الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

بيان في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد

بيان في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد

تتقدم جماعة الإخوان المسلمين بأخلص التهنئة إلى الشعب المصري، وإلى رجال القوات المسلحة، بمناسبة ذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد، اليوم الذي سطّر فيه المصريون ملحمةً لا تُنسى من البطولة والإقدام والعزيمة والإيمان.

لقد كان يوم السادس من أكتوبر يومًا مشهودًا في تاريخ الوطن وفي سجل العسكرية المصرية؛ يومًا أكد فيه الشعب ثقته بذاته، وأثبتت فيه قواتنا المسلحة أن الإرادة الوطنية حين تتجسد في إعداد علمي ومهني رفيع، فإنها قادرة على تخطي المستحيل. لقد كان العبور العظيم وتحطيم خط بارليف شهادةً على قدرة المصريين على تصحيح المسار، وتجاوز الأخطاء، وصناعة النصر بعقولهم وسواعدهم، فأسقطوا أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” المزعومة، وأعادوا للوطن كرامته وللعرب روحهم.

سيظل تاريخنا الوطني يذكر بفخر واعتزاز تضحيات رجال القوات المسلحة: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران: 169). وسيظل وفيا لذكرى القادة الذين أحسنوا التدبير والإعداد، والجنود الذين واجهوا النار بصدورهم المفتوحة، مؤمنين بأن "الله أكبر" وأن النصر من عند الله.

إن روح أكتوبر ليست ذكرى تُروى فحسب، بل هي عقيدة مستمرة وواجب دائم. فكما كان بالأمس تحرير الأرض واجب الساعة، فإن واجب اليوم هو الدفاع عن الأمن القومي المصري في وجه أخطارٍ تتجدد، وعدوانيةٍ إسرائيلية تراهن على القوة والغطرسة وتتجاهل حدود الدول وحقوق الشعوب، في تمسكٍ مستمر بوهم “إسرائيل الكبرى”.

إن من أهم دروس أكتوبر الخالدة أن جيش مصر إنما وُجد ليحمي الأرض والعرض والسيادة، وأن أعظم قوته إنما تتجلى حين يتفرغ لمهمته المقدسة في الذود عن الوطن، والإعداد لمواجهة التحديات العسكرية التي تفرضها البيئة الإقليمية المتقلبة.

لقد كان النصر ثمرة إخلاصٍ وتفرغٍ واحترافٍ عسكري رفيع، {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} (الأنفال: 60). وإن صون النصر اليوم يستلزم أن تبقى المؤسسة العسكرية على عهدها، راسخة في عقيدتها القتالية، مكرَّسة لرسالتها الأصيلة في حماية الحدود وصون الأمن القومي، متماسكة مع شعبها الذي يرى فيها درعه الأمين وعماد استقراره وبقائه.

إن التحديات والتهديدات الماثلة اليوم تتطلب إيقاظ روح أكتوبر الكامنة في وعي المصريين؛ فهي التي تجعل هذا الشعب، وقت الأزمة، صفًا واحدًا لا يتراجع. كما تتطلب أن يكون إعدادنا العسكري شاملاً ومتكاملاً، وأن تكون شراكاتنا الإقليمية والدولية راسخة وفعالة، بما يضمن قدرتنا على حماية أمننا وحدودنا ومصالح الوطن العليا في عالمٍ مضطربٍ لا يعترف إلا بالقوة وينحاز بصورة سافرة لكيان الاحتلال الغاصب.

فلنستحضر من ذكرى أكتوبر هذا الدرس البليغ: أن النصر لا يُورث، بل يُصنع كل يوم بالإعداد، والعمل، واليقظة، والإيمان بوطنٍ لا يُهزم ما دام أبناؤه مخلصين له.

عاشت مصر حرةً عزيزة،
وعاشت قواتها المسلحة درعًا وسيفًا للوطن

جماعة “الإخوان المسلمون” مصر
السبت 13 ربيع ثاني 1447هـ؛ الموافق 5 أكتوبر 2025م