الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

بيانات

البيانات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

أسطول الصمود العالمي.. رسالة شعبية للفاعلين السياسيين

أسطول الصمود العالمي.. رسالة شعبية للفاعلين السياسيين

تتابع جماعة الإخوان المسلمين أسطول الصمود العالمي نحو غزة كأضخم تظاهرة مدنية إنسانية عبر البحر منذ أكثر من ثمانية عشر عامًا، وبمشاركة أكثر من 44 دولة. بهدف كسر الحصار البحري المفروض وإيصال رسالة واضحة إلى العالم تطالبه بوجوب التحرك لوقف جرائم الإبادة الجماعية، وتدارك الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

إن هذا التحرك الشعبي العالمي يؤكد على عدالة وإنسانية القضية الفلسطينية. فلا نعرف قضية صراع حظيت بهذا التأييد العالمي وتلك التظاهرات في التاريخ المعاصر كقضية فلسطين. كما يعبر هذا الحراك -في ذات الوقت- عن أن الفعل السياسي الرسمي لوقف الإبادة الجماعية دون المستوى ودون تطلعات الشعوب. فأوراق الضغط الفاعلة مازالت معطلة، والإجراءات العملية والقرارات الأممية غير كافية لإجبار الكيان المحتل على الامتثال للقانون الدولي. وعملياً لا يزال الشريان الذى يمد الكيان المحتل بأسباب الحياة يتدفق عبر موانئ وممرات وسماوات عربية، ومعها أدوات القتل والموت للشعب الفلسطيني.

لذلك تنظر جماعة الإخوان المسلمين إلى أسطول الحرية العالمي باعتباره صرخة متجددة إلى ضمير حكام العالم ليحتكموا إلى الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في تعاملهم مع الكيان المحتل. وحق الوقت الآن يفرض على الحكومات، لا سيما في العالمين العربي والإسلامي، أن تنتقل بالمقاطعة من المستوى الشعبي إلى المستوى الرسمي، إدراكًا منهم أنهم يمثلون إرادة شعوبهم. 
وعلى الشعوب الحرة التي لا تملك سوى الضمير والإرادة ووسائل التعبير البسيطة، العمل على استمرار دعم السردية الفلسطينية في حقهم المشروع ضد الاحتلال والكذب الصهيوني معا، ودعم المقاومين في قطاع غزة. والتأكيد على أن كل يوم في هذه الحرب يزداد فيه صمود غزة عزّةً ورفعة أمام العالم، بينما يزداد الاحتلال عزلة وازدراء، وقد بات المجتمع الدولي يتحرك بأغلبيته نحو الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبار الكيان"عبئًا استراتيجيًا"، لا حليفاً استراتيجياً.

وختاماً؛ نؤكد أن تحرير الشعوب وحق تقرير المصير مكفول لكل شعوب العالم، وأن شعب فلسطين حتما سيحصل على حقه في الحرية والسيادة على كامل أرضه، طال الزمان أو قصر، وأن الاحتلال -مهما بلغت قوته- إلى زوال، وأن الضعيف لا يظل ضعيفاً أبداً، ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 5].

والله أكبر ولله الحمد

الدكتور صلاح عبدالحق 
القائم بأعمال جماعة الإخوان المسلمين
الأحد 15 ربيع الأول 1447ه؛ الموافق 7 سبتمبر 2025م