رسالة الإخوان المسلمين ..مقاومة العزة نصر من الله وفتح قريب
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد؛ تمر الأيام ومقاومةالشعب الفلسطيني المبهرة تقترب من تحقيق النصر الكبير بفضل الله،بينما الصلف الصهيوني يزداد تعثرا وتخبطا وارتباكا، وباستثناء هدم البيوت وقصف المستشفيات والمجازر التي يرتكبها ضد النساء والأطفال والمسنين والمدنيين العزل يعجز عن تحقيق أي تقدم عسكري ذي بال في ميدان المعركة أمام بسالة المقاومة وصلابة المجاهدين والأداء المحكم والرائع لكتائب المقاومة بمختلف اتجاهاتها.
إننا أمام معركة طرفها الأقوى ماديا هو العدو الصهيوني الذي يلقى الدعم الدولي والإقليمي الظالم، وللأسف يجد التواطؤ من بعض الأنظمة العربية في عدوانه الأرعن على أهلنا في غزة.
أما الطرف الأقوى روحيا ونفسيا ومعنويا بإذن الله فهو كتائب الجهاد التي تربت في مدرسة القرآن في بيوت الله وفي جوف الليل، زادها الإيمان، وسلاحها اليقين والثقة بالله، ليس لها من سند إلا الله وإيمانها بقضيتها العادلة، وبحقوقها الثابتة، ودعوات أبناء أمتها العربية والإسلامية التي تخلت كثير من أنظمتها - بل وكثير من إعلامييها ومثقفيها- عن دورهم الديني والقومي والوطني بل والإنساني، واصطف بعضهم في جرأة عجيبة مع أعداء الأمة ضد إخوانهم الذين يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها، وهم بإذن الله المنصورون الذين قَالَ عنهم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ ولَا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» وفي حديث آخر : « ظاهِرِين على مَن نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كالإِنَاءِ بينَ الأَكَلَةِ، حتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وهُمْ كَذَلِكَ».
قلنا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: «بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ».
إنهم المجاهدون الذين يكتبون بدمائهم وأرواحهم اليوم كتاب النصر للأمة، مع كل ما يجدون من خذلان، ومع كل ما يعانون من شدائد ولأواء من بعض بني جلدتهم ودينهم، وهم يمرغون في التراب أنف أقوي لواء في الكيان الصهيوني (لواء جولاني)، المعروف بقاهر الجيوش العربية، وأفضل ألوية جيش العدو تسليحا وتدريبا وجهوزية ، لكنه يقع في كمائن المجاهدين، ويوقعون به عشرات القتلى منهم قائده، ويأسرون أحد جنوده، دون أن يستطيع التقدم داخل أرض غزة، وهو الذي ينسب إليه احتلال أم الرشراش وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية في الحروب السابقة.
وهو ما دفع خبراء إسرائيليين للإقرار بفشل هدف العملية البرية على القطاع والتي دخلها الصهاينهة وهم لا يعرفون نهايتها.
ومع أن هذا الجيش الصهيوني قد تمكن في السابق في بضع ساعات من كسر جيوش عربية، فإنه لم يستطع بعد مرور خمسة عشر يوما من عدوانه الغاشم أن يحقق هدفا واحدا مما أعلنه من أهداف لعدوانه، إذ فاجأه المجاهدون بما لم يحتسب، واستمرت الصواريخ تنطلق إلى كل مكان في الكيان، وترسل ملايين الصهاينة إلى الملاجئ عدة مرات في اليوم، معلنة نقل المعركة بكل ثقة إلى قلب الكيان الغاصب، وإزاء هذه الانتصارات الاستراتيجية وأمام سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين من جنود الصهاينة في عمليات المقاومة الناجحة، ينطلق الجيش المهزوم كالثور الهائج يقذف حمم نيرانه على الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة والمدنيين، ليعلن فشلا أخلاقيا يضاف إلى فشله العسكري، وينطلق رعاته الدوليون والإقليميون في حركة نشطة لحمايته من الهزيمة المنكرة، فيطلقون المبادرات للتهدئة ووقف إطلاق النار.
وتبقى المقاومة الباسلة الملتحمة مع شعبها مصممة على انتزاع حريتها وإرادتها واستقلال بلادها، ورافضة لكافة الضغوط التي تمارس عليها تحت مسمى (مبادرات) يتبناها للأسف من كان يفترض أن ينتصر لأمته ولأشقائه وللحق، لكنه أبى إلا أن يكون في الموقع الخطإ من المعركة، وبإذن الله ستحقق المقاومة أهدافها، وستملي شروطها، وستجني ثمن انتصارها العسكري وتضحياتها الغالية، ولن يجد العدو الغاصب الغاشم ورعاته بدا من الاستجابة لمطالب المقاومة العادلة التي تمثل الحد الأدنى من الحقوق الطبيعية.
إننا ونحن في الأيام الأواخر من رمضان وعلى أعتاب عيد الفطر وعيد النصر إن شاء الله إذ نحيي المجاهدين الأبطال من مختلف فصائل المقاومة فإننا نذكرهم بأن هذا النصر إنما هو من فضل الله وتوفيقه ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾ ، ونؤكد لهم أن الأمة تلهج ألسنة بالدعاء لكم وتتعلق قلوبها بجهادكم، وتتطلع جماهير أمتكم إلى الاحتفال معكم بالنصر القريب على أبواب القدس إن شاء الله.
أما أبناء الأمة في كل مكان فإننا ندعوهم للوقوف بكل قوة إلى جانب المجاهدين في غزه وإلى جانب الشعب الفلسطينى، ودعم صموده بكل صور الدعم المادي، وبالتظاهر في كل الساحات والضغط على الأنظمة والحكومات لاتخاذ مواقف عملية قوية حتى ينتهي هذا العدوان ولا يتكرر ويرفع الحصار رفعا كاملا عن غزة العزة، وتفتح المعابر بشكل دائم أمام حركة الأفراد والبضائع، وينال الشعب الفلسطيني استقلاله الكامل ويقيم دولته الحرة على أرضه.
وندعو أبناء الأمة في هذه الليالي المباركة أن نستمِدَّ النصرَ للمجاهدين بالدُّعاءِ والابتهالِ والتضرُّعِ بين يدي الله أن يُعجِّل نصرَنا، وأن يَخْذلَ عدونا.
كما ندعو كل شعوب العالم الحر وكل الهيئات والمنظمات الدولية والجمعيات الحقوقية والمدنية إلى تبني قضية غزة وشعب فلسطين العادلة، والتصدي للمحرقة غير الإنسانية التي يرتكبها الصهاينة بحق هذا الشعب الحر.
أيها المجاهدون ، ثقوا بوعد الله بالنصر، وامضوا في جهادكم على بركة الله ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ .
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾.
والله أكبر ولله الحمد.