الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

لا راحةَ معَ الهُدنة.. ولا هُدنةَ للدَّاعمينَ والمساندِين

لا راحةَ معَ الهُدنة.. ولا هُدنةَ للدَّاعمينَ والمساندِين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله.. والصلاةُ والسلام على رسول الله.. وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه وبعد

الإخوة والأخوات 

معَ بدْء سريانِ الهُدنةِ الإنسانيةِ المؤقتةِ في معركةِ طوفانِ الأقصى، وحربِ الإبادة الجماعية على قطاع غزة، تؤكد جماعةُ الإخوانِ المسلمون أنَّ الوصولَ لليومِ الَّذى يتحرَّرُ فيه عددٌ مِنْ أسرى النساءِ والأطفالِ الفلسطينيِّين لهُو يومُ نصرٍ للمقاومةِ الفلسطينية، الَّتي أرادتْ بعمليةِ طوفانِ الأقصى تبييضَ السجون، بتحرير الأسرى، وقد تحقَّقَ لها بعضُ ما أرادَتْ، واستطاعتْ بأدائِها في ميدانِ المعركةِ فرضَ شُروطِها؛ لتضيفَ إلى ما حققتْهُ في الميدانِ إنجازاً سياسيًّا، ضمنَ أهدافِ الشعبِ الفلسطينيّ.

وهنا ينبغي أنْ نقفَ بكلِّ إكبارٍ وإجلالٍ على موقفِ أهلِ غزةَ وصمودهم الأسطوريّ، أمام آلةِ الموتِ والدمار، وتحتَ الحصار، مُتحمِّلينَ ضريبةَ الواجبِ مِنْ أرواحِهم وأموالِهم، دِفاعًا عن العِرضِ والأرضِ، وفداءً لفلسطين؛ الأمرُ الَّذي منحَ المقاومةَ القوةَ النفسيَّةَ والمعنويةَ؛ لتُنجزَ أهدافَها، في إطارٍ من اللُّحمة والتآزر (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) (4) سورة الصف وقدْ أَبْلتِ المقاومةُ بلاءً حسنًا.

وكما أشدْنا سلفًا بكلِّ جهودِ الوساطةِ، التي كان لها دورٌ كبيرٌ في إنجازِ اتّفاقِ الهُدنة- نُشيدُ بالضَّغطِ الشعبيِّ العالمي، والمواقفِ السياسيةِ المساندةِ والدَّاعمةِ للشعبِ الفلسطينيّ في كلِّ مكان؛ ونُطالبُ باستمرارِ الجهودِ السياسيَّةِ والتَّظاهراتِ، مِنْ أجلِ وقْفِ الحربِ، وحَقنِ الدماءْ، وحمايةِ المدنيين، وتخفيفِ آثارِ الكارثةِ الإنسانية.

وفي هذا الصَّددْ ننبِّهُ على أنَّه لا راحةَ مع الهدنةِ؛ فالهدنةُ إنسانيةٌ لأهلِ القطاع، ولا هدنةَ لكلِّ الداعمينَ والمساندينَ في جميع أنحاء العالم؛ فالحربُ مستمرةٌ، والعدوُّ متربصٌ. وعلى كلِّ المسلمينَ وأحرارِ العالمِ كذلك واجبُ استمرارِ التظاهرِ، والضغطِ والمقاطعةِ الاقتصادية لداعمي الكيانِ الصهيوني، واستمرارِ التصعيدِ السياسي والبرلماني والقانوني، وفى كلِّ مساحةٍ يمكنُ أنْ تُقدِّم شيئًا من واجب النُّصرة (وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (40) سورة الحج.

وإنَّه لجهاد..

نصرٌ أو استشهاد 

والله أكبر ولله الحمد

 

الدكتور صلاح عبد الحق

القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”

الجمعة 11 جمادى الأولى 1445هـ · 24 نوفمبر 2023 م