الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

نداء إلى النخب العربية والإسلامية: تصدّوا لحملة التشويه الممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية

نداء إلى النخب العربية والإسلامية: تصدّوا لحملة التشويه الممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية

تتابع جماعة الإخوان المسلمين باستنكار بالغ ما تتعرض له المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة “حماس”، من حملات تشويه وتحريض متصاعدة في وسائل الإعلام العربية، مستغلةً الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتفاقم معاناة أهله جرّاء الحصار والتجويع، في محاولة لإضعاف صمود الشعب الفلسطيني وكسر إرادته.

ونؤكد أن هذه الحملات، التي يتزعمها الاحتلال وأذرعه الإعلامية، وتنساق خلفها بعض الأصوات المحسوبة على الأمة العربية، لا تستهدف حماس وحدها، بل تطعن في صميم المشروع التحرري الفلسطيني، وتمهّد الطريق أمام تصفية القضية وتمرير مشاريع التطبيع.

وانطلاقًا من هذا الظرف الفاصل، فإننا نتوجه بنداء عاجل إلى السادة الكُتّاب والمفكرين والسياسيين والإعلاميين وقادة الرأي في العالم العربي والإسلامي؛ للقيام بدورهم التاريخي والشرعي على كل صعيد من أجل:

1- التصدّي العلمي والموضوعي لحملات التشويه الممنهجة، وتفنيد الشبهات والاتهامات المغرضة التي تهدف إلى شيطنة المقاومة والنيل من شرعيتها، رغم أن حركات التحرر الوطني مشروعة بموجب الشرائع السماوية والقانون الدولي.

2- تعزيز خطاب الصمود الفلسطيني وتثبيت الوعي الجمعي بطبيعة المعركة، وتوعية الجماهير بأن الاحتلال هو المسؤول الأول عن الحصار والتجويع والدمار، وأن كل محاولات التشكيك تخدم أهداف العدو.

3- توجيه سهام النقد وتحميل المسؤولية إلى العدو الذي يمارس الحصار والتطهير العرقي، وإلى الحكومات العربية التي لم تعمل على كسر الحصار، وإدخال المساعدات، والتصعيد السياسي والقانوني ضد ممارسات الاحتلال.

4- التأكيد أن قوة المقاومة تمثل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي، خاصةً لدول الطوق (مصر، الأردن، سوريا، ولبنان)، في مواجهة كيان توسعي لا يُخفي أطماعه في الأرض والهوية والسيادة.

5- الدعوة إلى اصطفاف الشعب الفلسطيني بكل أطيافه خلف المقاومة، وتوحيد الصف الوطني، وتفويت الفرصة على العدو من زرع الشقاق لإضعاف الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني المجاهد.

6- التنبيه إلى ضرورة بقاء الجماهير العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، في حالة يقظة مستمرة في الدعم الإعلامي والنفسي والمعنوي للمقاومة، حتى لا يتجه العدو إلى مزيد من التصعيد بهدف تصفية القضية الفلسطينية، ونحن مشغولون عنهم.

وأخيرًا نؤكد أن المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس، لا تمثل فصيلاً بعينه، بل تعبّر عن إرادة الأمة في أعز وأقدس معاركها، ووقوفكم معها في هذه اللحظة التاريخية، واجبٌ أخلاقي، وقومي وشرعي.

ولتكن كلماتكم سلاحًا يُكمل طريق الشهداء، ويثبت أن هذه الأمة لم تمت، وأن صوتها لا يزال يعلو فوق حملات التخذيل والتشويه، ولتكونوا لأولئك المجاهدين الصامدين سندًا وعونًا وصوتًا يبلغ قومنا. قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾. التوبة [122]
وقال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]

الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
الخميس 10 ذو القعدة 1446هـ؛ الموافق 8 مايو 2025م