الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

رسالة الأسبوع

رسالة أسبوعية تصدر عن جماعة الإخوان المسلمين

أسس فكر ومنهج التغيير في رؤية الجماعة

أسس فكر ومنهج التغيير في رؤية الجماعة

في مطلع القرن العشرين كان العالم الإسلامي ما يزال يعاني صدمة تداعي الخلافة العثمانية الإسلامية، وكانت مصر ترزح تحت الاحتلال الإنجليزي، ولم يكن من الطبيعي ألّا يصدر عن الأمة ككل، وخصوصا في مصر بلد الأزهر؛ أي رد فعل لسقوط الخلافة، وغياب ذلك الرمز الذي وحد كلمة المسلمين قرونا طويلة. 

وبقدر عظم المصيبة التي أصابت الأمة، بقدر ما كانت ردود فعل المخلصين من أبنائها- الذين رأوا آخر قلاعهم وهى تتهاوى ثم تتقاسم تركتها الأمم لتنشئ واقعا جديدا - مغايراً تماما لمواصفات الأمة الواحدة؛ فيرتكز على هوية جديدة عمادها الإقليمية والعصبية وزرع العداوة والبغضاء بين وحدات هذا الواقع الجديد، وتبنى مناهج بعيدة كل البعد عن المنهج الرباني الواحد الذي كان أساس الأمة الإسلامية الواحدة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي منع من سقوط الرمز برغم فترات الضعف والخلل الذي كان يصيب كيان هذه الأمة السياسي في فترات تاريخية متباعدة. 

ولعل دعوة الإخوان المسلمين التي بدأت خطواتها الأولى رسميا في مارس 1928 على يد الإمام الشهيد حسن البنا (1906-1949) وبعض إخوانه المؤسسين؛ كانت من أنضج الدعوات وعيا وإدراكا وشمولا لمعاني الإسلام التي أفرزتها مأساة سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية، بحيث عدها المؤرخون الرد الطبيعي الأول للأمة على هذه المأساة.

ففي رسالة " إلى الشباب " - 1941 - يقول الإمام الشهيد حسن البنا: «لقد أتى على الإسلام والمسلمين حين من الدهر توالت فيه الحوادث وتتابعت الكوارث، وعمل خصوم الإسلام على إطفاء رواقه وإخفاء بهائه وتضليل أبنائه وتعطيل حدوده، وإضعاف جنوده، وتزييف تعاليمه وأحكامه، تارة بالنقص منها، وأخرى بالزيادة فيها، وثالثة بتأويلها على غير وجهها، وساعدهم على ذلك ضياع سلطة الإسلام السياسية وتمزيق إمبراطوريته العالمية، وتسريح جيوشه المحمدية، ووقوع أممه في قبضة أهل الكفر مستذلين مستعمرين 

فأول واجباتنا نحن الإخوان المسلمين، أن نبين للناس حدود هذا الإسلام واضحة كاملة بيِّنة، لا زيادة فيها ولا نقص بها ولا لبس معها. وذلك هو الجزء النظري من فكرتنا، وأن نطالبهم بتحقيقها ونحملهم على إنفاذها ونأخذهم بالعمل بها، وذلك هو الجزء العملي في هذه الفكرة. 

وعمادنا في ذلك كله، كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيرة المطهرة لسلف هذه الأمة، لا نبغي من وراء ذلك إلا إرضاء الله، وأداء الواجب وهداية البشر وإرشاد الناس». 

وقد قفز الإمام حسن البنا بالعمل الإسلامي من إطار الجهود الفردية والاجتهادات الشخصية إلى إطار الحركات والجماعات الإسلامية لحمل المشروع الإصلاحي، ونقله من مشروع فكري نخبوي إلى حركة شعبية تضم فئات مختلفة من أفراد الشعب، وقد استطاع الإمام البنا إيجاد صورة جديدة لحملة الدعوة والفكرة الإسلامية في المجتمع، من المثقفين وطلاب الجامعات والمطلعين على العلوم الحديثة، والداعين إلى الاستفادة من الحداثة في إطار مدروس وفي سياق الحفاظ على "المقومات الحضارية" للأمة.

وبقيام جماعة الإخوان المسلمين، وجد المسلمون، والمثقفون منهم بشكل خاص، الإطار الملائم الذي يصبون جهودهم من خلاله في سبيل نصرة الإسلام.

إن أضخم إنجاز حققته جماعة الإخوان المسلمين: أنها أخرجت الإسلام من الزوايا والتكايا، وأسقطت وصاية القاصرين، والمسيئين عنه، وأكسبته مداً جماهيرياً، وأبرزته في الإطار الحضاري المتناسب مع روح العصر. 

وقد مثلت الجماعة منذ تأسيسها في منتصف القرن الرابع عشر الهجري في مصر، حركة تجديدية بالمعنى الشامل للإسلام، واعتُبر مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا رحمة الله، مجدد القرن. 

ولا غرو أن نقول: إن فهم الإخوان المسلمين للإسلام، كان غريباً على كثير من المسلمين في ذلك الوقت!

فعامة المسلمين كان لا يرى في الإسلام شيئاً وراء حدود الشعائر التعبديّة، ومنهم من كان لا يرى في الإسلام إلا الخلق الفاضل والروحانيّة الفياضة، ومنهم من يرى الإسلام عقائد موروثة وعادات بالية لا بدّ من التخلّص منها، وقد كثر وجود هذا الصّنف فيمن تلقّوا الثقافة الأجنبية ولم تُتَح لهم فرصة الاتصال بالحقائق الإسلامية.

لقد كانت دعوة الإخوان المسلمين، هي (دعوة الإسلام) بالشمول والتكامل والتوازن والوضوح والدقة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، الثابتة لدينا بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة. 

فجاهدت الجماعة لإشاعة ونشر فهمها للإسلام وتثبيته في نفوس أبنائها أولا، ثم في صفوف عامة المسلمين، ويمكن إيجاز ذلك في النقاط الثلاث التالية:

أولا- الشمول: فالإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا، فهو دولة ووطن، أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة، أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون، أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة، أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة، أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة، وعبادة صحيحة، سواء بسواء.

وفي القرآن الكريم توجيه إلى العبادة المخلصة، وإلى الأخذ من زينة الدنيا، وإلى تنظيم شؤون الحكم والسياسة والقتال والمداينة، وفيه تشنيع على من يتّخذ الدين أجزاء وتفاريق كما فعل اليهود. قال تعالى: (أفتؤمنونَ ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاءُ من يفعلُ ذلك منكم إلا خِزْيٌ في الحياة الدّنيا، ويومَ القيامة يُردّون إلى أشدِّ العذاب. وما الله بغافل عمّا تعملون) [سورة البقرة: 85].

ثانيا- الربانية: فأساس أحكام الإسلام ومعينها كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن تضلّ الأمة ما تمسّكت بالكتاب والسنّة، وإن كثيراً من الآراء والعلوم التي اتّصلت بالإسلام إنّما تلوّنت بلون العصر الذي نشأت فيه، ولهذا يجب أن نستقي النظم الإسلامية التي تُحمل عليها الأمة، من هذا المعين الصّافي، وأن نفهم الإسلام كما فهمه الصحابة والتابعون من السّلف الصالح رضي الله عنهم.

ثالثا- الإسلام دين البشرية كلّها، في عصورها جميعاً، وفي جوانب الحياة كلّها، فمن واقعيّته أن يرسم القواعد الكليّة، ويدع كثيراً من التفصيلات والجزئيات، لا سيّما في شؤون الدّنيا. وأن يُعالج النفس الإنسانية من أمراضها، ويسمو بها في آفاق الكمال. فإذا استقامت النفس استقام كل سلوك يصدر عنها.

ولقد قيل: إن العدل يكون في نفس القاضي أكثر مما يكون في نص القانون.

فبالقواعد الكلية والتوجيهات العامة لشؤون الحياة المتطوّرة (مع ضبط مفصّل للشؤون الثابتة) ومع تهذيب للنفس البشرية وتطهير... تنطلق الحياة نظيفة في ظلّ الإسلام.

 وكان من نتيجة هذا الفهم الصحيح للإسلام أن أصبحت دعوة الإخوان شاملة لكل خير، يجد فيها كل مخلص غيور أمنيته. 

وعليه نقول: إن الإخوان المسلمين:

 (1) دعوة سلفية: لأنّهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.

(2) وطريقة سنية: لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنّة المطهرة في كل شيء، وبخاصّة في العقائد والعبادات.

(3) وحقيقة صوفية: لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ونقاء القلب، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحبّ في الله، والارتباط على الخير.

(4) وهيئة سياسية: لأنّهم يُطالبون بإصلاح الحكم، وتعديل النظر إلى صلة الأمّة الإسلامية بغيرها، وتربية الشعب على العزّة والكرامة.

(5) وجماعة رياضية: لأنّهم يُعنَون بجسومهم ويُقيمون الأندية والفرق الرياضية.

(6) ورابطة علمية ثقافية: لأن الإسلام يهتم بالعلم. وأندية الإخوان مدارس للثقافة والتعليم والتربية.

(7) وشركة اقتصادية: لأن الإسلام عُني بشؤون المال والصّناعة والتّجارة والزراعة.

(8) وفكرة اجتماعية: لأنهم يعنون بأدواء المجتمع ويحاولون علاجها.

فقد ترى الأخ في المحراب خاشعا متبتلا، ثم تراه مدرسا واعظا، ثم تراه في الملعب رياضيا، ثم في عمله تاجرا أو صانعا، 

وليس في الاهتمام بهذه النواحي جميعا أي تناقض أو تعارض. 

وبعد أن استكملت الجماعة بُناها النظرية الفكرية والتنظيمية الواقعية، انتقلت إلى مختلف الأقطار العربية، على أيدي ثلة كريمة من أبنائها، لتنطلق في مشروعها الإصلاحي، تركز على تصحيح مفاهيم الإسلام في أذهان العامة، وتنبه إلى خطر الاحتلال الأجنبي، وتحذر من خطر المشروع الصهيوني في فلسطين الذي كان في أوجه، والذي يهدد المشروع الحضاري للأمة الإسلامية.

يقول تقرير لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية في ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٣:

«منذ أن وعى التلميذ الصغير حسن البنا بنفسه وأحس بأن له دوراً في الحياة وهو يؤمن يقيناً بأن العالم كله مساحة ملعبه، ولم يغب عنه وهو يؤسس في مارس (آذار) من العام 1928جماعة الإخوان المسلمين أنها ذات رسالة وطموحات عالمية حتى وهو يسجلها تحت اسم (جمعية الإخوان المسلمين الخيرية) في إحدى المحافظات الإقليمية الصغيرة النائية عن ضجيج وصخب القاهرة.

فالشيخ حسن البنا كان يرى في جمعيته نواة لإعادة الخلافة الإسلامية التي كانت قد سقطت رسميا قبل تأسيسه لجماعته بأربع سنوات فقط (1924)، وكانت فكرة تأسيس كيان بديل عنها حاضرة في ذهنه، وكان على قناعة أن أفضل صورة لهذا الكيان أن يبدأ من الشعوب وليس الحكومات التي لم يكن يعول عليها كثيرا في إصلاح حالة الأمة الإسلامية».

ويستطرد التقرير «وبمجرد أن بدأت جماعته تستوي على عودها وتستقر قواعدها أسس الشيخ حسن البنا قسما خاصا أسماه (قسم الاتصال بالعالم الإسلامي) كان عمله الأول والوحيد إنشاء فروع للجماعة خارج مصر والتواصل مع الشخصيات والتيارات القريبة من أفكار جماعته، ومن هذا القسم بدأت كل علاقات الإخوان واتصالاتهم في كل أنحاء العالم.

فعبر هذا القسم اتصلت الجماعة بالطلاب العرب والمسلمين الذين كانوا يدرسون بمصر خاصة في الأزهر الشريف، وانضم من خلاله عدد من الطلاب صاروا بعد تخرجهم ورجوعهم لبلدانهم قيادات إسلامية بارزة وضعت نواة تنظيمات الإخوان في بلدانها.

ففي سنوات قليلة استطاع القسم ربط جماعة الإخوان بالعالم، وتأسيس عدد كبير من تنظيمات الإخوان في العالم الإسلامي من أندونيسيا إلى المغرب ومن الصومال إلى سورية وذلك قبل نصف قرن من الزمان! فمن خلال هذا القسم أسس الإخوان فروعا لهم في سورية ثم الأردن ثم السودان، على الترتيب، واضطلع بالمهمة عدد من أبناء هذه البلدان الذين درسوا في مصر وارتبطوا بالجماعة.

وفي مكتب الجماعة في الدرب الأحمر بحي السيدة زينب تحول قسم الاتصال بالعالم الإسلامي إلى وزارة خارجية لجماعة الإخوان المسلمين، طالت اتصالاتها معظم بلاد العالم الإسلامي إن لم تكن كلها، فزاره محمد على جناح وهو يؤسس لاستقلال باكستان، واستمرت اتصالاته حتى توجت بتدخل حسن البنا لدى صديقه عبدالرحمن عزام لإقناعه باعتراف الجامعة العربية(التي كان عزام أول أمين عام لها) باستقلال باكستان عن الهند، ومنه جرى التنسيق لثورة أحرار اليمن في الأربعينيات ضد نظام الإمام يحيى حميد الدين عن طريق العضو الجزائري بالجماعة الفضيل الورتلاني، والحركة العربية لتحرير فلسطين التي كان يرأسها الشيخ الجليل الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين.. كما ارتبطت الجماعة من خلالها بمعظم القيادات الإسلامية والتحررية في العالم الإسلامي مثل عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي في المغرب، والأمير شكيب أرسلان في سورية ونواب صفوي مؤسس حركة (فدائيان إسلام) في إيران وآل الندوي في الهند.. إلخ». 

 وقد حددت اللائحة التي تم وضعها لجماعة الإخوان العالمية واعتمدها المرشد العام للجماعة (الأستاذ عمر التلمساني) بتاريخ 9 شوال 1402هـ الموافق 1982/7/29، أهداف الجماعة ووسائلها:

«الإخوان المسلمون هيئة إسلامية جامعة تعمل لإقامة دين الله في الأرض، وتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف، ومما يتصل بهذه الأغراض:

  • تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس كافة وإلى المسلمين خاصة، وشرحها شرحا دقيقا يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها، ويدفع عنها الأباطيل والشبهات.
  • جمع القلوب والنفوس على مبادئ الإسلام، وتجديد أثرها الكريم فيها، وتقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية. 
  • العمل على رفع مستوى المعيشة للأفراد وتنمية ثروات الأمة وحمايتها. 
  • تحقيق العدالة الاجتماعية والتأمين الاجتماعي لكل مواطن، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة، وتشجيع أعمال البر والخير. 
  • تحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامي، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان، والسعي إلى تجميع المسلمين جميعا حتى يصيروا أمة واحدة.
  • قيام الدولة الإسلامية التي تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليا، وتحرسها في الداخل وتعمل على نشرها وتبليغها في الخارج. 
  • مناصرة التعاون العالمي مناصرة صادقة في ظل الشريعة الإسلامية التي تصون الحريات وتحفظ الحقوق، والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية على أساس جديد من تآزر الإيمان والمادة كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة.

ويعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق هذه الأغراض على الوسائل الآتية:

  • الدعوة: بطريق النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات، وتجهيز الوفود والبعثات في الداخل والخارج. 
  • التربية: بطبع أعضاء الجماعة على هذه المبادئ وتمكين معنى التدين قولا وعملا في أنفسهم أفراداً أو بيوتا، وتربيتهم تربية صالحة؛ عقديا وفق الكتاب والسنة، وعقليا بالعلم، وروحيا بالعبادة، وخلقيا بالفضيلة، وبدنيا بالرياضة وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكافل التام والتعاون الحقيقي بينهم؛ حتى يتكون رأي عام إسلامي موحَّد، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهما صحيحا ويعمل بأحكامه ويوجه النهضة إليه.
  • التوجيه: بوضع المناهج الصالحة في كل شؤون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والإدارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والتقدم بها إلى الجهات المختصة، والوصول بها إلى الهيئات النيابية والتشريعية والتنفيذية والدولية؛ لتخرج من دور التفكير النظري إلى دور التنفيذ العملي. والعمل بجد على تنقية وسائل الإعلام مما فيها من شرور وسيئات والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله.
  • العمل: بإنشاء مؤسسات تربوية واجتماعية اقتصادية وعلمية، وتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ، والنوادي، وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات وأعمال البر والإصلاح بين الأفراد والأسر، ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمخدرات والمسكرات والمقامرة، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة، وشغل الوقت بما يفيد وينفع. ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة طبقا للوائح خاصة. 
  • إعداد الأمة: إعدادا جهاديا؛ لتقف جبهة واحدة في وجه الغزاة المتسلطين من أعداء الله؛ تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة». 

   وفي هذا كله يرى الإخوانُ- وكان ذلك بتوفيقٍ من الله عزَّ وجل- أنَّ مهمتهم ودورهم الحقيقي ليس محاكمةَ الناس أو إدانتهم، وإنما دورُهم أن يكونوا أطباءَ يشخِّصون العلة، ويساعدون المريض على تناول الدواء، إنهم لم يطلبوا من الناس أن يلتزموا بمستوى الصحابة، وإنما فتحوا عيونَهم على ما في حياةِ الصحابة من عظمةٍ وسموٍّ، وأسوة وقدوة وبساطة وصدق.

    لم يجلس الإخوان في الأبراج بعيدًا عن الناس، وإنما ذهبوا إليهم في بيوتهم وكفورهم ونجوعهم، يعرضون عليهم هذه الرسالة، ويخاطبونهم بما يفهمون، يُذكِّرونهم ويعلِّمونهم من غير استعلاء ولا منٍّ ﴿بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات: من الآية 17].

هذا جانب من منهجنا في الإصلاح والتجديد، وهذا هو طريقنا مع القريبِ والبعيد، والحاكم والمحكوم، صِدْقٌ في النصيحة وتجرَّدٌ في القولِ والعمل، وعطاءٌ دائمٌ، حتى يفتحَ الله بالحق وهو خير الفاتحين.

يتبع إن شاء الله تعالى

والله أكبر ولله الحمد