الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

الأخبار

أخبار جماعة الإخوان المسلمون

المتحدث الإعلامي: 25 يناير ليست ذكرى فالثورة انطلقت وأهدافها مستمرة

المتحدث الإعلامي: 25 يناير ليست ذكرى فالثورة انطلقت وأهدافها مستمرة

- تحية لشهداء الثورة وكل من يقدم روحه ليومنا هذا، ثمنًا للعيش بحرية وكرامة في ظل عدالة انتقالية.

- أخطأنا بترك الميدان قبل تحقيق أهداف الثورة، كما أخطأنا جميعًا عندما وقعنا في فخ تفتيت الصف الثوري. 

- مطالبنا لا تنحصر بالإخوان، بس كل ضغط نمارسه وسنمارسه سيكون من أجل مصلحة الوطن والمواطن المصري.

- من أولوياتنا في المرحلة الحالية، بناء علاقات قوية ورؤية مشتركة مع شركاء الوطن، لن نكون بديلا عن الشعب، ولن نعمل وحدنا، ولا نستطيع.

قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة ”الإخوان المسلمون“ صهيب عبدالمقصود في حوار متلفز بمناسبة ذكرى ثورة الـ 25 من يناير، أن: ثورة يناير ليست ذكرى، فالثورة انطلقت في يناير وأهدافها مستمرة، وستؤتي ثمارها في يوم من الأيام، والتحية واجبة لشهداء الثورة، و كل من قدم روحه قبل يناير و أثناء الثورة و في الأيام التي تلتها و حتى يومنا هذا، مطالبًا بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وكذلك لمن يدفعون من أعمارهم في السجون طلبًا لاستعادة مصر مكانتها. وأضاف: بعد ١١ عاما على انطلاق الثورة، ميدان التحرير يتم إغلاقه كل عام، كيف يتوافق هذا التصرف مع الإدعاء بأن الثورة انتهت وأن لهيبها خمد؟!.

وأكد عبدالمقصود: لم تكن الثورة ١٨ يوما قضيناها في الميدان.. فالاعتصام كان كاشف لحجم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر.. والتحرير "بروز" مشهد الانفجار الشعبي الغاضب من هذه الأوضاع.. وهذا تأكيد أن الثورة تحدث فجأة دون تخطيط.

وعن مشاركة الإخوان بالثورة قال: مشاركتنا في الثورة من أول يوم ثابتة لكل منصف، وأنا شاهد على ذلك، فقد شاركت في الأيام السابقة ل ٢٥ يناير أمام القضاء العالي والمحكمة الدستورية بتكليف من الإخوان، وقيادات الجماعة مثل الدكتور البلتاجي كانوا في أوائل الصفوف، وقرار الإخوان كان المشاركة من غير رفع لافتات الجماعة، حتى لا يتم التشويش على المشهد ووصفه بأنه معبر عن فصيل واحد.

ثم أضاف عبدالمقصود: نحن كمصريين أخذنا فاصل قصير من الديمقراطية بعد الثورة، مسنا حلم الحرية ومسنا حلم الكرامة، كل مصري شعر أن له حق في بلده، وأن من حقه أن يشارك في بنائها وتقرير مصيرها، مين حاسس بدا دلوقتي؟!.

وحول سؤال الأخطاء في الممارسات السياسية للإخوان وغيرهم، صرح عبدالمقصود: بالتأكيد كان هناك أخطاء في الممارسات والتقديرات السياسية لكل القوى السياسية وعلى رأسها الإخوان المسلمين، ربما لو تصرفنا بشكل مختلف كانت ستكون هناك نتائج أفضل.أخطأنا جميعًا ووقعنا في فخ تفتيت الصف الثوري، وأخطأنا بتركنا الميدان في ١١ فبراير قبل تحقيق أهداف الثورة.. والانقلاب العسكري في ٢٠١٣ هو المستفيد الوحيد من هذه الوقيعة بين شركاء الميدان. و سيسطر التاريخ للرئيس الشهيد محمد مرسي دوره كواحد من أهم وأفضل الشخصيات في تاريخ مصر المعاصر، ولا يمكن لمنصف أن ينكر دوره في الحفاظ على الوطن.

وأوضح صهيب عبدالمقصود أن: النظام الحالي يعلم جيدا أن ثورة يناير لم تنته كما يدعي، بدليل أنه بعد 11 عام من الثورة ما زال يستثمر في منظومات المراقبة والتتبع وينفق الملايين على بنية تحتية هدفها استمرار قدرة النظام على القمع. وبدلا من معالجة أسباب الثورة (الاوضاع الاجتماعية والقهر السياسي) بيعزز دفاعات الدولة ليضمن قدرتها على قمع الثورة المحتملة.

ومن ثم انتقل اللقاء لمعالجة الواقع حالي لمصر، حيث أشار صهيب عبدالمقصود إلى أن:  الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للبلد والمواطن المصري يدفعنا للانشغال بما ينفع مصر، فالغضب الشعبي يتزايد، ويجب أن يتدخل العقلاء قبل انفجار الأوضاع وخروجها عن السيطرة. وأضاف: هناك تناقض كبير بين مشاهد البذخ و الدعاية التي يتم الانفاق عليها من القروض، في الوقت الذي يعاني المصريين أشد المعاناة في أبسط أمور حياتهم، مثل رغيف العيش والبنزين والضرائب المتصاعدة والدعم الذي يتم الغاءه.. إضافة لاقتلاع الناس من بيوتهم وتهجيرهم قسريًا من أماكن نشأتهم، دون اتفاق معهم أو توفير بديل وتعويض ملائم.

وأكد عبدالمقصود: التقارير الاقتصادية تؤكد أن الدين الخارجي لمصر  في الفترة من 2014 إلى 2021 ارتفع من 48 مليار دولار إلى 137 مليار دولار، وأن إجمالي الدين القومي لمصر وصل 370 مليار دولار، و هو ما يعني رهن إرادتنا لمالكي هذه الديون. كما لا يرضينا كمصريين أن نقرأ في التقارير الأجنبية أن مصر أصبحت "دولة متسولة".
كذلك البنك الدولي صرح أن ٦٠٪ من المصريين إما فقراء أو تحت خط الفقر.. وكل هذا بحسب تقارير صادرة عن النظام نفسه.

وحول الأزمة الحالية للجماعة، أكد المتحدث الإعلامي أن: الإدارة في الإخوان جماعية، لا مجال فيها للفردية، ولا نهتف في دعوتنا بأشخاص، ولا يحق لأحد إلغاء إرادة الصف، وتجاوز المؤسسات المنتخبة، لعدم توافقها مع رؤيته الشخصية.

وقال أثناء حواره أن: جماعة الإخوان ليست موقع إلكتروني، مؤسسات الجماعة مواقفها واضحة ومعلنة، سواء في الشورى العام ورموز الجماعة، أو الهيئة الإدارية العليا، أو الأقطار المختلفة، والأقسام واللجان الفنية، ونحن الآن في مرحلة التعافي من الأزمة، والأمور أفضل بكثير مما كانت عليه قبل ٣ شهور، وقطار التطوير والتحسين في الجماعة مضى، ولن يعطلنا أو يشغلنا مجموعة ترى أن مسار الجماعة ومؤسساتها لا تتوافق مع قناعاتهم، واتخاذهم مسارا موازيا والعمل من خلاله لا يضر في شيء، وليس جديدًا على تاريخ الاخوان مثل هذه الأزمات، فقد حدثت في عهد الأستاذ المؤسس نفسه، والمرشدين من بعده، وكانت أيضًا على مستوى الصف الأول، ونتمنى لمن خرج عن الصف التوفيق في خطهم الذي ارتضوه لأنفسهم، وأن يتقبل الله نياتهم واجتهادهم في الخير، ونرجوا منهم أن ينشغلوا بما ينفع مصر والأمة.

أما حول الملفات المالية لجماعة ”الإخوان المسلمون“ قال عبدالمقصود: هناك تضخيم إعلامي لملف الجماعة المالي على غير الحقيقة، وليس عندنا هذا الحجم من الأموال الذي يتم التحدث عنه، فالصف هو من يمول أنشطة الجماعة بما يقتطعه من قوته وراتبه، هذا الاشتراك يسير في الخط المؤسسي المتعارف عليه داخل الجماعة.. كما أن التطوع هو الأصل في العمل داخل الحركة، لذلك لا نواجه أزمات في الاستفادة من المتخصصين من أبناء الجماعة دون أي تكاليف مادية باهظة.

وفي تعليقه على مزاعم النظام المصري حول انتهاء ”الإخوان المسلمون“ فقد قال المتحدث الإعلامي للجماعة: إذا كانت الجماعة انتهت فلماذا يدفع أعدائها المليارات لمراكز الدراسات والمؤسسات الإعلامية لتصدير هذا الأمر، خصومنا يعرفون جيدًا من نحن، ويدكون ماذا تمثل الجماعة في المشهد، ويؤمنون أن إقصائها وإنهاء وجودها غير وارد.
صحيح تعرضنا لكبوة كما تتعرض كل المنظمات والكيانات الكبيرة، وأننا لسنا بسابق قوتنا، لكننا نسارع الزمن لنعود بالجماعة لعهدها ووعدها للأمة، بالالتفات للذات واستكمال المؤسسات والتطوير والتحسين المنضبط والملتزم بثوابت الدعوة وقيمها.
الضعيف لا يظل ضعيفا طول عمره، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين.

وحول وضع جماعة ”الإخوان المسلمون“ في الداخل المصري، أكد عبدالمقصود في حواره: أعضاء الجماعة  داخل السجون وخارجها في الداخل المصري هم أبطال المرحلة، وثباتهم رغم بطش النظام وسام على صدورنا، وسيسجل التاريخ أنهم حافظوا على مصر رغم ما يتعرضوا له من استفزاز، والإدارة تثق في تقديرهم لشئونهم، وأنهم الأقدر على تحديد الطريقة الأمثل فيما يخص ترتيب العمل داخل مصر، والحفاظ عليهم أولوية، ولن ندلي بأي تصريح إعلامي قد يضرهم، وإن أساء البعض استخدام هذا الأمر إعلاميًا، فهم في حاجة لمن يقويهم ويدعم صمودهم لا من يستقوي بهم.
وأضاف: وهذا من باب التعامل مع وضع طارىء، ولتحقيق التكامل المنشود، وليس انفصامًا أو فصلا بين الداخل والخارج، فالشأن العام للجماعة يجب فيه التنسيق، والازدواجية غير وارده، لأن هناك إدارة شرعية واحدة متفق عليها، يمثلها الأستاذ إبراهيم منير  نائب المرشد العام والقائم بالأعمال، ومؤسسات الجماعة ولوائحها تضبط المسار وتحدد الأدوار.

أما عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر فقد أشار عبدالمقصود إلي أن: السلوك القمعي المسمى (التدوير) والذي يحدث بحق المعتقلين في مصر أمر كارثي، يجب أن ينتفض له كل صاحب ضمير في مصر والعالم، يعني ايه أقضي الفترة الي تم الحكم عليا بيها ظلم، ثم يتم إعادة تلفيق قضية تانية ليا وأنا في السجن، بعد ما كان أهلي وأصدقائي في انتظار خروجي!؟

وأضاف: القمع في مصر تجاوز المحاكمة والاعتقال على أساس الرأي، المأساة وصلت لحبس بنات في ظروف غير آدمية وتنكيل بيهم، لمواقف آبائهم السياسية، زي ما بيحصل مع سمية ابنة البرلماني ماهر حزيمة وعائشة ابنة المهندس خيرت الشاطر.

وحول التيارات السياسية المختلفة قال: رموز الثورة يعانون في المعتقلات، علاء عبدالفتاح، وهيثم محمدين، ومحمد القصاص، والدكتور البلتاجي، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، محمد عادل، حسام مؤنس، ليس مكانهم السجن.. كل معتقل بسبب الرأي في مصر يجب أن يكون حر.. مطالبتنا لا تقتصر على الإخوان وحدهم.

أما عن ممارسات الجماعة المستقبلية في هذا الشأن فقال عبدالمقصود: أي ضغط نمارسه أو سنمارسه في المستقبل هو ضغط على النظام لصالح مصر والمواطن المصري.سننحاز لأي تغيير يساهم في تحسين حياة المواطن ويحافظ على الوطن ويقلل الخسائر والنزيف الحاصل في مصر.

واستفاض عبدالمقصود في هذا المحور فقال:  أنشأت الجماعة قسمًا معني بشئون المعتقلين، وهو معني بوضع رؤية لهذا الملف بالشراكة مع القوى السياسية والوطنية، ومنفتحين على أي جهد أو تصور يسعى لتعديل أوضاع المعتقلين.
ونتعامل مع هذا الملف على أنه فريضة الوقت، والأولوية الأولى لكل مؤسسات الجماعة وأقسامها الفنية، وتصلنا رسائل المعتقلين، والتفاعل معها والاستجابة لما فيها واجب.

وأضاف: أي تحسين ننشده لمصر، ينبغي أي يسبقه تحسن في واقع الجماعة، وقوة الجماعة قوة لمصر والأمة الاسلامية والإنسانية كلها.

وأما عن هوية الجماعة فقال المتحدث الإعلامي أن: ثوابت الدعوة ليست عرضة للتغيير.. وما قامت لأجله الجماعة أمر غير قابل للتفاوض، وهو تحقيق نهضة الأمة على أساس المرجعية الإسلامية.. والحفاظ على الجماعة كأداة رئيسية في تحقيق هذه الغاية هو ما ارتضيناه لأنفسنا.. أما الوسائل والتقديرات السياسية فهي قيد المراجعة والتطوير المستمر.. ولا مانع عندنا في ذلك.. بل هو أمر واجب.

وأكد عبدالمقصود أن: من أولوياتنا في المرحلة الحالية، بناء علاقات قوية ورؤية مشتركة مع شركاء الوطن، لن نكون بديلا عن الشعب، ولن نعمل وحدنا، ولا نستطيع.

وحول الوضع الراهن ومنهجيات العمل داخل ”الإخوان المسلمون“ ومستهدفاته، قال صهيب عبدالمقصود أن: لجنة التطوير عملت من نهاية أكتوبر الماضي لأكثر من ٨٠٠ ساعة، لبناء وتطوير مؤسسات الجماعة في الخارج، نتج  عن ذلك ٥ تصورات تقريبا، تم دمج بعضها، والاتفاق مبدأيًا على تنضيج خيارين منهم لرفعهم لمؤسسات الجماعة للاعتماد في أسرع وقت.

وأضاف: العمل في الجماعة يقوم على أساس الكفاءة، ووضع الشخص المناسب، وبفضل الله الجماعة مليئة بالكفاءات، ولا مجال للتهميش والإقصاء الذي تم ممارسته -للأسف- بحق بعض المتخصصين وأصحاب الرأي في السابق.

وقال عبدالمقصود: الروح التي تسري داخل الجماعة الآن، والحراك المنشغل بالبناء أمر مبشر، وسيستمر إن شاءالله، والجماعة تحتاج جهود جميع أبنائها، والتداعي للعمل أكثر من أي وقت مضى، لاستعادة المكان والمكانة المناسبة للجماعة.

واختتم حواره بقوله: ليس شرطًا أن نعلن عن كل خطوة نقوم بها، فما يخص ترتيب العمل داخل البيت نعلنه لمن هم داخل البيت، وما يخص الشأن العام سيعلن بالتأكيد ويقدم للرأي العام.

صهيب عبدالمقصود

صحفي مصري، ورمز طلابي سابق، وأحد القيادات الشبابية في ثورة 25 يناير؛ 
وكان مسؤول الملف السياسي والإعلامي في المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر بعد الثورة، وكان عضوا باللجنة التشريعية لتطوير الأزهر في المؤتمر الأول للمؤسسة بعد الثورة.