الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

نداء الإخوان بخصوص النزاع الباكستاني الأفغاني

نداء الإخوان بخصوص النزاع الباكستاني الأفغاني

الحمد لله وحده، جعل الإيمان رابطة جامعة، فقال: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾.
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه".
أما بعد:

نتابع ببالغ القلق تصاعد الخلاف بين جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية أفغانستان الإسلامية، إلى حد استخدام القوة بين البلدين، وإغلاق المعابر، وتهديد أمن البلدين الإسلاميين واستقرار المنطقة.

وتؤكد الجماعة أن أواصر الأخوة الإسلامية، والهوية، والتاريخ المشترك بين الدولتين، كلها عوامل تدفع إلى أن يكون حل النزاعات عبر الحوار السياسي الهادئ، والتفاوض الجاد، في إطار من احترام الحقوق المعتبرة شرعاً لكل طرف، قال تعالى: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر﴾؛ ولا تكون -أبداً- آلة القتل طريقاً لحسم الخلاف.

فإن أي نزاع عسكري بين بلدين إسلاميين لا يخدم سوى أعداء الأمة الإسلامية، أولئك الطامعين في ثرواتها، المستهدفين ضرب وحدتها، وإضعاف شعوبها. وقد عانت كلتا الدولتين من الصراعات نتيجة الأطماع الخارجية، وما زالتا تعانيان وتكابدان آثارها. ثم نحن اليوم نقف متناحرين بديلاً عن التعاون والتآزر الذي دعا إليه الإسلام.

لذلك، فإننا ندعو الطرفين إلى الوقف الفوري لأي عمل عسكري يسهم في تعقيد الموقف، والبدء في حوار سياسي جاد يرفع الخلاف، ويحقق الأمن والاستقرار.

وفي هذا الصدد، تهيب الجماعة بقادة الدول الإسلامية الكبرى أن يبادروا إلى تقديم وساطات فاعلة تنهي هذا التصعيد، وتوقف إطلاق النار بشكل دائم، وتفتح قنوات التفاهم، لتأمين صلح دائم يصون الحقوق ويحفظ الدماء. قال الله تعالى: ﴿َوإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا…﴾ [الحجرات: 9]؛ فإن الصلح والإصلاح بين الإخوة واجب شرعي.

كما ندعو علماء الدين، والسياسيين، وقوى المجتمع المدني في كلتا الدولتين، إلى تبني العمل على تهدئة الأوضاع، وتغليب صوت العقل، ورأب الصدع بين البلدين الإسلاميين، والدفع في اتجاه سلام عادل.

إن العالم الإسلامي كله، شرقه وغربه، يتطلع إلى باكستان، الدولة القوية بشعبها، الداعمة لقضايا الأمة. كما يتطلع إلى أفغانستان، الدولة الوليدة التي صبرت وظفرت بعد طول جهاد، وهي في طور البناء، أن تستقر وتنمو. ولا يكون ذلك للدولتين في ظل الاستجابة لثارات الحروب والصراعات.

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: 73].

حفظ الله باكستان وأفغانستان لشعبيهما أمناً وأماناً، وللأمة الإسلامية ذخراً وسلاماً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
الخميس 24 ربيع الآخر 1447هـ؛ الموافق 16 أكتوبر 2025م