الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

ربح البيع أبا عبيدة.. ربح البيع أيها القادة الشهداء

ربح البيع أبا عبيدة.. ربح البيع أيها القادة الشهداء

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111].
على درب الشهداء ارتقت ثُلّةٍ مباركة من القادة الكبار في كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، يتقدمهم الشهيد القائد حذيفة الكحلوت (أبو عبيدة)، وهم: القائد الكبير محمد السنوار؛ قائد هيئة الأركان، والقائد الكبير محمد شبانة؛ قائد لواء رفح، والقائد الكبير حكم العيسى؛ قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، والقائد الكبير رائد سعد؛ قائد ركن التصنيع العسكري. أولئك الذين سطروا بدمائهم صفحات من البطولة، أرغمت العدو وأذلت كبرياءه.

لقد كان لخبر استشهاد (أبي عبيدة) كبير الأثر في نفوس الأمة الإسلامية جمعاء. هذا الملثم الذى حمل معنى التجرد، حتى من اسمه وصورة وجهه، ليرسم بكلماته وغطاء وجهه صورة فلسطين المقاومة. ارتقى صوت فلسطين الصادق، وصوت طوفان الأقصى الهادر. الصوت الذى طالما انتظرته قلوب معلقة بآمال النصر، تتحسس الميدان من نبض كلماته، وتتنسم انفاس العزة والرجولة والكرامة من وقعها وإيقاعها؛ كلمات تتلألأ بنور الإيمان، وتزدان بآي القرآن فتربط الأرض بالسماء، وتربت على قلوب أضناها الألم، والأمل في نصر الله القريب.

ونؤكد أن رحيل القادة الشهداء الخمسة ما هو إلا استكمال لمسيرة الشهداء على درب تحرير فلسطين، ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 146]. وإن الآمال العظيمة تستحق تضحيات عظيمة مثلها، وإن المقاومة من أجل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى مشروعة بموجب القوانين والأعراف الدولية.

فسلام على سبقوا من الشهداء، وسلام على من ينتظرون، وسلام على أهل غزة الصابرين الصامدين.. أسأل الله تعالى أن يعمهم بسلام وأمن من عنده وأن ينشر عليهم من رحمته. أولئك الذين أضناهم البلاء وأعياهم الحصار المطبق وظلم وخذلان الأقربين. (... فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [لمائدة: 52].

وختاما.. تبعث جماعة (الإخوان المسلمون) بخالص العزاء وصادق الدعوات والمواساة إلى شعب فلسطين وقياداته في رحيل القادة الأوفياء، سائلين المولى عز وجل أن يتقبلهم في الشهداء، وأن يرزقهم صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.  ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155-165].


الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
الثلاثاء 10 رجب 1447هـ؛ الموافق 30 ديسمبر 2025م