في احتفالية ذكرى فتح القسطنطينية: المتحدث الإعلامي يربط بين الفتح وطوفان الأقصى
في إطار الاحتفال السنوي لجمعية شبيبة الأناضول بذكرى فتح القسطنطينية، وبحضور الآلاف من الشباب والفتيات في العاصمة التركية أنقرة، ألقى عضو الهيئة الإدارية العليا والمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، صهيب عبدالمقصود؛ كلمته. التي ربط فيها بين ذكرى فتح القسطنطينية وطوفان الأقصى.
بدأ عبدالمقصود كلمته بحمد الله قائلاً: "الحمدُ للهِ القائلِ: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾. والصلاةُ والسلامُ على مُعلِّمِ الناسِ الخيرِ، سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي بشرَ الشبابَ الذين ينشأون في طاعةِ اللهِ بظلِّ عرشِ الرحمنِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه". كما قدم التحية والشكر باسم جماعة الإخوان والقائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور صلاح عبدالحق.
وقال عبدالمقصود: "اليومَ، ونحن نحتفلُ بيومٍ من أيامِ اللهِ ونقطةِ مضيئة من تاريخِنا باذخِ الشرف، نرددُ قولَ اللهِ تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾. وما أكبرَ الشبهَ بين فتحِ الأمسِ الذي قرأنا عنهُ وتخيلنا بطولاتِه ومقدماتِه، وهو فتحُ القسطنطينيةِ؛ وبشرى الفتحِ والتحريرِ التي ساقها لنا أولي الألبابِ في "طوفان الأقصى'".
وأكد عبدالمقصود على أن الشباب عماد النهضة وحملة الراية، مذكراً بأن السلطان محمد الفاتح كان في العشرينيات من عمره عندما فتح القسطنطينية، ومثله - اليوم-أبطال القسام . واستشهد بقول ابن عباس رضيالله عنه: "ما آتى اللهُ عزَّ وجلَّ عبدًا علمًا إلاّ شابًّا، والخيرُ كلُّه في الشّباب". مشيراً إلى قول الله تعالى: "قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ"، وقوله تعالى: "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى"، وقوله تعالى: "وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا".
وعلى أثره أخبرنا الإمام حسن البنا قائلاً: "قد ينشأُ الشابُ في أمةٍ وادعةٍ هادئةٍ، قويٍّ سلطانُها واستبحرَ عمرانُها، فينصرفُ إلى نفسهِ أكثرَ مما ينصرفُ إلى أمتِه، ويلهو ويعبثُ وهو هادئُ النفسِ مرتاحُ الضمير. وقد ينشأُ في أمةٍ مجاهدةٍ عاملةٍ قد استولى عليها غيرُها، واستبدَّ بشؤونِها خصمُها. وحينئذٍ يكونُ من أوجبِ الواجباتِ على هذا الشبابِ أن ينصرفَ إلى أمتِه أكثرَ مما ينصرفُ إلى نفسِه، ليفوزَ بالخيرِ العاجلِ في ميدانِ النصر، والخيرِ الآجلِ من مثوبةِ الله".
ويعطف بكلام الأستاذ نجم الدين أربكان: "أن قوةَ هذه الأمةِ ليست بالمدفعِ ولا بالدبابةِ ولا بالبندقيةِ، بل قوتُها بالشبابِ المؤمنِ التقي".
وقد أكد فى كلمته على أهمية القدوة وبث الأمل والتبشير بموعود الله، مشيداً بالمعلم: آق شمس الدين، الذي ربى محمدا الفاتح على بشرى الرسول الكريم. وقارن بينه وبين الشيخ أحمد ياسين، الذي لم تمنعه إعاقته الجسدية من زرع الثقة في نفوس الشباب الفلسطيني بضرورة الجهاد. وقال: "هذا النهجُ الذي أثمرَ هؤلاء الأبطال الذين اختبروا قوةَ عدونا فأساؤوا وجوهَهم وتبروا تشييدَهم وأربكوا حساباتِهم، وعلموا الدنيا كلَّها أنَّ المؤمنَ الصحيحَ الإيمانِ متى وجدَ، وُجدتْ معه أسبابُ النجاحِ جميعُها".
وأبرز عبدالمقصود أهمية الفهم الصحيح والإعداد المتكامل، مشيراً إلى أن السلطان محمدا الفاتح لم يهمل واجباته الدينية أو دراسته للرياضيات والفلك وفنون الحرب. وأكد أن "هذا النهج المتكامل تعلمه أبطال الكتائب، حيث امتزجت مخيمات القرآن بدروس العسكرية والتطورات التقنية".
الفهم الشامل للدين كما علمنا الإمام البنا، هو نفس النهج الذي سار عليه الأستاذ أربكان، مؤكدًا أن "دينَنا لا يستسلمُ لموجةِ الماديةِ الطاغية". كما قال أربكان: "لو كان الإسلامُ مجردَ صلاةٍ وقراءةِ قرآنٍ وتسبيحٍ لله، لما كان قبرُ الصحابيِّ (أبو أيوبَ الأنصاريِّ) في إسطنبول". و"المسلمون الذين لا يهتمونَ بالسياسةِ سيحكمهم حكامٌ لا يهتمونَ بالإسلام".
اختتم عبدالمقصود كلمته بالتأكيد على واجبات الأمة تجاه قضية الأقصى، مشدداً على أهمية الجهاد بالمال، والمناصرة الإعلامية، والضغط الشعبي، واستخدام الأدوات السياسية، والإسهام التخصصي. واستشهد بقول الإمام حسن البنا: "لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين وحقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد. ولازال في الوقت متسع ، ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة، رغم طغيان مظاهر الفساد . والضعيف لا يظل ضعيفاً طول حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين". وختم بقوله تعالى: "{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ}".