الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران: آية 169]
في جريمة جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي اليوم، ارتقى الأخ القائد إسماعيل هنية على إثر عدوان غادر على مقر إقامته في دولة إيران. ليلقى الله شهيدا على درب تحرير فلسطين. وجماعة الإخوان إذ تنعى الشهيد البطل تحيي صبره وثباته وطول جهاده في قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وتؤكد الجماعة أن الحركة لا تموت بموت قائد؛ بل تشتعل إيماناً برسالتها ويقيناً بوعد ربها. فعلى درب الجهاد والشهادة -درب الياسين والرنتيسي- يلقى القائد هنية أمنيته، ويجود بروحه، بعد أولاده وأخته وأحفاده ونحو 60 شهيدا من عائلته؛ ليضرب أروع المثال على التضحية والفداء من أجل فلسطين، وليقدم القدوة على طريق القادة العظام.
إن جريمة اغتيال القائد هنية تلهب المشاعر الإسلامية تجاه القضية التي مات من أجلها، وتفرض على شعوب الأمة الإسلامية أن تنتفض مجددا ودائما وأبداً؛ حتى تتحرر فلسطين، ويتحرر المسجد الأقصى. قال تعالى (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [التوبة: آية 41]
والجهاد فريضة الله الماضية إلى يوم القيامة، ما تركها قوم إلا ذلوا. وقد اغتصبت فلسطين بالقوة، ولن تسترد إلا بالقوة. وهذا ما تفعله المقاومة أمام عدو لا يفهم غير لغة القوة.
وعلى القادة العرب والمسلمين أن يتحركوا لنصرة فلسطين، فقد تمادى الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في الحرب على غزة وأهلها، حتى طال أذاه كل مسلم في هذا العالم؛ ولهذا يجب ردعه. فبالأمس القريب اعتدى على اليمن، وبالأمس على لبنان، واليوم ينفذ جريمته في طهران مستهيناً بسيادة الدول، ومنتهكاً للقانون الدولي؛ بما يوجب الرد العاجل والعقاب بكل السبل: العسكرية والقانونية والسياسية والاقتصادية. وما لم تفعلوا شيئاً تجاه هذه العربدة سيسجل التاريخ خذلانكم لقضايا أمتكم، وسيكون صمتكم دعماً للغاصب المحتل. ولن يرحمكم التاريخ، ولن ترحمكم شعوبكم.
ومن ناحية أخرى فالجريمة اختبار للمجتمع الدولي كذلك في إقرار وقف إطلاق النار وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بشأن الحرب على غزة.
وتؤكد جماعة الإخوان المسلمون أن ما يقوم به العدو اليوم من عمليات هنا وهناك، هو فتح لجبهات جديدة، واختبار لرد الفعل. وإن الصمت عليه سيغري بالمزيد من العدوان على شعوب المنطقة؛ وعندها لن يفيد ذلك أنظمة حاكمة ولا شعوباً، ولن يستقر للمنطقة قرار.
كما تؤكد الجماعة أن ما قدمه أهل غزة وفلسطين من أرواحهم وأموالهم، وما زالوا هو ثمن عظيم لغاية أثمن وأغلى. وإن الله ناصرهم على عدوهم، طال الزمان أو قصر. قال تعالى (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين). وعلى كل مسلم أن يلحق بركب الجهاد، ويلبي نداء النصرة لأهلنا في غزة ورفح وفي كل فلسطين. والجهاد في شعارنا الخالد هو سبيل العزة والنصر والتمكين. والموت في سبيل الله أسمى المنى.
وختاماً.. ندعو المسلمين في كل أنحاء العالم إلى صلاة الغائب على الشهيد هنية ومرافقه بعد غد الجمعة عقب صلاة الجمعة، والعمل على استعادة زخم القضية الفلسطينية في كل مكان.
وباسمي وباسم جماعة الإخوان المسلمين أبعث بخالص العزاء لمن بقي من أسرة الشهيد المجاهد، وقادة حماس، وكل القوى الفلسطينية وشعب فلسطين؛ في استشهاد القائد إسماعيل هنية. وأدعو الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والالتفاف حول أهدافه العليا التي من أجلها ارتقى هنية وكل شهداء فلسطين؛ ليتحقق الأمل الذي من أجله ضحوا. (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف: آية 4]
وقال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: آية 156،155]
الدكتور صلاح عبدالحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون"
الأربعاء 25 مُحَرَّم 1446 هـ؛ الموافق 31 يوليو 2024م