ردا على تصريحات ترامب العدائية ضد القضية الفلسطينية
تدين جماعة الإخوان المسلمون المواقف الأمريكية المتجددة والمتصاعدة ضد شعب فلسطين، والتي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فانسحاب امريكا من مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ووقف دعم منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والمشاركة في جريمة التطهير العرقي بالضغط لتسهيل تهجير أهل غزة للدول العربية، انتهاء بالتصريح بأن أمريكا ستمتلك قطاع غزة، وتقضي على حركة حماس، كلها مواقف أمريكية عدائية ضد الشعب الفلسطيني، بل ضد الأمة الإسلامية، في قضية هي الأغلى والأقدس لديها.
وتؤكد تصريحات الرئيس الأمريكي أن معركة غزة لم تنته، بل بدأت في مرحلة تصفية سياسية، بعدما فشل العدو في تحقيق أهدافها عسكريا. وأحد ميادين المعركة في هذه المرحلة هو أروقة الحكم وصنع القرار العربي. وعلى الدول العربية ان تشكل حائط صد أمام المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية، وأن تقرر الرد على الاعتداءات الأمريكية، والبدء فورا في إجراءات إعادة إعمار غزة؛ واثقين بأن الشعوب العربية ستدعم أي قرارات يتخذونها بهذا الشأن.
ومن الواضح للجميع أن شعب فلسطين متجذر في أرضه ويرفض التهجير، ويعلم يقينا أن من يخرج من فلسطين لن يعود إليها، وهذه قصة التاريخ معه. وعلينا أن ندرك أن الذى رفض التهجير زمن الحرب لن يقبل به اليوم. وأن دعوى التهجير من أجل إعادة الإعمار دعوى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، ولا تنطلي على عاقل. ولذلك يجب على الحكومات العربية -والرهان عليها- العمل على إفشال هذا المخطط الخبيث، وعدم التماهي معه، مهما كان الثمن. وهى قادرة بوقوفها بجوار الحق.
كما يجب ان يكون انسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان فرصة أمام الدول التي ترفض الاحتلال الإسرائيلي؛ لتفعيل دعاوى قضائية ضدها كشريك أصيل في جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة؛ من حيث المشاركة بالدعم السياسي والمالي والعسكري لقادة الحرب المدانين في تلك الجرائم.
كما ينبغى على الدول العربية والإسلامية أن تقدم البديل لدعم (الأونروا) بعد تراجع أوروبا وأمريكا عن دعمها. ونحن في هذا الصدد نطالب حكام الدول العربية والإسلامية بإنشاء منظمة إسلامية خاصة لذات الهدف تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي؛ للقيام بالدور الإنساني تجاه شعب مسلم أنهكته الحرب. ليس استناداً إلى الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والشعوب، ولكن استناداً إلى الواجب الشرعي بالأساس، والمسؤولية أمام الله، وأمام الشعوب والتاريخ.
هذه بعض الفرص التي تمنحها التهديدات الأمريكية المتصاعدة، وعلى شعوب وحكومات العالم الحر استثمارها فى التصعيد لدى المنظمات الأممية، وإعلان رفض الاحتلال بشتى صوره، والاعتراف الكامل بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة والمستقلة على كامل تراب فلسطين.
م. أسامة سليمان
المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمون
الأربعاء 6 شعبان 1446هـ؛ الموافق 5 فبراير 2025م