أبشروا واستبشروا وبشروا
أيها الصابرون والصامدون والقابضون على الجمر في زمن الفتن.لا تهنوا ولا تحزنوا ولا تتألموا وكونوا مع الله يكن الله معكم ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (الإسراء: 128) واعلموا أن الصراع قائم ومستمر بين الحق والباطل، وبين النافع والضار، وسالك الطريق وناكبه، وبين صاحب الحق و غاصبه، وبين المخلصين الغيورين واﻷدعياء المزيفين ولنعلم يقينا أن الله معنا فلا نحزن وأن الله سيهدينا ونستحق وعده ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة:21) واعلموا أن الباطل يريد شرا وليس معه الله ونحن نريد خيرا والله معنا فهل تظنوا أن الله بقدرته يترك أولياءه.
الله يريد لنا أن نتحرر ونتجرد له بالكلية ولا نتعلق إلا به سبحانه ولا نتعلق بشخص أو حدث نظن فيه طوق النجاة ففي بدر خرج المسلمون للعير وكان النفير وفي أُحد خرج المسلمون وفي بعض نفوسهم لعاعات من الدنيا أرادهم لله خلصاء متجردين.
ولتعلموا أن نصر الله متحقق في الثبات والصمود والاستمرار والتخذيل عن المؤمنين ونصر الله في أن تكون رقما صعبا في المعادلة، فالكل انكشف ثم أخذ يتلفت باحثا عنك.
نصرالله في أن تكون حياتك في سبيل الله ونصر دين الله أن تدير الصراع بعزيمة وتحد ولا تنكسر ولا تتعلق إلا بالله.
وعلينا أن نعمل جاهدين ندرك الحقائق والأشياء ونحلل المواقف حتى نصل لحقيقة مؤداها أننا أصحاب دعوة وطلاب آخرة ورجال المرحلة وبيدنا طوق النجاة فأنت أخي الحبيب شجرة سامقة وسامية وعالية تضرب بجذورها في الأعماق وتناطح السحب وتتأبي على الانكسار وتتعالى على المحن ورغم ذلك تعطي الجميع من حلوها.
فلنعد للقرآن نتلوه ونتعرف عليه ونتامل فيه ونفهم مقاصده ونطبق تعاليمه ففيه السكينة وتطييب الجراح وفيه اليقين في نصر الله وفيه التسرية وفيه الثقة وفيه كل شيء تريده فالله برحمته يدافع عنا فأي شرف وأي كرامة أن يدافع عنا الله ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ (الحج: 38) ولا تخف ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (يونس:60) أفبعد ذلك أراك منخذلا أو منكسرا !!!! أيها الإخوان أنتم فكرة وروح، فكرة تضم كل المعاني الإصلاحية، وأنتم روح جديد تسري في هذه الأمّة فتحييها بالقرآن العظيم؛ لذلك كل من يخدم الأمّة، ويحرس الوطن، ويصلح في المجتمع، ويحارب الفساد، ويدافع عن مصالح المستضعفين، ويعمل على ترسيخ العدالة ونصرة قيم الحق، ونشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، فهو من الإخوان، أو من أنصار فكرتها الجامعة و خارطة عملنا الفسيحة ينبغي أن تغطي جميع هذه الجوانب الخاصة منها التربوية والعلمية والثقافية من أجل إعادة توجيه البوصلة إلى ضرورة الإنجاز في البناء الاجتماعي والمجتمعي الذي يشكل الحاضنة الحقيقية ولإنجاز بناء البيئة الصحية والمشاركة الفاعلة المجتمعية في بناء الأمة وتحقيق التدافع مع الباطل.
أيها الإخوان اهتموا بصناعة قادة المستقبل.
نربيهم على الإخلاص والقلب السليم الذي ليس فيه إلا ﷲ عز وجل والتجرد لدعوتهم عما سواها من الهيئات والأشخاص ولنحذرهم الفتن ما ظهر منها وما بطن واليقين في وعد اﷲ والأخذ بالأسباب.
والتركيز على الكيف قبل الكم اعرضوا دعوتك بالحكمة قبل الموعظة الحسنة ولنتسلح بمخافة الله فمن خاف اﷲ.
خوف اﷲ منه كل شيء.
نريد أن نقدم للناس النموذج الذي يحبب الناس في الإسلام نريد أن نظل في مجتمعاتنا القلب منها فنضخ فيها الروح، والنزول إلى المسجد لنتصل بالناس والمجتمع ندعوهم إلى الله ونحببهم إلى الخير والعمل إليه والفضيلة ونحثهم عليها ونبغضهم في الرذيلة ونحذرهم منها.
سنن النصر والتمكين أيها الإخوان أنتم روح تسري في هذه الأمة فتحيها بالقرآن.
فأمة الإسلام أمتكم.
ونحن الطليعة الرائدة لهذه الأمة المسلمة.
نحن منها وهي منا ولا ننفك عنها ولا تنفك عنا وسنقودها إن شاء الله إلى النصر وسنحييها بالقرآن وتصحيح المفاهيم وإحياء الشعور الديني وترسيخ القيم والوعي بالواقع والمعرفة وتكوين جميع عناصر القوة بحركة جادة لا بحركات هزلية.
ابذلوا كل ما في وسعكم في الأخذ بأسباب النصر والتمكين ابذلوا ما في وسعكم في الأخذ بالعلم النافع والفهم الصحيح والإخلاص لله وحسن القصد إليه والعمل الصالح الفعال المنتج، وربٌّوا أنفسكم على ذلك وبلغوهُ للأمة قدر استطاعتكم، حتى تعرفكم الأمة وما أنتم عليه من الحق، وتعرف أعداءها وما هم عليه من فساد أو إفساد، ووحدوا صفكم ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ولتجتمع قلوبكم وأفئدتكم، وكونوا قدوات في الصبر والجهد والجد والتجرد لله وترك حظوظ النفس وخذوا بالأسباب المادية المباحة والمتاحة لكم، ولا تعتمدوا عليها بل اعتمدوا على مسبب الأسباب، ومن بيده ملكوت السموات والأرض، وانتظروا نصره المبين الذي وعد به عباده المؤمنين.
﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدَامَكُم﴾ (محمد: 7).
ولا تنسوا قوله - تعالى -: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (الفتح: 7).
كونوا على يقين بتدخل قوة الله - عز وجل - وظهور الآيات والزموا اللجوء إلى الله والاستعانة به والتضرع بين يديه لاستجلاب النصر ولا ترهبكم قوة أعدائكم فقوة الله عز وجل فوق قوتهم ونواصيهم بيده دمرها عليهم وأبطل مفعولها.
ولكن هذا لا يكون إلاَّ لمن حقق أسباب النصر والتمكين.
أبشروا وبشروا من وراءكم لن نكفّ عن تذكير بعضنا ومجتمعاتنا بأننا نستحق حياة أفضل وأكرم مما نحن فيه.
لن نملّ من الطرق على أبواب الضمائر الحية أنها تستطيع الحصول على دولةٍ تجد فيها حياة أغنى وأرقى، بدلًا من موت أرخص.
فالعجز ليس قدرًا، والجبن ليس اختيارك، لكننا ننتظر اللحظة ﴿ويومئذٍ يَفرحُ المؤمنون بنَصر الله﴾ (الروم:4) إن هزيمة ثورتنا لظاهرة مؤقتة، والتاريخ يؤكد أن الثورة منتصرة في النهاية حتى ولو ظهر من الوهلة الأولى أن الاستبداد السياسي أصبح له السيطرة المطلقة على البلاد والعباد.
اسْتبشِروا بنَصر الله وإن طال الأمَد .
وأحدَقت الكُروب!! وقد تَعجزُ أسبابُ الأرض عن نُصرَتك، فيُؤيِّدك اللهُ بأسبابٍ من السماء!! ﴿ِإذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَة﴾ (الأنفال: 9).
وسَرعان مايذهب الهم، وينجلي الغَم ويفرح القلب، لِما قالَه الرب: ﴿فعَسَى اللهُ أن يَأتِي بالفَتحِ أو أمْرٍ مِن عِندِه ﴾ (المائدة:52) !! فلا تسيئوا الظن بالله الكبير.
أن يخذلكم، واصبر وتصبَّر.
فليس كلّ مراده تحبه في أوله !! لكن من عجب.
أنك تفرح به وتسعد؛ في آخره !! فأعِدّوا ما استطعتَم .
والله غالب عزيز! فيا ربّ .
لا تحرِم قلوبًا اشتاقَت إلى فتحك ونصرك القريب!