الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

افتتاحية العدد

كلمة رئيس التحرير حول محتوى العدد وأهم ما نشر

مجلة الدعوة من جديد، ورؤية جديدة

مجلة الدعوة من جديد، ورؤية جديدة

بقلم رئيس التحرير 
حرصت جماعة الإخوان المسلمين على مدار تاريخها، أن يكون لها منبر صحفي رسمي؛ تنشر من خلاله رسالتها، وتبث أخبارها ومواقفها. وقد حظيت الصحافة باهتمام الإمام البنا البالغ؛ فقد أصدر العديد من الصحف الدورية، ومن بعده مرت بمراحل متباينة من القوة والانتشار بحسب ما تتيحه الظروف السياسية. وقد صدرت مجلة الدعوة أول مرة عام 1951 كمجلة رسمية معبرة عن الجماعة.

وعلى مدار تاريخها، أدت صحافة الإخوان دوراً مهماً في ملأ الفراغ الإعلامي لأجيال الصحوة الإسلامية، حيث أتاحت المعرفة، وعملت على نشر الحقيقة، وكشف المواطن المحجوبة في تغطية وسائل الإعلام، أو المنسية، أو المهملة عمداً. خاصة تلك التي تتعلق بالدعوة والهوية وأمة الإسلام وقضاياها، فضلاً عن أخبار الحركة الإسلامية. فكانت صحافة الإخوان طاقة نور في مواجهة ظواهر الحجب والتزييف والتهميش والانحياز التي سادت الإعلام المصري على مدار عقود.

واليوم وقد توسعت وسائل الإعلام نتيجة ثورة الاتصال، وأصبح للأخبار وسائل وتقنيات وصور لا نهائية، تتسابق جميعها إلى الجمهور= لم تعد مشكلة الإعلام في إتاحة الأخبار والمعارف، ولكن في اختيار المناسب منها من بين سيول التدفق الإعلامي. من أجل إعلام أكثر فائدة، ولمعالجة ظاهرة التعرض العشوائي لوسائل الإعلام، والتي تحكمها -في الغالب- قيم استهلاكية وترفيهية، أو حتى معرفية غير ذات هدف. ومن هنا تهدف المجلة في إصدارها الجديد إلى اختيار الأهم لجمهورها، وما لا يجوز تجاهله خلال فترة التغطية.

وثمة متغير آخر كشفت عنه سنين التراجع القهري عقب ثورات الربيع العربي، ألا وهو وجود فجوة معرفية في مجالات العلوم الإنسانية، تتعلق بفهم المجتمعات، وحركة الجماهير، وكفاءة الاستعداد لإدارة الحكومات والعلاقات الدولية. نتج عن هذه الفجوة شغف إلى الاطلاع على إنتاج مراكز الفكر والبحث، وإيمان متزايد بالعلم ودوره، وإقبال ملحوظ على دراسة العلوم الإنسانية والتطبيقية أيضًا ذات العلاقة بجوانب النقص. ومن هنا تسعى المجلة أن تكون جسراً للمعرفة يصل القارئ بإنتاج مراكز الفكر والبحث.

ومجلة الدعوة هي بالأساس المعبر الرسمي عن جماعة الإخوان المسلمين، تنشر رسائلها ومواقفها في السياسة والدعوة والتربية، وتخاطب من خلالها جموع الإخوان وشعب مصر والعالم. وهي إلى جانب ذلك أيضاً تنشر الآراء الحرة بشأن القضايا محل الاهتمام؛ منسوبة لأصحابها من كتاب الفكر والرأي، بهدف إثراء النقاش والحوارات الحرة بشأن تلك القضايا.

وسياسة تحرير المحتوى تدور حول دعم الهوية والقيم الإسلامية، التي يعبر عنها شعارها الجامع (دعوة الحق والقوة والحرية)، وهو الشعار الذي صدرت به المجلة من أول يوم. وهي القيم الأسمى المستمدة من معين الإسلام الصافي، لمواجهة دعاوى الزيغ والضلال، والحرب على الدين والهوية، التي استعرت نارها وظهرت آثارها. ومن أجل وقت القارئ تتخذ المجلة من الإيجاز مع التبسيط أسلوباً لتحرير المحتوى، قدر الإمكان. لتجعل صفحاتها غنية بالمعرفة، ولتمنح القارئ تجربة مطالعة متنوعة وشاملة في وقت قليل. وفى ذات الوقت تفتح باب التوسع والاستزادة -لمن شاء- عبر روابط المصادر والإحالات المرجعية. كما تجتهد المجلة- قدر المستطاع - في تطوير وسائل العرض وتنويعها، بهدف الوصول للقراء بحسب وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التي يتعرضون لها والمحببة إليهم، والله ولى التوفيق.