الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

في يوم العمل والعمال.. اتقوا الله في العمال وحقوقهم

في يوم العمل والعمال.. اتقوا الله في العمال وحقوقهم

في اليوم الأول من مايو من كل عام يتجدد الحديث عن العمل وقيمته، والعمال وحقوقهم. فقد رفع الإسلام من قيمة العمل إلى منزلة رفيعة سامية؛ حيث جعل العمل الصالح في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً﴾ [الكهف:30]، وجعل عمل الأبدان شكرا كعمل اللسان، قال تعالى ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:13].

وفي اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالعمال ودورهم في حياة الناس وبناء الأمم والمجتمعات؛ فإننا نتألم حينما ننظر إلى أوضاع العمال في أوطاننا الإسلامية، وخصوصًا في مصر. حيث تراجعت القيم الخاصة بالعمال وحقوقهم، واختل الهرم الاجتماعي، وأصبح العمال في الدرجة الأدنى من السلَّم الاجتماعي؛ يعانون الفقر، والبطالة، وضعف الأجور، والخروج الإجباري من سوق العمل بطرق مختلفة، بلا حماية من قانون؛ في صورة قاسية من تحكُّم أصحاب المال والثروة في أقواتهم وأرزاقهم. وقد أسهمت سياسات الدولة -في بيع المصانع والشركات الكبرى وغير ذلك- في تفاقم سوء أحوال العمال، وأصبحت مصر طاردةً للعمالة الفنية المتميزة.

وتهيب جماعة الإخوان المسلمون بالدولة المصرية- في هذه المناسبة- بالعمل على احترام حقوق العمال التي كفلها الدستور، وأن تسعى إلى تعزيز أوضاع العمال، ودعم حقهم في أجور عادلة كافية. فلا يكتوى العامل بنار الغلاء بسبب انهيار قيمة الجنيه، ولا تتدخل الدولة. ولا ينفرد القطاع الخاص ورجال المال والأعمال بالعمال يخيرونهم بين أجور متدنية، لا تكفي الحاجة، وبين الطرد والبطالة. وعلى نقابات العمال أن تتولى مسؤولياتها تجاه حقوق منتسبيها، وتطالب لهم بالعدل في الحقوق والكفاية في الأجور، ولا تتقاعس في الدفاع عن حقوق العمال بكل طريق، وعلى كل صعيد.

وإلى عمال مصر في يوم عيدهم نوجه نداءنا للعمال، أن يحافظوا على قيم الإسلام في العمل، والعمل بمقتضى الجد والكفاءة والجودة، قال تعالى: ﴿أَنِ ٱعۡمَلۡ سَٰبِغَٰتٖ وَقَدِّرۡ فِي ٱلسَّرۡدِۖ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِير﴾ [سبأ: 11]؛ وليعلم العامل أنَّ المطالبة بالحقوق لا بد معها من أداء الواجبات، وأن التقصير في الحقوق، لا يعني إهدار قيم العمل.

ونطالب أصحاب الأعمال بتقوى الله في حقوق عمالهم، فهؤلاء العمال سعة من الله عليهم، ولولاهم ما ربحوا، وإن الله سائلهم عما استرعاهم. ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أَعْطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطِه أجره".
والله أكبر ولله الحمد

الدكتور صلاح عبدالحق 
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون
الأربعاء 22 شوال 1445 هـ؛ الموافق 1 مايو 2024م