتَ عدوِّي

 

والبَرْدُ يمزِّقُ إخواني

وطعامي يُمنع عن أهلي

 

(بحصارٍ) مُرٍّ وجبانِ

 

* * *

 

لكنِّى أرقبُ مِنْ (سِجنى)

 

أنوارَ الحقِّ المُزدانِ

بوركتم يا (جُندَ حماسٍ)

 

في كل زمانٍ ومكانِ

بوركتم يا نبتَ الطُّهرِ

 

مَنْ (أحسَنَ) غرسَ (البُنيانِ)

أنتم أمَلٌ يُشرِقُ فينا

 

بُشرىَ آياتِ القرآنِ

جُندٌ لا يُلهيهم عَبَثٌ

 

عن هَدْي نبيٍّ عدنانِ

لن يُنْقِذَ (مسجِدَنا الأقصى)

 

إلا أربابُ الإيمانِ

لا ينفعُ في ساحةِ ِجدٍّ

 

مَن لا يسجدُ للرحمنِ

 

* * *

 

إنِّي أسمعُ في (قُرآني)

 

إنذاراً (بعلُوٍّ ثاني)

ثم (الجَمْعُ) يكونُ (لفيفاً)

 

ثُمَّ استئصالُ الجِرذانِ

في موقعةٍ ينطِقُ فيها

 

(شَجَرٌ) بل (حَجَرُ الصوَّانِ)

(يا مُسلِمُ، يا عبدَ اللهِ)

 

خَلْفي جُحرٌ للثعبانِ

 

* * *

 

إنّي أعلمُ (صِدقَ نبييِّ)

 

إنّي أوقنُ بالقرآنِ

إنِّي أعملُ رغم قيودي

 

أملاً في نصرِ الرحمنِ

نصرٍ يفتحُ (أرضَ الأقصى)

 

يَرفعُ راياتِ الإيمانِ

حينَ تكونُ الحَربُ (لدينٍ)

 

والقائِدُ.. (عَبْدٌ ربَّاني)