بيان من الإخوان المسلمين حول انتفاضة الشعب التونسي وفرار الرئيس بن علي من البلاد
يتقدَّم الإخوان المسلمون بكل تقدير وإعجاب للشعب التونسي الشقيق بالتحية الواجبة وبالتهنئة القلبية على انتصاره في الجولة الأولى في صراعه من أجل الحرية والكرامة، ويدعون كل قوى الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف بجانبه وتأييده للحصول على حقه كاملاً.لقد أثبت الشعب التونسي أنه قادر على صنع التاريخ بصموده وإصراره على مطالبه بخروج الرئيس زين العابدين بن علي الذي هرب من البلاد، ولم يحمه أعوانه بالداخل أو أصدقاؤه بالخارج، ويبقى على كل النظم العربية والعالمية أجمع أن يستمعوا إلى صوت الشعوب التي تطالب بالحريات العامة والديمقراطية التي تكفل الاستقرار الحقيقي والأمن التام والتنمية العادلة والعدالة للجميع، في ظل المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل.
ونؤكد أنه على الحكام العرب والمسلمين أن يستمعوا إلى صوت العقلاء من شعوبهم، وألا يستجيبوا للمنافقين الذين يزينون لهم سوء أعمالهم، وألا يشاركوهم في العدوان على الشعوب، وأن يتعاملوا بلغة الحوار بدلاً من لغة العصا الأمنية الغليظة التي لا تؤدي إلا إلى الفوضى.
وعلى القوى العالمية أن تستوعب رسالة تونس؛ أن الشعوب العربية والإسلامية قادرة على تحقيق مطالبها في الحريات وإن طال مدى الاستبداد والظلم، وأن عليهم أن يتوقفوا عن التدخل في شئون المنطقة، وألا يدعموا الطغاة والمستبدين من الحكام، وألا يفرضوا عليها نظمًا علمانية تتعارض مع إيمانها وقيمها الحضارية.
أما تونس الشقيقة، فإننا نترقب بكل حرص أن يكمل الشعب مسيرته، وأن ترتفع قياداته جميعًا إلى مستوى المسئولية، وأن يحافظ على أمن البلاد ومصالح العباد، وألا يسمح للصوص أن يسرقوا انتفاضته، وأن يتم الانتقال السلمي الطبيعي من حال الفوضى الدستورية والأمنية التي خلَّفها نظام الاستبداد والفساد إلى حياة طبيعية مستقرة، تكفلها أوضاع دستورية سليمة، يتمتع فيها الشعب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقضاء المستقل النزيه، ويترقب الجميع أن تُجرى انتخابات حرة ونزيهة؛ لتكوين برلمان حر، واختيار رئيس للدولة طبقًا لإرادة الناس وبحرية تامة.
دعاؤنا إلى الله أن يحفظ تونس وبلادنا جميعًا من كل مكروه وسوء، وأن نستفيد جميعًا من دروس انتفاضة الشعب التونسي الشقيق، وأن يقي بلادنا من التوترات والقلاقل التي تنجم عن الاستبداد والفساد.
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾ (الحج).
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)﴾ (الشعراء).
الإخوان المسلمون القاهرة في: 11 من صفر 1432هـ= 15 من يناير 2011م