

يا الله .. غزة.. وأمتنا الواحدة.. دعوة لأداء الواجب
الحمد لله .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد
الإخوة والأخوات وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. بينما الجميع مشغولون في شهر رمضان إما بالطاعة في مساجدهم أو في خلواتهم وإما بتحصيل أسباب العيش؛ يعيش أهل غزة تحت قصف عدو غادر، نقض عهده ونكص على عقبيه، ولم يكترث بقانون أو ميثاق أو نداءات ومطالبات دولية. والعدو الغادر يفعل ذلك حين يفعله مدعوما بالعتاد والإسناد من أعتى قوى الشر في العالم، بهدف تثبيته وتمكينه كياناً سرطانياً فى خاصرة أمتنا لإضعافها. ولا غرابة في ذلك والقرآن الكريم يصدقه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: 73]، ولكن الغريب أن تنصرف أمتنا عن نصرة أهلنا في قطاع غزة، -وإن بالعبادة- مستسلمة للقيود ولا تثور وتغضب من أجل حرمات تنتهك ودماء تنزف.
إن واجب أمتنا؛ دولاً وحكومات أفرادا وجماعات وأحزابا سياسية وروابط مهنية وأكاديمية واتحادات علمائية ونقابات عمالية ومنظمات شبابية وطلابية؛ إن واجب أمتنا اليوم قبل الغد هو التعبير عن الغضب لتجدد العدوان على غزة والتنديد بالصمت العربي والعالمي بشتى صور التعبير. ومن ذلك عقد الاجتماعات لبحث سبل الضغط السياسي والقانوني والدعم الإعلامي والتقني والإغاثي، وتقديم التضحيات في سبيل ذلك. ونحن لا نخص الحكام في ندائنا، وقد تحدثنا لهم مراراً ولكنا نخص الفرد والمجموعة دون الرهط بالعمل على أداء ذلك الواجب.
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.. أيام قلائل تفصلنا عن العيد بأفراحه وعباداته وصلة الأرحام ولبس الجديد، ولنا في غزة إخوة تقطعت بهم السبل إلى مكان آمن يؤويهم، وانقطعت عنهم كل أسباب الحياة، فلا نغفل عنهم وننصرف إلى أنفسنا. فوالله إن الله سائلنا يوم القيامة عما قدمنا لأولئك الذين يكتوون على خط النار في صدارة المدافعين عن فلسطين والمسجد الأقصى. فاقتصدوا في أفراحكم وأدوا حق هؤلاء عليكم.
ويا أهل غزة.. أهل الرباط والبأس، نشد على أيديكم وندعو الله أن يقوي سواعدكم ويتقبل شهداءكم وينجز وعده لكم. ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: 47] فقد أبليتم أحسن البلاء في عملية طوفان الأقصى المظفرة وعلى مدار 15 عشر شهرا. وقهرتم عدوا ظن أنه لا يقهر. نعم.. التضحيات غالية؛ لكن الثمن أغلى. فما أشرف أن يكون تحرير المسجد الأقصى وكل تراب فلسطين هو العنوان المقصود، والشهادة في رضا الله هي الغاية. فاصبروا فإن الصبر زاد المؤمنين المجاهدين والنصر عقبى الصابرين.
وختاماً .. نهيب بكل الروابط والهيئات التي خاطبناها مقدماً أن تدعو إلى إظهار الغضب المتصاعد ضد العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، والحشد من أجل فلسطين؛ حتى نسمع العالم كله صوت أمة واحدة تنتصر لإخوانها وتغضب، وليستمر الحراك للتعبير عن الغضب، حتى يتحرك العالم الصامت لوقف الجرائم الصهيونية.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴿۳۸﴾ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿۳۹﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 38،39،40].
الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
الثلاثاء 25 رمضان 1446هـ؛ الموافق 25 مارس 2025م