كلمة أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [إبراهيم: آية 5]
الحمد لله رب العالمين، معز المؤمنين المجاهدين، ومذل المستكبرين، وقاسم ظهور المجرمين، ولو بعد حين. والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه، ومن جاهد جهاده إلى يوم الدين.
وبعد،
يا أبناء شعبنا الحر العظيم الصابر الأبي،
ومجاهديه ومقاوميه في غزة العزيزة، وفي الضفة الباسلة، وفي عاصمتنا المقدسة، وفي كل فلسطين والشتات. يا أبناء أمتنا الإسلامية والعربية، ومقاتليها الأوفياء في كل الجبهات والساحات، في لبنان واليمن والعراق وإيران، وفي كل مكان. يا كل أحرار العالم، من المحيط إلى المحيط، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد عام من بداية معركة طوفان الأقصى والحرب الصهيونية على أهلنا وشعبنا، نخاطبكم من غزة العصية الصامدة القاهرة لعدوها، الشاهدة على زمن الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها، ولا ما أصابها من لأواء، حتى يأتي وعد الله.
عام على عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحا في العصر الحديث بفضل الله، والتي استهدفت فرقة عسكرية معادية مجرمة معززة بكل منظومات القتال والاستخبارات.
عملية هزت العدو الصهيوني وغيرت وجه المنطقة، والتي ضربنا فيها العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة في غزة بكافة فصائلها مراحله النهائية.
وبعد أن وصل عدوانه على الأقصى مرحلة خطيرة غير مسبوقة، وبعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى، وانتهاك كل المحرمات والحصار المطبق على غزة، بعد كل هذا، كان القرار بتنفيذ الهجوم الاستراتيجي التاريخي ضد فرقة غزة وحامياتها العسكرية وطوقها الاستيطاني المقيت، الذي يجثم على قلوب أهلنا، ويحاصرنا، ويرتكب ضدنا منذ عشرات السنين، كل الجرائم التي عرفتها الأمم.
واليوم، فإن ملخص الواقع في المنطقة بعد عام من طوفان الأقصى، هو كالتالي:
شعب فلسطيني أسطورة، على كل قصص البطولة قبل غزة أن تتوارى خجلا من عظمة شعبنا الذي يعلم الدنيا معنى الكرامة، وعشق الأرض، والتوق للحرية، ومقاتلة المحتلين، والصمود الأسطوري، رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطؤها.
ورغم بطش العدو ومن ورائه، من قوى البغي والإجرام وعلى رأسها الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية، فالتحية لشعبنا العظيم السند والظهير والنصير. الذي لن تضيع تضحياته سدى بإذن الله. وما كان الله ليضيع إيمانكم وصبركم وثباتكم يا أهلنا، يا تاج رؤوسنا.
أما في محيط فلسطين، فجبهات مشتعلة تقاتل إلى جانب شعبنا وتسنده، وتقطع أمل العدو بالبقاء مستقراً. جبهات تقاتل العدو مباشرة اليوم وتلتحم معه، وتكبده خسائر كبيرة، وتسدد له الضربات المؤلمة من لبنان العظيم الشامخ، ومن اليمن الحر المقاتل، ومن عراق الحضارة والمجد. فتحلق مسيرات لبنان واليمن والعراق وصواريخها في سماء فلسطين المحتلة، وتضرب مواقع وأهدافاً مهمة للعدو، وتستنزف قدراته الأمنية والدفاعية. وتربك توازنه، وتكبده خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة. وتفرض عليه التهجير، وتغلق عليه المنافذ البحرية.
وتشتبك الجمهورية الإسلامية في إيران مع العدو الصهيوني، وتوجه له ضربات الوعد الصادق واحد واثنان. وتنهمر الصواريخ الباليستية على قواعد العدو بالعشرات، في سابقة تاريخية، وتكسر قواعد طالما رسخها العدو مع شعوب ودول المنطقة، أنه بعيد عن العقاب، ومستثنى من المحاسبة على جرائمه.
ويشعل البطل ماهر الجازي فتيل جبهة أردنية عربية أصيلة، ملتحمة شعوريا وتاريخيا وجغرافيا مع بلادنا وشعبنا. ويعيش الكيان الصهيوني في العالم ككيان وحشي، قاتل، مجرم، منبوذ من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة. كيان لا يفكر سوى في بناء الجدران والأسوار، والمناطق العازلة، والاستقواء بسلاح الجو أمريكي الصنع، والمنشأ، والتذخير والتوجيه. ولا يشد هذا الكيان إلا حبال الإدارات الأمريكية المعهودة، والتي ستنقطع مهما طال الزمن لا محالة. وحبال أوروبية استعمارية منبوذة، حتى من شعوبها. وأنظمة مطبعة عاجزة، مسكينة، لا تقف إلا في خانة المفعول به، ولا تمثل ضمير أمتنا بشيء.
والناظر إلى هذا الوضع يدرك أن العاقبة لشعبنا وأمتنا ومقاومتنا أمام كيان عمره الإجمالي أقل من عمر أحذية مساجد وكنائس غزة والقدس وبيت لحم والخليل ويافا ونابلس وصيدا، وصور وبيروت. وهذا العمر القصير لهذا الكيان، لم يعش فيه عاما واحدا دون مقاومة وقتال ومواجهة، تذكره كل ما حاول الاستقرار أنه يسرق أرضا عربية، ويحتل بلادنا التي تعود جذورنا فيها إلى آلاف السنين.
يا شعبنا وأمتنا، يا كل أحرار العالم، عام، ولا زلنا نقاتل في معركة غير متكافئة، عدواً، مجرماً، مجرداً من كل القيم الإنسانية، وحتى الطبائع الحيوانية. عام كامل مكلل بالبطولات والتضحيات والعطاء والصبر، ويواصل مجاهدونا ومقاومو شعبنا من كل الفصائل حالة صمود وقتال بطولي بكل عزيمة وصلابة وبأس، في كل شبر من قطاع غزة.
فحيثما تواجد جنود العدو أو آلياته أو حشوده العسكرية يواجه بقتال بطولي غير مسبوق ولا معهود في الحروب التي عرفها العصر، قياسا بظروف الأرض وموازين القوى، وطبيعة المعركة في عمليات نوعية هجومية ودفاعية في كافة محاور القتال. في رفح وخان يونس والوسطى، وفي غزة وفي الشمال. أسقطنا فيها بقوة الله، آلاف جنود العدو بين قتلى وجرحى، ودمرنا وأخرجنا عن الخدمة، مئات الآليات العسكرية، واستهدفنا جنوده بالقنص والكمائن والالتحام المباشر البطولي.
وقد طورنا بفضل الله تكتيكاتنا وتشكيلاتنا القتالية وأساليب عملنا بشكل مستمر ومتواصل، وغير متوقع للعدو بما يتناسب مع الظروف الراهنة، ومع كل السيناريوهات المتوقعة، وبما يضمن بعون الله وقوته نجاح قرارنا وخيارنا، وهو الاستمرار في المواجهة في معركة استنزاف للعدو، طويلة وممتدة، ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب.
يا أهلنا، يا شعبنا، يا أمتنا.
إن مما يشرف مقاومتنا وحركتنا وكتائبنا في هذه المعركة وفي كل مسيرتها، أنها تقدم الشهداء من قادتها قبل جندها. وإن الاحتفاء الصهيوني باغتيال قادة حركتنا وقادة المقاومة، وعلى رأسهم قائد الحركة المجاهد الكبير إسماعيل هنية رحمات الله ورضوانه عليه، والقائد الكبير الشهيد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، تقبله الله وغيرهم من قافلة الشهداء الأبرار في كل الجبهات، لهو أكبر دليل على أن هذا العدو المتغطرس لا يفهم دروس التاريخ. ولا حقائق الواقع. ولا ثقافة وإرادة شعبنا وأمتنا.
ففرحته بالاغتيالات هي مسكن وهمي، مخادع. وفرحة قصيرة. وسكرة طارئة. فمتى كانت الاغتيالات نهاية المطاف لحركات التحرر والمقاومة في أي مكان في العالم، وخاصة في تاريخ وحاضر ثورتنا الفلسطينية والعربية، فلو كانت الاغتيالات نصراً، لانتهت المقاومة ضد الاحتلال منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام في أحراش يعبد في جنين قبل 90 عاماً. ولو كانت الاغتيالات نصراً، لما نفذت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى بعد 20 عاماً من اغتيال أبرز مؤسسي حماس والقسام.
ولو كان البطش وهدم البيوت والانتقام من الأبرياء يوقف المقاومة، لما كان أبطال غزة يمرغون أنف العدو في كل شارع وزقاق بعد حرب إبادة وحشية، ولما كان أبطال الضفة اليوم ينتفضون ويقاتلون ويؤرقون العدو من جنين إلى الخليل بعد 22 عاماً من عدوان ما سمي بعملية السور الواقي.
فسياسة الاغتيالات بحق العظماء الأبطال، هي خاتمة الخير، وعلامة النصر الحقيقي للأحرار. وهي في نفس الوقت حسرة وخيبة على المعتدين. لذا عقب عليها ربنا العليم الحكيم بقوله سبحانه: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: آية 30]. نحن نعمل بإرادة الله وعلى عينه. يخلف القائد قادة والجندي عشرة، والشهيد ألف مقاوم. فهذه الأرض تنبت المقاومين، كما تنبت الزيتون، وتورث الإباء للأجيال، كما ورثته من آلاف الأنبياء والصحابة والصالحين والمجاهدين الراقدين في ترابها المقدس.
يا أهلنا، يا شعبنا، يا كل أحرار العالم.
إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبعد عام من بدء معركة طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني على شعبنا، وعلى شعوب أمتنا، نؤكد على ما يلي:
أولاً،
إن ما يجري في الإقليم اليوم من عمليات إسناد للمقاومة في غزة، ومشاركة فعلية في معركة مفتوحة متصاعدة، وحالة الحصار البحري والتهجير التي تفرضها جبهتي اليمن ولبنان بشكل خاص، وعمليات المقاومة العراقية المتصاعدة والفعالة، رغم حجم التضحيات والإجرام الصهيوني ضد شعوب المنطقة، هي مواقف مقدرة وعظيمة في نظر شعبنا وضميره وشعوره.
وإننا نشد على أيدي إخواننا في كل قوى المقاومة في المنطقة، ونوجه التحية لهم ولشعوبنا الشقيقة المؤمنة الحرة، ونقول اليوم لإخواننا المقاتلين في حزب الله في لبنان، إننا على ثقة بصلابتكم وبأسكم في تكبيد قوات العدو الصهيوني خسائر ضخمة ومؤلمة، كما توعد الشهيد السيد حسن نصر الله في مواقفه المعهودة العظيمة.
وإننا إذ أنهكنا على مدار عام في غزة هذا الجيش المأزوم، بعد هزيمته المذلة في 7 من أكتوبر، وأفقدناه نسبة كبيرة من قدراته في ذراع البر، وقتلنا قوات نخبته المزعومة بالمئات، والتحمنا مع جنوده وجهاً لوجه، فلم تغن عنهم طائراتهم ودباباتهم واستخباراتهم شيئاً، فإننا على يقين بأنكم ستكملون المهمة بهمة واقتدار وكفاءة بعون الله، إن تجرأ العدو على ارتكاب الحماقات على أرض لبنان العظيم.
وهنا لا يفوتنا أن نبارك جهود جبهة اليمن المباركة التي يخوضها إخوان الصدق، أنصار الله، كما ونثمن بكل اعتزاز الحراك الشعبي المليوني الذي لم يتوقف منذ عام كامل لأهلنا الأحرار في اليمن الأبي المعطاء. فنداءاتهم وهتافاتهم الصادقة، وغضبهم لله وللأقصى، يقرع الآذان، ويرفع الرؤوس، ويشحذ الهمم.
كما نقدر كل حراك الشعوب الصديقة والشقيقة حول العالم في كل القارات والدول بلا استثناء.
ثانياً،
إن ما يحدث اليوم في الضفة الغربية والقدس المحتلة من حرب عدوانية همجية، ليس آخرها مجزرة طولكرم. ما يجري في مخيمات ومدن الضفة اليوم، يؤكد بأن جرائم حرب العدو في غزة هي سياسة ممنهجة في كل مكان يتواجد فيه شعبنا، لذا فإن قرارنا بإشعال طوفان الأقصى كان صرخة في وجه هذا العدو، والعالم الصامت أو المتآمر أو العاجز أمام قهر شعبنا، ومحاولات طمس هويتنا.
فماذا صنع العالم لأهلنا في الضفة؟ الذين يمارس فعلياً بحقهم التهجير والإبادة الممنهجة البطيئة. إن هذا الاحتلال، وخصوصاً حكومته الحالية الإرهابية، لا يريد أن يرى فلسطينياً غرب نهر الأردن. وهذا واضح من خرائط المجرم النازي نتنياهو، والذي تبجح بعرضها أمام العالم. لذا، فقد فهم مقاومو شعبنا وشبابه ومجاهدوه من كل أطيافهم أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وأن السلاح لا يواجه إلا بالسلاح. ولقنوا العدو دروساً قاسية في ضفة العياش والكرمي، وطوالبة، والنابلسي والقواسمي، والعروري.
وما عملية يافا الأخيرة، وما سبقها من عمليات بطولية لمجاهدينا في الضفة إلا حلقة فيما هو قادم، وما سيراه العدو أعظم وأقسى بعون الله، وإن كل الأهداف في أرضنا المحتلة مستباحة، كرد على الإبادة الجماعية لشعبنا.
فتحية لمجاهدينا ومقاتلي شعبنا الأبطال في جنين، وطولكرم وطوباس، ونابلس وقلقيلية وسلفيت وأريحا ورام الله والقدس وبيت لحم والخليل، فقد هزت عملياتكم كيان العدو. وندعوكم لتصعيدها للرد على عنجهية حكومة العدو النازية. فآمال شعبنا وكرامته طالما كانت رديفة لفوهات البنادق وضربات الرد المقدس ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال.
ثالثاً،
بخصوص ملف أسرى العدو والتبادل، نقول لجمهور الاحتلال ولعائلات أسراهم خاصة:
إنه كان باستطاعتكم أن تستعيدوا جميع أسراكم أحياء منذ عام، لو أن ذلك ناسب طموحات نتنياهو وتوافق مع مصالحه. وقد حرصنا منذ اليوم الأول على حماية الأسرى لدينا والحفاظ على حياتهم، فلا يعقل أن نقصد قتلهم أو إيذاءهم، فهذا ليس من أدبياتنا، ولا من تعاليم ديننا الأعظم.
ناهيك عن هدفنا الإنساني في اتخاذ الأسرى أصلاً لمبادلتهم بأسرانا وبحقوق شعبنا. وبالتالي، فإن ما حدث مع الأسرى الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين، طالما تعنت نتنياهو وحكومته الدموية. وطالما وضعوا العراقيل أمام صفقة التبادل، كما يشاهد ويشهد كل العالم.
وإننا نكرر القول ونؤكد بأن لدينا تعليمات لكل المجموعات المكلفة بحراسة الأسرى، بأن دخول أي منطقة في إطار مناطق القتال والاشتباك ينقل مصير أسرى العدو إلى تقدير الحراس المباشرين لهم. وهذا أمر مسلم به وقاطع، ولا جدال فيه. فمنطقة الاشتباك قد يتعرض فيها الأسرى لخطر تقاطع النيران، كما حدث في حالات معينة. وربما لنيران العدو نفسه، كما حدث في الكثير من الحالات، وغيرها من السيناريوهات الخاضعة لتقدير القادة الميدانيين المباشرين في منطقة العمليات.
ولا يخفى أنه وبعد مقتل عدد كبير من أسرى العدو بنيرانه أو بتسبب جيشهم وحكومتهم، فإن حالة الأسرى المتبقين المعنوية والصحية باتت في غاية الصعوبة. وإن المخاطر عليهم تزداد يوماً بعد يوم.
وخلاصة القول، أن مصير أسرى العدو مرهون بقرار من قيادة حكومة الاحتلال. وإن هذا الأمر في غاية الجدية والخطورة. ولا نستبعد إدخال ملفهم إلى نفق مظلم ومغلق ومؤجل إلى أجل غير مسمى. أي ربما يكون 100 رون أراد جديد يلوحون في الأفق. ليكون ذلك أكبر علامة فشل استراتيجي وأخلاقي للعدو في تاريخه.
رابعاً،
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى، ندعو إلى أكبر تضامن إسلامي وعربي وعالمي مع الشعب الفلسطيني وقضيته، ومع المقاومة الفلسطينية. إسنادا عسكريا بالسلاح والمال والعتاد. وشعبيا وجماهيريا، بالتظاهر والاحتجاج والمقاطعة للعدو وحلفائه. وندعو إلى إطلاق أكبر حملة إعلامية عربية وإسلامية ودولية لإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة آلة الكذب الصهيوأمريكية المضللة والكاذبة.
كما ندعو إلى أوسع هجوم سيبراني على الكيان الصهيوني من كل محبي الشعب الفلسطيني، والمقاومة من خبراء الحرب الإلكترونية. فيجب أن يفهم الصهاينة أنهم منبوذون من كل العالم الحر. وأن مظلة العار التي توفرها لهم الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية الأوروبية هي مظلة مخرقة، ولا تقي من الحقيقة الدامغة كالشمس.
كما نتوجه بالدعوة إلى نخب وعلماء ودعاة الأمة إلى تجاوز حالة التضامن القلبي واللفظي الخجول، إلا من رحم ربي. ونقول لهم يا علمائنا ودعاة أمتنا، فهل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى المبارك، ذات صباح، لا سمح الله؟ ونحن إذ ودعنا شهر مولد نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فإن نصرة نبينا بنصرة مسراه، ومعراجه إلى السماء الذي يشتمه فيه كل يوم شذاذ الآفاق، ويدنسونه، ويحاولون هدمه وتهويده علناً، لذلك فإن أضعف الإيمان استنفار علمائنا في كل الأمة لتبيان حقيقة الصراع والبيان الشرعي الواضح والصريح، والمتواصل بخطورة ما يتعرض له شعبنا ومقدساتنا، ولمشروعية معركتنا وقدسيتها، ولبيان فريضة الجهاد على الأمة بكل ما تملك من موارد، لنصرة أقصاها وأرضها المقدسة.
وتغييب الخطاب الطائفي الذي يمزق ويفرق الأمة، فهذا هو المأمول منكم يا أحفاد العز بن عبد السلام، وابن حنبل، وابن تيمية وغيرهم من علماء الإسلام العاملين المجاهدين الذين أضحوا قدوة للأمة ولأجيالها عبر العصور بمواقفهم الشجاعة المشهودة في القضايا المفصلية الكبرى للأمة.
ختاماً،
التحية لأرواح شهدائنا الأبرار الأطهار الذين ارتقوا ويرتقون في أعظم معركة من أجل دين الله، ومن أجل مسرى نبيه، ولأجل هدف وأعدل قضية عرفها التاريخ. والشفاء للجرحى والمصابين، والحرية لأسرى الحرية الأبطال في سجون الظلم النازية.
والتحية لشعبنا العظيم المعطاء الصابر المنتصر بعون الله ولمجاهدينا الأبطال في كل الثغور والساحات والجبهات.
(وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: آية 104]
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته