رسالة "الإخوان المسلمون" إلى القمة العربية الإسلامية
أصحاب السعادة.. فخامة الرؤساء والملوك والأمراء العرب والمسلمين المشاركين في قمة المتابعة العربية الإسلامية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن اجتماعكم اليوم في أرض الحرمين الشريفين، في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ أمتنا؛ يحمل في طياته أهمية كبيرة، وواجباً عظيماً، تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته. وهو يتزامن مع استمرار الحرب الشرسة والإبادة الجماعية التي يواجهها أهلنا في فلسطين ولبنان.
فخامة الرؤساء والملوك والأمراء العرب
شعبكم العربي والإسلامي ينظر إليكم اليوم آملاً في قرارات تاريخية تعزز من صموده، وتمنع العدو من تحقيق أهدافه العدوانية. فما يعيشه القطاع من حصار، وقصف مستمر للبنية التحتية من مدارس ومستشفيات ومنازل، إضافة إلى الخسائر الفادحة في الأرواح؛ يمثِّل تهديدًا للأمن القومي العربي بأسره، وليس فقط لغزة أو للشعب الفلسطيني.
فخامة الرؤساء والملوك والأمراء العرب
إن واجبكم اليوم يتطلب موقفاً عربياً موحداً، تتجاوزون فيه الخلافات السياسية وتلتفُّون حول الحق الفلسطيني، لأنه حقٌ يُحمّلكم التاريخ مسؤولية الحفاظ عليه؛ ولذلك فإننا نطالبكم بإصدار موقف قوي وموحد، يعلن للعالم أن المقاومة الفلسطينية جزء من مسيرة التحرر، وجزء أصيل من كفاح شعب يسعى لنيل حقوقه.
وفى هذا الصدد تؤيد جماعة الإخوان المسلمون ما طالبت به حركة حماس من تشكيل تحالف عربي إسلامي؛ يعمل على وقف الحرب، وكسر الحصار عن غزة، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على أرضها وعاصمتها القدس.
وتؤكد جماعة الإخوان المسلمون أن شعوب العالم العربي والإسلامي تشتاق إلى تحرير أرض فلسطين والمسجد الأقصى المبارك؛ وتؤكد استعداد تلك الشعوب للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل ذلك.
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]
فخامة الملوك والرؤساء والأمراء
نطالبكم بوقف كافة أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، والعمل على عزل الكيان سياسياً على المستوى العربي؛ لأن سياسات التطبيع تخدم مصالح العدو وتُضعف التضامن العربي. ويجب العودة إلى موقف ثابت في رفض أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع المحتل.
كما يجب العمل على فك الحصار وفتح المعابر بشكل دائم بين قطاع غزة والدول العربية المجاورة، وتقديم كل المساعدات الإنسانية العاجلة؛ من غذاء ودواء ومواد طبية؛ وذلك لأن تخفيف معاناة سكان القطاع يتطلب تنسيقاً عملياً سريعاً وفعالاً؛ لأنه واجب إنساني وديني، قبل أن يكون عربيا.
كما نطالب بمقاضاة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه في المحافل الدولية، واتخاذ خطوات قانونية لمحاكمة قادته كمجرمي حرب؛ فيتوجب عليكم التوجه إلى المجتمع الدولي بملف واضح حول جرائم الإبادة الجماعية.
وتدعو الجماعة إلى وضع خطة واضحة لإعادة بناء غزة وإعمار ما دُمّر، من خلال تأسيس صندوق دعم خاص تلتزم فيه كل دولة عربية بنسبة من المساهمة، تعبيراً عن موقفها في إعادة الحياة الكريمة لهذا الشعب الصامد، وعن رفضها التام لأي محاولات لإضعافه أو إجباره على التهجير القسري من أرضه.
فخامة الرؤساء والملوك والأمراء العرب
إن الشعوب العربية والإسلامية تنظر إليكم اليوم بعيون الأمل، وتنتظر أن تُلبُّوا نداء الواجب والمسؤولية التاريخية التي وضعها الله على عاتقكم، وأن تستجيبوا لتطلعاتها في حياة كريمة وآمنة. اجعلوا من هذا الاجتماع فرصة لكتابة تاريخ جديد يحفظ كرامة أمتنا، ويدعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
م. أسامة سليمان
المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمون
الاثنين.09 جمادى الأولى 1446هـ
الموافق: 11 نوفمبر 2024م